بقلم: الدكتور يوسف السعيدي

لم نشهد ولم نسمع في كل الدنيا على وسعها ان هناك ثمة شعوب تعشق عبوديتها.. وتقدس مظلوميتها ..وتفتدي اصنامها ..وتحتفل بهزائمها ..وتصنع نهايتها انقراضها ..وتسمي موتها صحوه
مثل شعوب ما يسمى بالامه العربيه..من مفارقات نوبات الامه اليعربيه تلك الضجه المفتعله التي تشنها حثالات وعاظ السلاطين ..وبقايا البعثيين واذنابهم ..وعصابات صناع الجريمه ومثيري الفتن ومصدري الارهاب ..حول التجربة العراقيه والخلاص من الدكتاتوريه ..وتواصلت تخرصاتهم في مواقعهم الالكترونيه هوسا مخزيا ..مضحكا..فاذا ما جدنا عذرا للانظمه وهي اصنام تشبه بعضها والصنم العراقي العفلقي جرذ العوجه المقبور واحدا منها ..فأي عذر نعطيه لشعوب يقبع ابناءها في سجون انظمتها ومقابرها وفي المنافي في افضل حالاتها ..والغريب انها ترقص قمعاً.. وجوعاً.. وحرماناً..وخوفاً..على طبول رعب اصنامها.. فكيف نقنع السوري ان هضبة الجولان تقع في الجانب الاخر على بعد اقل من نصف متر عن سيادة سوريا و ليس في العراق… او نقنع المصري والاردني ان العلم الاسرائيلي مرفوعا خفاقا يرفرف..في قلب القاهره وعمان وليس في بغداد او اربيل او البصره….وكيف نقنع الفلسطيني بان ارضكم المحتله هناك حيث انتم وليس في العراق ..او نقنع الخليجي ان المكاتب التجاريه والمخابراتيه والبضائع الاسرائيليه هي في شوارعكم.. واسواقكم.. ومؤسساتكم ..وعلى اسرة اصناكم وليس في الشورجه او جميله او شارع النهر…وبقية مناطق بغداد.او نقنع الليبي ان صنم شعبيتكم الخضراء العظمى قد رفع ذيله وسلم مؤخرته متوسلا ..ذليلا..متنازلا عن كل المخفي والمعلوم..او نقنع وهابيي السعوديه وخدمة حرميها بأن قدس عروبيتكم و(وهابيتكم) هي في قبضة الصهاينه وتحت رحمتهم وليس في كربلاء او النجف …او نقنع الشعوب اليعربيه الاخرى وبعض (الاسلاميه) بأن عاركم فيكم ..وموتكم وانقراضكم فيكم.. تحجركم ..وتفاهتكم في مقابر امتكم ..ويمكنكم ان تتنفسوا عفونتكم فيها مثلما ترغبون ..اما عراقنا الحي ..الحاضر..فقد تجاوزكم وليس في نيته ولا رغبه لديه اطلاقا للتراجع او الاقتراب من مصيركم ومصافحة اصنامكم بعد ان اغتسل من عار صنمه العفلقي القذر واستطاع العراقيون الشرفاء ان يرغموه فقط على دفع القليل من ثمن جرائمه البشعه…..يحاول الاعراب العربان وبهائمهم ان يأخذوا ثأر هزائمهم وعجزهم ..ويغسلون عارهم بدم الابرياء من اهل العراق النجباء فأي جهاد هذا الذي يشبه (الطرطره)…واي استشهاد هذا الذي يشبه (السفلسه)…واي فردوس هذا الذي ينتظر (قوم لوط).. امر محير..بلادة لا يمكن فهمها …غوغائيون يستسيغون من الجريمه قناعها العروبي …مغفلون حد الاغماء… ايديهم…وجوههم..تاريخهم…ملطخة بالدماء الطاهره للابرياء العراقيين ..امر محير..كيف استطاعت تلك الاصنام اليعربيه ان تفصل شعوبا على مقاس خياناتها وفضائعها وتقنعها ان تهتف بحياة بؤسها وادامة عبوديتها ثم تتمناها للاخرين…؟؟؟؟هل هي امة بداوه وجاهليه استيقظت من كهوفها متأخره لا تفهم واقعها والمحيط بها …عصية على فهمها.. ترى في صدام العار المنبوذ والاكثر دمويه واجراما ووحشيه وجبناً من جميع اصنامها ومضطهديها ومستعبديها ..على انه بطل قومي ومجاهد اسلامي واغلب علمائها ومفكريها واعلامييها وباحثيها وسياسييها ورجال دينها ..اكثر سوء ووضاعة من كتاب مقالاتها العرب الاقحاح … واين اكتشفوا كل تلك البطوله والجهاديه في هذا المعتوه العفلقي الجبان؟؟امة بائسه تثير السخرية والقرف..والرثاء …فلترحل هذه الاصنام وعبادها غير مأسوف عليها.. ان ما بقي يجمعنا مع اصنام تلك الامه ووعاظ سلاطينها واعلامييها هو خيوط الدسائس التآمر وحرائق الفتن وقتل العراقيين تفخيخا وتفجيرا وشماتة بمأساتنا عبر التمجيد بجلاديهم وخونتهم ومضطهديهم نكاية بنا…ان جيراننا الاعراب ومن تبعهم لا يستحقون العتب…والثقه …علينا عدم الاصغاء الى نفاق نباحهم وعوائهم او السماح بتدخلاتهم او الهبوط الى دركهم ..اننا العراقيون نقول لهم كونوا كما تشاؤون ..هذا شأنكم .. واننا لا يمكن الا ان نكون عراقيين ..وللعراق فقط … وعراقنا لا يمكن له الا ان يكون عراق لنا ولنا فقط…اما جسور الازمنه الرديئه التي امتدت لاكثر من 1430 عاما …مآسي داميه بيننا وبينهم بدأت تتساقط او نسقطها بايدينا …فالعربي فينا عراقي اولا…والكردي عراقي اولا..والتركماني والكلدواشوري والمسلم بمذهبيه والمسيحي والصابئي المندائي و الايزيدي …وجميع الاطياف التي تكون منها العراق هم عراقيون ابناء وطن واحد اولاً… ان يقظتنا ابتدأت من جروح التاريخ مخضبه بمعاناتنا وخسائرنا وانتكاساتنا معكم… وكلما نخطو خطوه الى الامام ومنها انتخابات برلماننا القادم سنسقط بها جسرا بيننا وبينكم ونبني اخر يمر فوق رؤوسكم الى عالم اخر يفهم قيم المحبه والسلام..والمنافع المتبادله ..ومثلما نعطيه ..ناخذ منه ..في عملية بناء.. وتقدم.. وتحضر.. مشتركه..
الدكتور
يوسف السعيدي