أحمد الخالدي

 

تُعد التظاهرات من ابرز مظاهر الديمقراطية و أكثرها رواجاً و قبولاً عند المجتمعات البشرية التي تتخذ من تلك المظاهر العصرية وسيلة للتعبير عما يكمن في خلجاتها لكي تتمكن من إيصال صوتها إلى اصحاب الشأن و ممَن يدعون أنهم قادة دولة وهم بالحقيقة ليسوا اهلاً لها ولا ممن لهم باع طويل في حنكتها و حكمتها فيكونوا من اهل الدربة و الدراية في طرق ادارتها بالشكل المثالي بما يحقق لشعوبهم جميع سُبل الحياة الكريمة فبعد مرور عام على انطلاق التظاهرات وما صاحبها من غضب عارم في عموم الشارع العراقي و تعالي الاصوات الجماهيرية المطالبة بالقضاء على الفساد و القصاص من الفاسدين و المطالبات المستمرة بتدويل قضية العراق على جميع الاصعدة الدولية و في مقدمتها الامم المتحدة و جمعيتها العمومية بالتدخل السريع في الشأن العراقي طبقاً للمواثيق الدولية و المعاهدات العالمية التي تلزمها بممارسة مهامها الانسانية و مد يد العون لكل ضعيف و مغلوب على امره بسبب هيمنة الانظمة الدكتاتورية و اجهزتها القمعية وما تمارسه من بطش وحشي و احكام جور بمعنى الكلمة فمع كل ما تعرض له العراق من معاناة و ويلات جراء تسلط تلك الانظمة التعسفية للحكومات الفاسدة و مليشياتها الاجرامية مما دعت العراقيين إلى الخروج بتلك التظاهرات إلا أن ذلك لم يغير شيئاً في الواقع المزري ولم تتحقق الاهداف المرجوة منها في القضاء على الفساد و محاسبة الفاسدين و اعادة الاموال المسروقة و طرد الاحتلال بكافة اشكاله و اعادة البلاد إلى سابق عهدها بما يخدم طموحات ابنائها بل على العكس فاننا نجد أن التظاهرات قد ركب موجتها العديد من مدعي الوطنية و منتحلي صفة السياسيين المصلحين في حين إن مشاريعهم الخاوية إنما هي لصالح اجندات خارجية و ليس بكاءاً و حزناً على العراق و شعبه الجريح فيا ابناء شعبي المظلوم كفاكم مضيعةً للوقت و اللهث خلف كل سراب كذاب و لا خلاص لكم من محنكم المتزايدة يوماً بعد يوم إلا بمشروع الخلاص الذي طرحه المرجع الصرخي في 8/6/2015 و السعي الجاد في تطبيق بنوده على أكمل وجه إن كنتم تريدون حقاً الخلاص من كل فساد و مفسدين و الذي جاء فيه : ((  يشترط أن لا تضم الحكومة أيّاً من المتسلطين السابقين من أعضاء تنفيذييّن أو برلمانييّن فإنّهم إن كانوا منتفعين فاسدين فلا يصحّ تكليفهم وتسليم مصير العباد والبلاد بأيديهم وإن كانوا جهّالاً قاصرين فنشكرهم على جهودهم ومساعيهم ولا يصحّ تكليفهم لجهلهم وقصورهم ، هذا لسدّ كل أبواب الحسد والصراع والنزاع والتدخّلات الخارجية والحرب والإقتتال )) .

وهنا نقف و نقولها صراحة لكل عراقي يريد الخلاص من الفساد و الفاسدين فمهما خرجت التظاهرات و اعقبتها تظاهرات و تظاهرات فلا جدوى منها مادمت تلك الطبقة السياسية الانتهازية الفاسدة بقادة كتلها و احزابها و تياراتها هي مَنْ تتحكم بادارة البلاد و شؤون العباد فلا نتوقع الخير من بطون جاعت ثم شبعت .

https://www.youtube.com/watch?v=0X2ghCbEbBY