شخصنة التاريخ ..لعبة مميتة وسلاح ذو حدين وهذا هوأسلوب امريكا في أسقاط الحكام وهوالمنهاج  المعمول فيه في الشرق .

فيتم لفت الأنظار الى شخص الرئيس أو الملك لأسقاط الدولة فتغرق هذة الدول في بحر من الدماء والعبث والهلاك الاقتصادي والبشري …

يعني أباحة مطلقة ومن المؤلم أن الشعوب هي الأداة في ابادة نفسها حيث يتم أستغلال صراع الداخل في تفتيت هيكلية الخارج , وعليه سأوجز للقارىء بعض من أسباب فشل قلب النظام في دمشق رغم التحالف العربي الاوربي لكنها أثبتت الجدارة في التحدي والأسباب كالتالي :

أولاً : لو دققنا النظر في ديناميكية المعارضة السورية لوجدناها معارضة هشة لا قيمة لها جزء كبير من الذين أنخرط بالمعارضة من الأحياء الفقيرة لكن هؤلاء الشباب سرعان ما أكتشفوا أنهم يهدرون أرواحهم في صراع لا ناقة لهم ولاجمل , ففر الكثير منهم او تم قتله

ثانياً : تفتت المعارضة من الداخل حيث دبت الصراعات فيما بينهم بسبب صراعهم على الغنائم ناهيك عن ولادة تطرفات واحزاب وحركات أسلامية فقط لتستغل أسم الثورة في سرقة التبرعات التي أنهالت على المعارضة المتعددة من كل حدب وصوب وبالمليارات وسلاح ومخدرات ونساء وبيع وتهريب الأثار في وضح النهار,

ثالثاً : لو أقتربنا الى داخل المعارضة أكثر لوجدنا من يسمون أنفسهم معارضة يتسكعون في مصر وتركيا والاردن ودول الخليج وأوربا والذي يقاتل في الداخل هم الشباب العربي وجنسيات أخرى بينما المعارضة تتنعم بالتبرعات .

وقد ثار هذا الكثير منهم وقد جعل البعض يعيد حساباته , ففشلت معارضة الجربا ولحقتها اليوم المعارضة المعتدلة اللعبة الجديدة .وهذا الزج في الصفوف الأمامية للمقاتلين مهم لأنه الأغلبية شباب لا يعرف حتى نوع السلاح الذي يستخدمه او حتى أستخدامه وفيهم العاطلون عن العمل وأرباب السجون واللصوص وأصحاب السوابق ..والفقراء والهاربون من ظروف مجتمع الى ساحات الحرب الخاسرة ,اي بمعنى جيل منهار ممزق عانى ماعانى

رابعاً : مهارة الجيش السوري في حرب العصابات خصوصا في معركة الكر والفر ناهيك عن الجيش يُقاد من الاسد اي من قائد وأحد بينما المعارضة لها العشرات ممن يقودهم ومنهم من يقودهم دول  كبرى فكيف لعشرات الأكف بدفة واحدة محال …

خامساً: ان المعارضة خسرت العدد الكبير من مقاتليهم خصوصاً في المعارك الاولى التي أتخذت ابشع الأساليب في أرهاب الشعب ففر الكثير من الناس خوفا من بطش داعش والأخرين والمعركة قبل اربع سنوات ليست كما هي اليوم لأنه الكرة بملعب الدولة وليس داعش والنصرة

سادساً: ان الجيش السوري كانت لديه خطة طريق عكس المعارضة كانت تريد الأسد تحديداً وعاشت بحلم سوريا من دون الأسد خصوصا ان البيت الابيض والحلفاء وضعوا المعارضين فوق السحاب من حيث المناصب والغنائم حتى ان المعارضة نفسها تنافس نفسها على الكرسي

سابعاً : الخطة التي أعتمادها المتمردين تعتمد على تفتيت الجيش من خلال أستهداف الجسور المعامل المصانع  ومحطات الكهرباء وقد تحرك الجيش في بداية الامر لحمايتها لكنه أدرك انه هذا ماهو الأ استدراج للجيش لأستهدافه عرف الجيش اللعبة وبدأ يتحرك عكس التيار فتغيرت الخطة

من ترك البنى التحتية للمعارضة لتدمرها بينما أنشغلت الجيش في أستهداف المعارضة وبما يسمى الجيش الحر وضربه في معاقله مما كبده خسائر كبيرة .

ثامناً : تمكنت دمشق من احكام سيطرتها على البوابة التركية التي كانت تمدهم بالسلاح والذخيرة مما ادى الى نقص في التمويل وقد خسروا على اثرها عدة معارك في حلب .

تاسعاً : الهامة وجوبر وغالبية غوطة دمشق وبعض المناطق المحيطة خرجت عن سيطرة المعارضة وهذة المناطق هي سور لدمشق وقد أصبح من المحال السيطرة على دمشق الان .

عاشراً : نتيجة لتضيق الخناق على داعش في سوريا نزح المعارضات والجماعات الى العراق من خلال تمكن امريكا من أسقاط أحد المعابر السورية العراقية فتمركزت في الموصل وهذا التمركز دليل ضعف  بسبب خناق الداخل السوري ولكي تعيد داعش او مايسمى الجيش الحر لم شتات نفسه من خلال التحالف الذي أصبح يمد داعش جويا من خلال الغطاء الجوي العراقي وهذا يفهمه حتى البليد وهذة الطائرات التي تمد داعش اليوم هي التي سوف تستهدف داعش لكن بعد الأتفاق القريب مع دول الصراع وهي ايران الخليج امريكا روسيا ,

لابد أن نذكر أن الصراع في سوريا صراع دولي وأقليمي بحت وليس صراع الاسد مع المعارضة بدليل ان المعارضة لولا تدخل امريكا وحلفائها ماطفحت على السطح هذة المعارضة الهشة.

روسيا تريد كسر ظهر امريكا من خلال سوريا وحتى تسحب البساط السوري من تحت قدم الرجل الأشقر ( امريكا)

احد عشر: سؤ تدهور الأقتصاد الامريكي كان لابد له من بديل والنفط العربي هو المخلص الوحيد من خلال هبوط اسعاره وبيعه من خلال داعش والنصرة وبأسعاره زهيدة دون ضرائب ومالزمه والنفط جزء من هذة الحروب التي ولدت من رحم المخابرات الامريكية .

نجحت امريكا في لفت انتباه العالم لهيمنة وأشنطن على ليبيا  لكن روسيا لن تترك هذا السيناريو يتكرر في سوريا والا ستكون كارثة روسيا وسوف تخسر روسيا هيمنتها في العالم .ولن تسلم الجرة الامريكية هذة المرة لأنه وطيس الحرب بدأ يهدأ 

كل العالم راهن على سقوط الأسد لكن الحدث قلب الموازين سقطت المعارضة وتمكن الاسد من البقاء وقد تراجع البعض عن قراراته ازاء دمشق حتى تم اعادة فتح بعض السفارات في سوريا او العكس وهذا اعتراف اخر ان سقوط الأسد بات حلم اليقضين

الشروط التركية الثلاثة لتفعيل مشاركتها فى حرب داعش “إقامة منطقة آمنة، حظر الطيران السوري، تدريب وتسليح المعارضة” لم تلاقي قبول من الأتحاد الاوربي نفسه لانه تركيا تريد اسقاط الاسد بأي مسمى كان والاخرون لايرغبون بأازاحة الاسد من الأساس

 تركزت جهود إدارة أوباما إلى تحويل الأراضي السورية إلى نقطة جذب للإرهاب العالمي وأنشغل العالم بحمام الدم السوري بينما ونسوا قضايا اخرى

بقى علينا ان نتطرق …الى أهم الأسباب في عدم سقوط دمشق وهي باقية ولن تسقط بدقة أكثر وأشنطن نفسها لا تريد أسقاط الأسد لأنه ليس المشكلة بل هو جزء كبير من الحل خصوصاً ان امريكا لم تنهي داعش حتى الان كما القاعدة التي هي في الأساس صنيعتها

وبعد الفشل في أسقاط الاسد وجدت اسرائيل وامريكا ان الحل الامثل هو امادت الحرب في سوريا من دون اسقاط الاسد لأنها لا تريد ان تخلي الساحات الى المتطرفين والاسد خير حصن بالرغم ان هؤلاء المتطرفين هم تحصيل حاصل الى لعاب اسرائيل في الشرق مع امريكا وفرنسا وبرطانيا ووووو

وهناك سبب اخر وهو ان سقوط الاسد يعني أنتهاء الصراع وهذا الصراع شغل العالم عن ليبيا وتونس والعراق  والقضية الفلسطينية والسودان وغوانتناموا والصومال ..الكل يريد اطالة امد الحرب قي سوريا وخير دليل امريكا تدخلت في العراق لتوهم العالم بضرب داعش لكتها تركت داعش في سوريا حرة لأنه الساعة لم تحت بعد ولا نتوقع ان تدوم أكثر بسبب بدأت أصابع الكونكرس الأمريكي تشير الى فشل اوباما وكذلك الشعب الأمريكي نفسه

كما أن فشل امريكا في افغانستان والعراق وسيل الدم  كان العراق قد اشتعل بالفعل منذ 2005، وتولى فيه السفير السابق جون نيغروبونتي الذي أوفدته الحكومة الأمريكية إلى العراق لتشكيل فرق الموت تلك من الطرفين السني والشيعي نظراً لخبرته السابقة في أمريكا الوسطى عندما كان سفيراً في الهندوراس في الثمانينيات، وقد اقترن اسمه بفضيحة ثوار الكونترا الذين تولت أمريكا تدريبهم سراً وارتكبوا مذابح قُتل فيها عشرات الألوف.وهذا العراق هو جزء من ذاك السوري

الأتفاق الامريكي الايراني الأخير هو بيع لسوريا وعلى العلن مازالت أمريكا وحلفائها تعلن للعالم بحثها عن معارضين معتدلين وتدفن رأسها في التراب

كل الدلائل تشير ان عام 2015 هو عام الحسم سيبقى الاسد في  منصبه لأنه وأشنطن أصبحت هي بحاجة له لأنه سقوط الأسد سيعري امريكا قبل غيرها وهو الاجدر في قيادة المعركة مع داعش المصنوعة لأنه اهل مكة ادرى بشعابها هذا ناهيك عن مساندة طهران وحزب الله والصين وروسيا وهذة اطراف ليست بهينة ولاعب مهم في الشرق في هذا العام ستتوافد الدول على فتح سفارتها في دمشق والاكف التي اشارات بسقوط الاسد هي التي تصفق له ليس حباً في الاسد بل خوفا من تمدد داعش لهم في عقر دارهم وأي خسارة في الوقت ستجر دول الخليج قبل غيرها الى ميدان العبث ومن قَتل يُقتل ولو بعد حين .

وليس دفاعاً عن الاسد لكن هناك ملايين تم تشريدهم دون ذنب واراوح زُهقت وأقتصاد تم تدميره كل ذلك لكي يبقى العربي يقتل بأخيه العربي وتشرب على نخبهم وبجماجمهم اسرائيل وامريكا خمر الانتصار …اي شعوب هذة تموت وينتصر غيرها

متى يعي العربي انه هدف لمستهدف متى يستفيق مارد الضمير في قادة هذة الامة ؟؟؟؟ نسى كل الحكام نقطة مهمة وهي صدام حسين كان ديناميت الشرق الأوسط بمعنى انه بعد سقوط صدام أصبح الشرق مكشوف الستائر امام الأنتهاكات الامريكية والايرانية في العراق مع دول اخرى والعراق قلب دامي اليوم وأذا لم تكاتف الدول التي كانت وسيط ولاعب مهم في تدمير العراق سيصل هذا الدم لهم لكن من خلال سوريا العراق تم احكام السيطرة عليه وبغداد حبلى بألف لقيط ولقيط , وسوريا والعراق وتدين مهمين في ميزان الشرق الأوسط حتى لو لم يكن الأسد وكان هناك رئيس اخر اللعبة هي هي

 

وأذا كان صدام حسين ديناميت الشرق فأن الأسد بارودها سقوط الأسد يعني سقوط الخليج العربي , لأنه الأجندة الامريكية الأسرائلية في الدور هي للسعودية والكويت والبحرين والأمارات , الصراع على المحك ومن يظن نفسه خارج اللعبة وان كان حليف لأمريكا مخطىء ثورات الدم في الشرق اعطت مؤشر خطير للعدو أننا شعوب سهلة التمزيق محالة التكاتف وأننا شعوب تخاف الحقيقة وتخبىء رأسها وتكشف عورتها ليزني العالم بها بصورة أو بأخرى .

 

 

 

شيرين سباهي : رئيسة منظمة النسوة النمساوية

رئيسة المنظمة الدولية للتحقيق بالأنساب والقبائل العربية / النمسا فيينا