رشدي وشيد الرمضاني

بغداد عَشرَه المَلايينْ لَهواهُمْ ولا لي عُوَضْ.
فارَگتُهم من غَصُب فَرضٍ عليَّ أنفَرضْ.
ماصاحبي بَعدُهُم غيرْ التَعَب والمَرَضْ.
والدَمعْتين التنام ابشَعْري تالي الليلْ.
أگول خلصَتْ وثاري الخَلَصْ بَس الحيّلْ.”
وأيضاً تقول أم زكي لميعة.” بغداد نومَةْ سَطح، والتْحّبه أموَسدَكْ إيدَه.
ريحَة ترابْ الدَرُبْ مَرشُوش عَصريّه.
فَزَةْ هَلَّ ابجَيّةْ امحبٍ بلا ميعاد.
بغداد عُمري المُضَه واليجْي واليسْوَه لو وَياك الي ميعاد.”
أما الجواهري أبا فرات، فأرادها كما بدت، يوم جلس ببغداد على ضِفاف دجلة، وغِبَّ التَجَلي جادَّ بحلو الشعر. سُميَّت ” المقصورة ” على قافيَتِها. وأيضاً قَصُرَت بَعدَّ سِعَتِها، لأن نَسيم تلكَ الليلة صَّبا عليلاً عاشقاً من ألأزل. أخَذَ بَعْضُ ورَيقَاتِهَا من يَدَيْ الشاعر وودَعَها بدجلة الخَير..
” ودجلَةُ تَمشي على هَونِها، ويَمشي رُخاءً عليّها الصَّبَا.
ودجلةُ زَهو الصَبايا المِلاح، تخَوَضُ منها بماءٍ صَرَى.
تُريكَ العراقيَّ في الحالَتين، يُسرِفُ في شحِهِّ والنَدى.”
لابدّ من التنويه بأن معظم النصوص الأدبية، تقول بغداد وتقصد العراق بمجمله، وهو أمرٌ معروف . شواهده متعددة وواضحة..كما في مصر الحبيبة، القاهرة تنعت بكلمة مصر..
••• العراق جَميلٌ باذخٌ بحَلاوَتِه، تأريخه مدون من بدء الكون وتَشَكُله، إسمُه زاهي باهي،
وبمَقامه يَليق. أكتَملَ نورُه وتَألقُه، يوم تَزيَّن قلبها بأم الدنيا بغداد، ذات الإمتداد الموغل بالتاريخ ، والمُتألقة بنَهريّها وما تَحوي من تَراث وحَضارة، وجَمعٌ من حشود العلم والمعرفة، وبمَقامات وقامات قلَّ نَظيرُها.. كانت بغداد بهَيلمانِها وعُنفوانِها، أستجابة حَتميَّة لألَق العراق..ألم يقل كارل ماركس( الفيلسوف والعالم بالاقتصاد) ما مَعناه، التَراكُم الكَمّي يؤدي للتَحول النَوعي..وهكذا تَجمَعت بغداد من أشتات مُتميّزة، جَمعها المَنصور أبا جعفر، ووحَدها وصارَت وقتَها أم المُدن والدُنيا، ومَوئِل الشوق والهيام، ومَركز الدنيا ونورها المشعَّ وما يزال. للجواهري أبافرات، في لحظة تجليه أنشدَّ, كما عَودَنيّاه، وكأنه حاظر عَشيّة اليوم :
” بغدادُ كان المَجدُ عندكِ قينَةً، تلهو وعوداً يَستَحثُ الضارِبا.
وزقاقُ خَمرٍ يستَجدُّ مسَاحِباً، وجَنيُّ ريحانٍ يُذرّى جانبا.”
و يكمل “الحَمدُ للتاريخ حينَ تبدلت، بؤراً قبابٌ كنَّ أمسِ مَحارِبا.
ولَمَ أستباحَ الوَغدُ حُرمَةَ من سقى، هذي الديارَ دَماً زكيّاً سارِبا”
••• الحَديث عن عراق ألأزل وبغدادها، من زمان غَبَر، ضَرورة، لأن البَعض جاهل أو مُغرض، يُردِدُ بِبَلادة، ويَتَصور بأنَّ العراق لَمْلَمَة وتَلفيق ( لُفَگ) رَسَمها ألأجنَبي وصَيَّرَها، دَولة مُصَنَعة مُركبة، كأنَّ المُعارَضة للسُلطة والحُكم لا تَستَقيم، دونَ مُعاداة الوَطن، لذا حَلَّتْ المُصيبة، وهَلَّت
النَكبة وغَزانا الطاعون، وسادَت ألأفكار السَوداويّة، وكأننا أمام حَفلة مُلوثة ألإخراج لانَعلم مَنبَعاً لَها أومَصدَر. كُلُّ هذه الكَراهية المَشحونة برَغبة الشَطب وألإلغاء، أصبَحَت وَطَنيَتها
شَتم البَلد وتَقزيمه، وألإستهتار بحدوده وأهلِه. وعند الثُلة المَريضة (ثقافة) عدوانية حيال العراق ألأزل، وبغدادها البَهي. هُناك غُموض غَير مَفهوم، لكَراهية بَعض أبناء ألبَلد للوَطن الجَميل. وصل هذا النمط من المُعوقين، حدَّ تشويه التاريخ، وتَقزيم صُناعه، لكن الفَشل سيلاحِقُهم، بالهَزيمة العارية، وبالعار الّلذي يُعرَف، كَلازِمة لمن يَتنكر للمواطنة وفروضها .
••• العراق / البغدادي، وكُلُّ مؤرخ أو جُغرافي يَعرف، بأن الجُوار أستَحَوَذَ أوسَرَقَ جزءً مِنْهُ، وشكل دَولةً وكيّاناً، بَعضُه مُقتَطع من العراق الراهن بالأساس، وأقصُد كّلَّ الجِوار بالمُطلَق. ويُذكَر كمُسَلَّمة تاريخية، لا تنفي الواقع الراهن، لكنها تَدمَغ أصحاب الرأي والفكر المُعَوَّق..
سَيكون الحَديث عن العوراق، كما رددوه قديماً وعِبْرَ الزَمن، وتَكون العَودة للتأريخ الحَديث
لاحقاً. لأن غَزَل كُلٌ من، العلامة جواد علي، هادي نوري العلوي، وكاظم جاسم السماوي( أبا رياض )، حافظ جميل، محمد مهدئ الجواهري، بدر شاكر السياب، مظفر عبد الرزاق النواب، عبدالرزاق عبد الواحد، عبدالوهاب البياتي، نازك صادق الملائكة، السيد محمد سعيد الحبوبي، معروف عبدالغني الرصافي، الشيخ محمد رضا الشبيبي، لميعة عباس عمارة، حسين مردان، أحمد الصافي النجفي، عبدالله گوران، بلندن أكرم الحيدري وشقيقه صفاء، جميل صدقي الزهاوي، صفاء الدين خلوصي، گورگيس حنا عوّاد وشقيقه ميخائيل. وآخرون كِثار، لم يكن عبثاً أو كَذِباً منهم عند الحديث حسماً وقطعاً عن العراق، إضافة لجَمهرة من أهل العلم والثقافة والأدب من العَرب والعجم. لابدَّ من العَودة إليهم تباعاً، لإبقائِهم أحياء في الذاكرة والوطن. ولا نَنسى المُستنصرية وما خَلّفَت من تراثٍ ثقافي وعلمي باهَينا به الدنيا..
•••العراق كإسم ومُسمى، عليه أقوال على أقوال، منها تَشابُك العُروق والجُذور وبزَحَمَة نَخيّله،
وماتَحتَها وحَولَها من زَرعٍ وضَرع، بمياههِ اللَجْلاجة. وقيّل أرض ألسَوادلأنها أُوقِفَت. والأصل كُلُّ أرض العراق وقْفيّة ورَقبتُها للدولة، لأنها بالفَتح الإسلامي، ولَم توزع كغَنيمة وأبْقَوها لمَنفَعَة
سَواد العراقيين، وهُنا استعملت بمَعنى كُلُّ ومعظم شَعب العراق. ومازالت قائمة جُزئياً(وهيٓ ألأرض الأميرية، الممنوحة باللزمة، والمفوضة بالسجل العقاري ( طابو).
••• قيّلَ سَواد لكَثافة زَرعِها، حَيثُ تُحجَب الشَمس عن ألأرض، وتَبدو سَوداء، عندَّ الغُروب خاصةً. ومن قائل بأنَها الرابط والوَشيجة بين دجلة والفرات، أوبين الكوفة والبصرة، لذا قيل
العراقين بمَجالات عدَّة، وكان أمير المؤمنين علي ( ع ) يَقول بالعرافين والفراتين وكوفان، وجاراه الجَمعُ المُحِب للعراق. كما وَرَدَ بنصوص وأشعار جَمّة، ولاننسى خطاب الجواهري أبا فرات للمتنبي أحمد الحسين” فيا أبن الرافدين ونعم فخرٍ،
بأن فتى بني الدنيا فتانا.”
و “فتىً خَبَطَ الدُنا والناسَ طُرا،
وقالَ كِلاهُما إنَّا كِلانا.”
ولأبن مَنظور، صاحب لسان العرب، قولٌ كَثير عن التَسمية، ومُفردَات اللُغة، وتَحويراللَفظ، وقيل بأن المَعنى القديم يَعني فَناء الدار، وغَيره كثير، وهو ألآن ليس مجال البحث.
فهناك تَصور عند أهل التأريخ، أيام سومر وبابل و و و( يا أبن باقر يا طاها أسعِفَنا.)
••• كَلِمةُ عوراق، عندَّ الأقوام في شَرقها ألنائي، تَعني ألأرض البَعيدة، بقياس زَمان، فَكنيَت عراق، وقَيّل لعَراقَتِها وقِدَم أرضِها وتأريخِها. وكأولُ أرضٍ ظَهرَت من تَحت الماء، وسَكنها أوَل إنسان، وأقدَم ألأُمم والشُعوب والنَّاس، تَفرعوا عنها. وكانت أرضُ آدم، نوح، أيوب، إبراهيم، عُزَير، ذي الكفل، شيت،و و و و، وهُمو كُثرو. سلام الله عليهم جميعاً. وكانَ عَليّها حمورابي، نبذخذ نصر، كلكامش وخَدينه أنكيدو، آشوربانيبال، وهؤلاء عَيِّنةٌ من فَيضِ ما زَخَرت بِهِ أرض ألسواد. ناهيك عن ألأئمة الأطهار بتنوعهم( ع ) وبمقاماتهم الكريمة الزاهرة ..
•••أما بغداد فلاسمها قصَّة ورُواية، لأن المَنصور أبو جعفر، لَمْ يَصْطَفيها من صَحراء أو بَرِّية، بل كانت مَجموعة قُرى، تَتَسم بالرُقي وألألق، وأُخرى تقول بأنها مدينة بَكدادا ألبابلية وثانيةٌ
تَقول بكدادي بالآرامية، وبُكداد تَعني بَيتُ الغَنم، وكانت سوقاً تجارية، ومَيدان رَئيس لبَيع الغَنَم، ولها أسماء وصِفات قَديمة منها، مَدينة المَنصور، الرشيد، مدينة السلام، الزوراء،
عاصمة الدنيا، بغداد لأزل. وتَكنى بها الكَثير من العُلماء والفُقهاء، أبو القاسم الجنيد بن
محمد البغدادي، ابوبكر أحمد ألخطيب ألبغدادي، أبو بكر دلف بن جعفر الشبلي البغدادي، أبو محفوظ معروف بن فيروز ألكرخي ألبغدادي، وهؤلاء نَماذج لا غير.
••• من الأخبار والروايات المهمة، ما يعرف عن جامع بُراثا، وإنها مَقام عظيم، صَلى فيه الخليل إبراهيم، وموسى، ومريم، وأمير المؤمنين(ع ) وكلها دَليل قِدم المَنطقة وأهَميتها، من سالف الأيام. لذا تَنْتَفي كُلُّ مَقوَلةٍ غَيرها، حَيثُ أكمَلَها ألمنصور أبا جعفر، لتُصبحَ، كما كانت،
زِينَةُ الأرض ومَوئِل الناس قاطِبَةً. أمّا مَسألة البَغدَدَة والتَبَغدُد، فتلكَ قُصَةٌ أخرى وقَضِيّة، سَتَرد
لاحقاً، وفيها قَولٌ يؤسِر. ونَذكر أغنية أداها المطرب محمد محسن ابن الحدباء/ الموصل:
“يا وَيلو الَميخاف رَبُ يتبَغدَد عَلْ لي أَيُحِبُ ، ياوَيلو آه يا ويلو.”
و” أش كان الدَلال أش كانت أسبابُ، قالُونَه الحلو يزدادوا خطابُ”
وأحدثها من العراقي كريم وصديقه الساهر كاظم ” تتبَغدَد عَلينَه وحْنَه من بغداد.”
وأم زكي لميعة تقول” وإن التَبغدُدَ يعني عزاً وجاهاً.”
••• سأوردُ شُهود وعُهود قديمة، لبعض عُشاق العراق، ممَنَ تَوَلَّهَ بِها. ووضعها ألمَقام ألأول :
١– عمر إبن أبي ربيعة “وتشتت ألا هواء يُخلجُني، نَحَوَ العراق ومَطلع الشمسِ./
وهُناك آتوني بخُرعبَةٍ، حَسناءَ آنسةٌ من الُّلعِسِ.” وهيَّ ألمرأة السَمراء ذات الشِفاه المتَمِيزة، وتَعلوها كُلَّف تُزينها. أنتِ هائِلةٌ يابنتَ العراق ألآن وكما تَمكُثين عبرَّ العصُور.
٢– المتنبي أحمد ألحسين أبو الطيب ” أرى العراق طَويلَ اللَيل مُذْ نُعيت، فَكَيفَ حالُ فَتى الفتيان في حلبِ.” قالَها في العراق، يَوْمَ سَمَعَ بوفاة شَقِيقَة سيف الدولة.
ولَهُ أيضاً ” وقُلنا لها أينَ أرضُ العراق، فقالت وَنَحْنُ بتربانَ ها.” رَدّدَها عندَّ عَودَتِه عِبرَ أرض ألأحواز، صَوبَ العراق وَطنهُ الحَبيب .
٣–المعري أحمد بن عبد الله أبو العلاء.
” أظُنُ الليالي وهِيَّ خَونُ وغادرِ، بردى ألي بغداد ضَيّقَةُ الضَرعِ.
ألا زَودوني جُرعةً فَلَو قَدَرّتُ، إذن أفنيتُ دجلَةَ بالجرعِ.”
٤–أما ألشريف ألرَضي محمد ابن الحسين، أميرُ أللُغة والغزل والعرفان، فقال.
” سَهمٌ أصَابَ ورامِيه بذي سَلَمٍ، من في العراق لَقد أبعَدتي مَرماكِ.”
٤–ألبغدادي أبو الحسن علي أبن زريق، وقُصته ألمَعروفة وقَصِيدَته ألمُتميزة، قالها ورَحَل مثقلاً
بالحُزن والوَجَع. ” لاتَعذُلِيه فَإِنَّ العَذّْلَ يولْعُه، قد قلتي حقاً ولكن ليسَّ يَسمَعُهُ ”
و ” أستودعُ الله في بغداد لي قمراً، بالكَرخِ من فـَـلَكِ ألأزرارِ مَطلعُهُ”
سألَ الإمام الشافعي أحد مُرِيدِيه في مصر، بُعيدَ تَركِهِ بغداد، لإيذائه.” يا يونس هل زُرتَ بغداد ؟” أجابَ كَلا، قال الشافعي “يايونس لَمْ تَرى الدُنيا وَلَمْ تَرى الناس.”
••• أدناه بعض النماذج القريبة التي عَشقت العراق/ بغداد والمسموعة خلال العقود القريبة :
أـ للشاعر النجفي أحمد علي الصافي، قولٌ من بديع الحب لبغداد، حيث عاد بصيراً، بعد أصابه عمياء عام/ ١٩٧٧/ في أحداث لبنان، تألم وتلوع لامتناع نظره عن معشوقه بغداد:
” يا عودةً للدارِ ما أقسَاها، أسمَعُ بغدادَ ولا أراها.”
ب — شاعر فلسطين محمود درويش، ينصح الشعراء، وكأنه ينطقُ حكماً قضائياً مُبرماً:
” كُنْ عراقياً لتُصبحَ شاعراً، ياصاحبي، فالشعر يولدُ في العراق.”
ت— الشاعر اللبناني المشاكس سعيد عقل، أحبً بغداد وكتب الكثير عنها وأشهرها:
” بغدادُ والشعراءُ والصور، ذهبُ الزَمان وضَوعه العَطرُ.
يا ألفَ ليلة يامُكملَة الأعراس، يَغسِلُ وجهَكِ القَمرُ.
بغداد هل مجدٌ ورائعةٌ، ما كان منكِ إليهما سَفرُ.
أيامٓ أنتِ الفَتحُ مَلعَبه، أنا يَحطُ جَناحُه المَطرُ.”
ث — أما الشاعر عبد الرزاق عبدالواحد، كتب ” سفر التكوين ” من ١٢ مقطع كُلهُ مُذهِل، وأستهلها بوشيجة من شعره المتميز، وكأنه في محراب مَعبَد:
” عندَمَا كُوِّرَتْ، عٍندَما كلُّ آياتِها صُوِّرَتْ،
قيّلَ للشمسِ أن تَستَقيمَ على مَوضعٍ لا تغيب،
وَ لِلنَّجمِ كُنْ أنتَ منها قَريبْ،
ثمَّ خُطَّ على ألأرضِ مُنعَطفَان، تَبَجَّسَ بينَهُما الماءُ،
وانحسرت آيَتانْ، بمُعجِزَةٍ تَجريانْ،
فالتَقى الفَجرُ باليّلِ، والنارُ بالسَّيلِ، كلٌّ بأمرٍ يُساقْ،
وأتى الصَوت: كوُني…. فكان العراقْ.”
وبَعدَها يؤرخ لكُلْ الزمن العراقي ومراحل تكوينه، بعشرة مقاطع، يَختم المَلحَمَة بالمَقطَع الأخير:
” هوَّ العراقُ سَليلُ المَجدِ والحَسَبِ، هوَّ الَّل-ذي كلُّ مَن فِيهِ حَفيدُ نَبيَ. !
كأنَّما كِبرِياءُ ألأرضِ أجمَعِها، تُنمى أليهِ ، فَمَا فيها سِواهُ أبي.!
هوَّ العراقُ، فَقلْ للدائِراتِ قِفي، شأخَ الزَّمانُ جَمِيعاً والعراقُ صَبيْ.”
ح— ولابدَّ من حضور السياب بدر شاكر، وكُله وكيانُه صبابَة العراق. :
” الشمسُ أجملُ في بلادي من سِواها والظَلام،
حتى الظَلام هناكَ أجمَلُ فَهوَ يَحتَضنُ العراق.”
مع غرغرة الرحيل وشَبح الموت. قالها وَهوَّ يودع، دون أن ينسى شَغَفَهُ ولوعَتهُ العراقيّة :
” أنا مَيتٌ لا يَكذبُ المَوتى وأكفرُ بالمَعاني، إن كان غَيرُ القَلبِ مَنبَعُها.
فيا ألقَ النهار، أغمر بعَسجَدِكَ العراق، فإنَّ من طين العراق، جَسَدي ومن ماء العراق.”
أما بقية من لم يُشَر لإبداعه، فلا بدَّ من ذكر نتفة لكل منهم، وقدر الإمكان، لأن استيعاب وجمع جزء يَسير منه لا يَكتَمل ببعض الجهود، ويحتاج لدلوِّ الكثير، لتوثيق ما يجب لعراق ألأزل.
وأنا بقلة حيلتي ومعرفتي، يَصعب عليّ جَمع ما يُرضي تَطلع المُتابع المثابر ونَهَمه. وبمثابة
تَوضيح لمُلتَبس لا يعرف العراق بحقيقته. ووجوباً فَضح السائر على خطٍ مُغرضٍ ومَوضوع ..
••• وأخيراً يُذْكَر قَولٌ لشاعرٍ مجهول، وهو ينوح ألماً. ” كُلُّ أعضائي هادِئَةٌ ماعَدا العراق”
وتتري صوَّر خَلَتْ من أيام لأرتال البراعم، بعضُها يَحملُ السعف والأغصان عندَّ كُلْ عيد، أو مُناسَبَة وفرحة. تَهزُج وتُغَني بلحَنٍ بهي. ” بغداد مَبنِية ابتَمُرْ فَلشْ وكُل خْستاوي ” والبَعض
يقول فَلّس لافَلش. والخستاوي أمير التَمر العراقي وسَيدَهُ، وكُلُ تَمورِنا حُلوَة الحَلاوة.
واجب الاعتذار للتكثيف والاختصار، في موضوع مُتَماهي مَعَ التاريخ، منذ بدء تَشَكُله.
.وشِعارنا ” كُلُ أعضائي هادئةٌ، ما عدا العراق ” و ” بغداد مَبنية ابتَمر فلش وكُلْ خسْتاوي”
~~ اللّهُمَّ أحفظ بغداد وكُلُّ العراق وأهله، وللجَميع الودَاد والاحترام…رشدي رشيد الرمضاني