مصير”كريم” كمصير “فلاح”!
قلت في منشور سابق بأنّ”نجم آلدّين كريم” محافظ كركوك إرهابيّ عتيد ككلّ السياسيين الذين سرقوا الملايين و المليارات ثم إستقرّو مع التقاعد .. لكن بلا قرار و أمان لعلمهم بعاقبتهم في الدارين, وهم يُغرّدون و يعبثون في حياة تكراريّة ذليلة خارج السرب هنا وهناك و بعضهم شرع بآلتظاهر بآلتصوف و التفرغ لطباعة الكتب! فهو – أيّ “فلاح السوداني” و “نجم الدين كريم” – و أمثالهم من الفاسدين المُتحاصصين أركان أساسية من أركان مافيا الفساد وسرقة الأموال و تهريب النفط في الإقليم ومن الدّواعش المُتمرسين في الوقوف بوجه القانون – رغم وضعيته – وسرقة أموال الفقراء بدعم الحزبيّن الكرديين الرئيسين .. لذلك ثمّة ضغوط تُمارس في بيروت و اليوم في بغداد للإفراج عنه بشكلٍ سريع و كما فعلوا مع السوداني, حيث كشف نواب عن تحالف البناء منهم حسن سالم هذا اليوم عن قيام جهات كردية بتحريك وساطات مكثفة و دفع عشرات الملايين من الدولارات كرشاوى لأطلاق سراحه، خشية انفضاح عمليات تلك المافيا و المشاركين معه، ان “سرقة كريم وأمثاله لمليارات من الدولارات من إيرادات نفط كركوك كان بالتواطؤ والتعاون مع هورامي و بعلم من حكومة المركز ببغداد، الذي استضافه في أحد قصوره بمدينة أربيل، بعد هروب الأول من كركوك في تشرين الأول 2017”.
ألجدير بآلذكر أن فاسدين كبار أمثال فلاح السوداني و أقرانه قد سبقوه في سرقة المليارات أيضا, و تم فبركة الموضوع من خلال مسرحية إلقاء القبض عليه في لبنان أيضا و تقديمه للمحاكمة و إعلان سجنه من دون معرفة المدة و مصير الأموال طبعاً و هي بيت القصيد – و ليس هذا فقط؛ بل تمّ إطلاق سراحه و إغلاق القضية و نسيانه من قبل الشعب العراقي الذي ضيع كل شيئ حتى كرامته بسبب البطن و ما دونه بقليل.

لقد ذكرناكم بهذا, لأن هناك أخبار وصلتنا اليوم مفادها أن كريم بيد العدالة و سيقدم للمحاكمة, كإشارة إلى نهاية هذا الفاسد بإطلاق سراحه بعد مسرحيات شبيه بمسرحيات الفاسدين السابقين, و كان الله غفوراً رحيماً, و ليموت 10 مليون فقير نصفهم يعيشون تحت خط الفقر والعوز و المرض و العوق.

لذلك لا أمل و لا مستقبل مع هذا الوضع في العراق ما لم يحاكم من توسط و دعم هؤلاء الفاسدين في الأحزاب المعنية, ليتمّ تطبيق منهج و مبادئ (الفلسفة الكونية العزيزية) في الحكم و سياسة الناس, هذا بعد ما تمّ تجربة جميع الأنظمة المختلقة التي أثبتت فسادها و تدميرها لكرامة الأنسان لفقدان العدالة, والفلسفة الكونية وحدها فصلت أسس العدالة العلوية الكونية بإعتبارها لا تقبل التساوم على الحقوق من منطلق(إن لم تنصف فقد تظلم) وكذلك (لا توجد حالة وسطى في العدالة) و (العدالة ليس فيها إستثناء أو مساومات) و بكلمة واحدة(بئس الزاد إلى العباد العدوان على حقوق الناس), و إن التمهيد لتطبيقها – أي العدالة الكونية العلوية – يبدأ بتأسيس المنتديات الثقافيّة و الفكريّة و الفلسفيّة بحسب الأمكانيات المتوفرة لدراسة و تداول مبادئ الفلسفة الكونيّة العزيزيّة, لتكون أساساً لنظام الحكم الكونيّ البديل عن أنظمة الجور الحالية الحاكمة في كل البلاد تقريباً.
الفيلسوف الكونيّ .
همسة كونيّة: [لأنّي كُنتُ نزيهاً, لذلك لم أشارك السياسيين في الحكم].