إغتيال الحكيم لصالح الفوضى
“الشهيد السيد محمد باقر الحكيم(قدس), ستكون لها آثار سلبية كثيرة, على الوضع الإسلامي”/ السيد محمد تقي المدرسي.
صِراعٌ مستمر عبر الزمن, من اجل ان اكون او لا اكون؛ فطبيعة المتغطرسين والطغاة, لا تتقبل الهزيمة والفشل, فتحاول بكل الوسائل, العودة لفرض هيمنتها, فتستخدم كل الوسائل, وإن كانت محرمة, أو شاذه وبعيدة عن الطبيعة الإنسانية.
بعد سقوط أطغى حاكم عربي, باحتلال دولي للعراق, حيث كانت فرحة عارمة, وأملاً بتحقيق الأمل لِتغيير حقيقي, يرفع من مستوى المواطن العراقي, وتفعيل العلاقات العربية والعالمية التي تصدعت؛ جراء سياسة الطاغية صدام الدموية, ما أدخل العراق بحصارٍ إقتصادي خانق, وقطيعةٍ عربية وعالمية, بممارسات صبيانية لا تمت للسياسة المعتدلة.
كان من أبرز الشخصيات الوطنية, ألتي عادت للعراق عام 2003, السيد محمد باقر الحكيم, الذي هاجر للجمهورية الإسلامية في إيران, بسبب عدم قبول اللجوء السياسي, من قبل كل الدول العربية, وللعلاقات العقدية حيث ينتمي السيد شهيد المحراب, لأسرة من أبرز الأسر الدينية, فهو ابن السيد المرجع الأعلى, عَبد المحسن الحكيم زعيم الأمة, كما كان يطلق عليه أنداك,
عُرفت أسرة آل الحكيم, بأنها العائلة الدينية المجاهدة, وظهر ذلك إبان ثورة العشرين, فقد كان السيد عبد المحسن, من العلماء القادة, وكان يؤمن بما يسمى الإسلام السياسي, حيث التكامل الديني للإسلام, والدستور الشامل لكل العلوم, ونواحي الحياة المتعددة, ما جعله يتصدى للأفكار الشيوعية, بفتواه المعروفة” الشيوعية كُفرٌ وإلحاد” إضافة لمقارعته فكرياً للأنظمة الظالمة.
سار السيد شهيد المحراب, على النهج الإسلامي الوطني, الذي يحترم المواطن العراقي, كإنسان بكل مكوناته, فوصف المكونات العراقية بالفسيفساء, ويقصد بها أن مكونات الشعب العراقي, تُمثل لوحة جميلة, ما إن نقصت مكونا, فإنها ستكون لوحة مشوهة, عودة السيد المجاهد عام 2003, وتجمهر الشعب حوله منذ دخوله, بعجلاته الحاصة وسلاحهم الخفيف, فقد أبى أن يركب عجلات المحتل, ليلتقي بأبناء وطنه, في ملاعب كرة القدم, والصحن العلوي الشريف, وكان نداء المستقبلين هم المواطنين, يصدحون بنداء” وين الحاربك وينه – صدام النذل وينه”.
جَمعت قوى الشر جمعها الشيطاني, لشعورهم بخطر ألـلاعودة, فسارعوا باغتيال الأمل, ليسبح العراق بعد اغتيال شهيد المحراب, في بحر الخلافات ومجهولية المستقبل, فقدان برامج حقيقة لبناء الدولة العصرية, فوضى طائفية, وسياسة إقصاء وهمجية إرهاب, كانت تنتظر فراغ الوطن ممن كان يُمسك بخيوط البناء, ليصبح العراق طُعماً للفاسدين, وتَسَلط الفاشلين.
فاجعة الجمعة الدموية, لم تُكشف بوضوح, إلا أنَّ البصمة الصدامية, المتعاونة مع بصمة القاعدة, والأطماع الأمريكية, إضاقة لما تجنيه بعض الجوار, من عدم استقرار العراق كانت واضحة, وضوح الشمس في رابعة النهار.
ولو تفحصنا هذه الكلمة التي قالها الامين العام لحزب الله, بعد الفاجعة الأليمة:” السيد الشهيد يمثل ضمانة وطنية عراقية وضمانة إسلامية كبرى”.