الخوف من حكومة الظِل
سلام محمد العامري
Ssalam599@yahoo.com
” الشجاعة تقود إلى النجوم، والخوف إلى الموت/ مَثَلٌ لا تيني.
يتصور بعض الجَهلة بتأريخ الرجال, أنَّ التهديد والوعيد, سيردع أصحاب الحق, متناسين ما قدموه من تضحيات, وانهم لن ينسوها ولا يتراجعون, فهناك ألف طريق, لتحقيق ما آمنوا به.
جاء في خطاب السيد عمار الحكيم, زعيم تيار الحكمة الوطني, بمناسبة الذكرى السنوية لثورة العشرين, أن المعارضة ستقوم, بتشكيل حكومة الظل, ويجب السماح لها بممارسة دورها, في مراقبة وتقويم الأداء الحكومي, ورفدها بالإحصاءات والمعلومات, والبيانات الدقيقة عن الأداء الحكومي, بكافة مفاصله.
إنَّ التهديد والوعيد, ليس من شيمة من يتصف بالنزاهة, أو كما قال المثل العراقي” اللي بعبه طلي يمعمع” فالكفوء والنزيه لا يمكن أن يهدد, من يريد الإصلاح, ويسعى له بكل الوسائل المتاحة, التيار الحكيمي ومنذ الوهلة الأولى, عند دخول شهيد المحراب, كان ينادي لعراق جديد, ديموقراطي يحترم جميع المكونات والأفكار, عراقٌ يجب التعايش على أرضه بسلم, وتحقيق ما يطمح له المواطن العراقي, من خدمات ورفاهية عيش, كي يعوض ما فاته زمن الطغيان.
قائد تيار الحِكمة الوطني, أفصح بكل وضوح, أنه اختار جانب المعارضة البرلمانية, سياسية سلمية للتقييم والتقويم, وذلك هو دور البرلماني, فالمواطن عندما انتخب, إنما انتخب من يدافع حقوقه, ويكشف زيف من يرفع الشعارات, لسرقة أصوات الناخبين, وعلى المفاصل الحكومية, عدم إخفاء أي مستند, ليتيح للمواطن معرفة, النجاح أو الفشل وما قد يعتري, تلك الدائرة أو تلك, من الفساد الذي صَرَّح به علانية, رؤساء مجالس الوزراء السابقين, إلى آخر فردٍ منهم, حيث ذكر ملفات عدة, فلا حاجة لطلب الدليل, ممن يقول بعد ذلك, فهو من يمتلك الأدلة, ومن يريد القصاص, فليبدأ باستدعاء رئيس مجلس الوزراء.
كلامٌ واضح وضوح الشمس, إن تيار الحكمة الوطني, ماضٍ في طريقه لكشف الفساد, ويجب على الحكومة ومفاصلها, عَدم إخفاء أي معلومة, فإنَّ ذلك يجعلُ منها شريكاً في الفساد, فقد طفح الكيل, والمواطن العراقي, ماضٍ لثورة ندعوا الباري الرحمن, أن تبقى سلمية, كما يطالب بها تيار الحكمة الوطني, بعيدة عن الاستهداف السياسي والشخصنة, فالهدف إعمار العراق, بعد تنظيفه من قذارة الفاسدين.
قَدَّمَ آل الحَكيم, عبر مسيرة جهادهم, 63 شهيداً, عدا من زجهم الطاغية في السجون, ولم يردعهم ذلك عن قول الحق, ولم يرضخوا لطغاة البعث, حين قال سفاحهم, سأملأ أرض العراق, بمن يعارض حزب البعث, فهل يريد من يهدد المعارضة, بإعادة تكميم الأفواه والعودة لنظام طغيان جديد, تحت غطاء الديموقراطية؟
“ليس أخطر على دولة ما من الخلط بين المكر والحكمة” فرانسيس بيكون_ رجل دولة وفيلسوف بريطاني, فهل يُفرق الفاسدون والفاشلون, بين مكرهم وحكمة الخدمة؟