عزيز الخزرجي

لا خيار إلا بإعادة السيد عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومــة فهو الأنسب حالياً للعراق. مع بدء ثورة الفقراء قبل 3 أشهر .. وقبل إستقالة حكومة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي؛ رجوته وأصررت على أنْ يتأنى و لا يُقدم إستقالته, و إن إضطر بسبب الضغوط و تفاقم حدّة التظاهرات وتشابك الأمور مستقبلاً؛ فعليه ألأشتراط على الجّميع خصوصا السيد رئيس الجمهوريّة و كذا رئيس البرلمان بتقديم إستقالتهما كشرط لتقديم إستقالته بعدهما!
لأن المؤآمرة المرسومة و التي شارك فيها بفاعلية الجوكر الأمريكي الذي دس نفسه وسط مظاهرات الفقراء و كما بينتُ وقتها في مقالين و بحسب ما بدى لي كان هدفهم الوحيد؛ توجيه ضربة قاصمة للشيعة, مستغلين المواقف المخزية لقادتهم وفساد مَنْ مثلهم بعد 2003 م, بهدف أخذ الحكم منهم للأبد و طوي صفحة الشيعة و كما كانوا من قبل لعدم وجود مُتقّ صالح بينهم لم يأكل الحرام و كما شهد الناس جميعأً, لقد كان طلبي الوحيد و كما بيّنته أعلاه ومنذ الأيام الأولى لبدء التظاهرات هو صمود عبد المهدي و مجابهة تلك المؤآمرة التي إستغلت مظاهرات الفقراء, و كنت أراها بوضوح كالشمس من دون الجميع خصوصا الأعلاميين و السياسيين, بل بعضهم من رؤوساء التحرير و المواقع لم ينشروا حتى تلك المقالات بسبب الحقد و الجّهل والحقد الذي أعمى بصرهم و بصيرتهم للأسف, و الأجمل ان هؤلاء الأعلاميين المانعين .. أنفسهم عادوا وآمنوا بما كتبت ولكن بعد أكثر من شهرين حيث نشروا وكرّروا بلا خجل أو حياء نفس مضمون مقالاتي بشأن بقاء الحكومة, فهل لهذا تفسير سوى (المسخ) نتيجة لقمة الحرام!
لقد كتبت أكثر من مقال وقتها بشأن منع و تحذير السيد السيد عبد المهدي من الأستقالة, و كرّرت طلبي الشخصي أيضا و بشكل مباشر منه, لكن لا أدري كيف لم يعوا عظمة عواقب تلك الكارثة و المؤآمرة التي بدت حقيقتها أخيراً بعد مرور 3 أشهر فعادت الأصوات تتعالى بوجوب إعادة السيد رئيس الوزراء للحكم لعدم وجود بديل أفضل و أثقف منه في أوساط السياسيين خصوصا الحزبين المؤتلفين ألذين أثبتوا و لجانهم الأعلامية و السياسية عملياً أمّيتهم الفكريّة, لكن تلك الدعوات جاءت بعد فوات الآوان و خراب البلاد و العباد و بعد ما نزل الفأس بآلرأس وسال الدم العراقي رخيصا في كل شوارع مدن العراق و قدمت الأطراف عشرات ألآلاف من الضحايا و القتلى و الجرحى و المعوقين و أضعاف هذا العدد من الخسائر و التدمير في الممتلكات و ذهاب الفرص والعمر الذي هو الأغلى ولم يلتف سياسيّ لذلك بسبب إختلاط الأمور وشيوع الأمية الفكرية ولقمة الحرام التي منعتهم من دراسة و وعي (الفلسفة الكونية).
وفي هذا الوسط المؤلم الدامي أكرر ندائي من جديد وإن تأخرنا للمطالبة بإعادة تكليف أشرف وأشجع رئيس وزراء حَكَمَ العراق بأمانة وإخلاص وبجدارة قلّ نظيره و يكفي إتفاقية الصّين وحدها كشهادة لمواقفه الوطنية التي وحدها خدمت العراق بعد 2003م! الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي