رئيس اتحاد أدباء العراق السابق .. الشاعر رعد بندر يكسر حاجز الصمت في أول لقاء خاص لـ «الرياض» بعد سقوط بغداد:
صدام كتب «أخرج منها ياملعون» ولم يكن لي يد بها ولقائي بالروائي المصري جمال الغيطاني لكتابة رواية لعدي لا أساس لها من الصحة

دبي – مكتب «الرياض»:
في حديث يقطر بالألم والحسرة لما أصاب العراق والمحاولات المستميتة لمحو ذاكرة الأوطان ومسح ما تبقى من إرث حضاري وثقافي في ربوعها، بدأ رعد بندر حديثه العابق برائحة عراق الأصالة والتاريخ، عراق الرشيد وموئل العلم والعلماء، حسرة على ما آلت إليه الأمور، فسألناه هل سقطت بغداد؟ فأجاب:
– بغداد لم تسقط إنها تحت الاحتلال، لا يمكن لهذه المدينة التي جمعتْ مشيمتُها كل رئات الأرض أن تنحني أو تسقط في غفلة من الدموع والدماء، أما سقطت فهذا تعبير لا أريد الخوض به…. المعجزات لا تسقط أبدا، نعم إن ما نشهده اليوم هو انعكاس لحالة وهن وضعف ألمت بالجسد العربي في خضم ضبابية المشهد إلا أن الدم العربي لا يمكن له إلا أن يكون دما ذا نبوءة ماردة، بغداد تقاتل بالنيابة.. الآن على الأقل، ومهما روج وعي الآخر وحاول اللعب على المفردات.. فالاحتلال لا يمكن أن يكون تحريرا… هذه الرمادية المقيتة لم تعد قابلة للتنفس إنها تتهاوى شيئا فشيئا.. يزحف عليها بياض المراهنات المحسومة بدقة متناهية.. ومن المفارقة العصية على الفهم، أن الأمريكان أنفسهم يسمون وجودهم في العراق احتلالا والآخرين يسمونه تحريرا لا أريد أن أقول أن ثقافة الاحتلال قد سادت وهيمنت على المشهد بتفاصيله الدامية لأنها غير قادرة على فرض حضورها الغائب أصلا على المثقف الذي فرز الألوان وحدد خانات انتماءاته وخرق الذي افترضه الآخر واقعا جديدا، وليس صدفة أن يكون هناك خطان: الأول الرافض المنزوي المتأمل والعاض على أصابعه والثاني المنزلق في المتاهة الداعي لها والراقص على إيقاعاتها النشاز وليس صدفة أيضا أن يكون الرافض للاحتلال إرهابيا!! والقابل به والقابع في سوداويته وطنيا حد النخاع!! ربما يكون بول إيلوار الشاعر الفرنسي المقاوم للنازية إرهابيا!!وأعجب لمثل هكذا توصيفات غارقة في هلاميتها… امريكا نفسها حين تتعرض للغزو هل سيصمت أدباؤها ومفكروها وهل سيقبعون في سوداوية الآخر القادم؟؟ وهل سيمر التوصيف السابق مرورا مشوبا بالحذر وينقسم الحاصلون على ثلاثة أرباع جائزة نوبل بين رافض منزو وبوق ناعق للمحتلين الأشراف تماما!!… إنني هنا أتحدث عن شريحة يفترض بوعيها أن يكون كونيا، وعقلها مؤثثا بالجمال وليس القبح الذي يتضامن مع كل ما هو رديء ومُستلب ومجاني…. فإذا صار انحيازنا واضحا للأوطان التي تسرق من أحضان أبنائها.. وإذا نفضنا عن خلايانا أغبرة الحيرة وأبخرة السواد سيكون الاحتلال واقعا خارج الواقع وحصانا لا يراهن عليه إلا أبواقه ومريدوه والمتشبثون بأذياله.. عندها فقط تكون بغداد في زمن غير زمنها.. زمن قابل للوقوف وليس السقوط الذي لايليق بلبوة مثلها أبدا….
٭ هل لك أن تحدثنا عن الساعات الأولى لدخول قوات الاحتلال إلى بغداد؟
– كان يوماً كارثياً بكل المقاسات، قفز من التقويم المعلق على الحائط الى التقويم المعلق على الذاكرة وبدأت الأمور أشبه ما تكون بمشهد درامي للغاية لمخرجين هوليوديين مهرة، تنافسوا على صناعة وتجميل عبقرياتهم لإظهار الشعب العراقي على أنه شعب ينصاع للهيمنة وينجر لمنزلقات الحرية المستوردة وليس مهتما بجثة الوطن المذبوح بقدر ما يهتم بالغنائم المباحة والتي كان الهوليودييون عباقرة فعلا في(إشغال الأول المتحضر بالثالث المتخلف)وترك مهمة القتل خارج متن التصوير الدراماتيكي، بعيدا عن الذهول.. على مقربة من الانحياز للفطرة التي تلاقت – أو هكذا أريد لها – مع الترويج المبكر للمشهد الذي سيكون عليه قطعان السلب!! ولهذا لم أفاجأ حين رأيت كيف اقتحمت الدبابات أبواب الوزارات وأومأ الجنود لتلك القطعان بالدخول وممارسة عملية السطو والسرقة تحت تغطيات عدسات الهوليوديين المهرة في حين أحاطت العربات المصفحة بوزارتي المالية والنفط ومنعت مجرد الاقتراب منهما، وهذا ما حصل لدار الكتب والوثائق العراقية والتي تمثل ذاكرة الوطن عبر قرون بالسماح للمندفع والمندهش بإحراقها على مرأى فوهات (المحررين).. أما عن دار صدام للمخطوطات والتي تحتوي على كنوز تأريخية لا تقدر بثمن كالمصحف الشريف بخط الإمام علي ورسائل هارون الرشيد والخلفاء العباسيين وأخرى تأريخية نادرة والمتحف الوطني العراقي ودائرة الآثار العراقية العامة التي يعرف كنوزها الجميع ووزارة الثقافة التي تحتوي على لوحات وأعمال عراقية وعالمية لأشهر الفنانين فقد دخلها الأمريكان وشاهد من شاهد كيف انتقلت محتوياتها الى مطار بغداد وحين تمت الجريمة سمحوا لمن تجمعوا لسرقة أوطانهم بالدخول وصوروا هذا بكل دقة ليرموا بالجريمة تحت أقدامهم وهم يحملون الأثاث فقط!!
٭ إذاً كيف وأنتم العارفون بقيمة ما تحتويه المتاحف، ومراكز الآثار والمخطوطات والوثائق، من نفائس تاريخية وحضارية بهذا الحجم، ألم تتوقعوا حصول مكروه لتلك النفائس وما هي احتياطاتكم وخطط الطوارئ التي وضعتموها مسبقاً؟
– كل الاحتياطات لا يمكن أن توقف شراسة المحتل من تفريغ العراق من محتواه التأريخي والإنساني، يبدو أن تأريخ العراق كان مشكلة كونية بالنسبة لهم وأن استهدافه بهذه البشاعة المرعبة كان من أولويات الاحتلال والقادمين معه.. إن استباحة الأرض يعني استباحة من عليها والتأريخ العراقي يبدو كان عائقا أمام الوجود الإنساني الذي يستجدي تأريخا منشأ على الصدفة ماذا كنت تظن بالمسوؤلين عليه.. هل يعلقونه في السماء!! أم يؤمّنونه عند جار غير مؤتمن!! وأعجب ثانية من المتباكين الآن.. والمطالبين بإعادته من سارقيه.. وهم يعرفون تماما في أية زوايا يجلس القرفصاء!! ويتبجحون برسائلهم التي أرسلوها للمنظمات العالمية لتساعد باسترداده.. وهم من ذبحوه قربانا (للمحررين) وقدموه هدية للقتلة.. وأعجب للمرة المليون من هذا الصمت العالمي المطبق والذي دائما ما يبرر للقاتل جريمته ويغفل عن الضحية.. وهنا أتساءل ألم يكن ما وصلنا من الحضارات العراقية ملكا لكل الأرض ومن عليها؟ ملكا للإنسانية جمعاء ألم يكن الإنسان العراقي الغارق بالقدم امتدادا طبيعيا لغيره؟ ولو عكسنا هذه المعادلة قليلا لو حصل ما حصل للعراق قد حصل في الصين أو مصر هل ستكتفي حكوماتهما بإرسال الرسائل المتوسلة للمنظمات العالمية من أجل استرجاع تأريخهما المسروق؟ لا عليك سأجيبك بكل بساطة لوكان احتلالهما غير أمريكي ستكون الإجابة ب لا صاعقة بالتأكيد!! اما والاحتلال أمريكي فسيمتد الخجل والمجاملة الى يوم يبعثون بامتياز؟!! لم يكن الأمر بعيدا عن أي توقع.. إن وجوه الاحتلال بشعة مهما يجملها الآخرون أو يصطنعون لها مسميات وتوصيفات.. تأمل المشهد المضحك المبكي في بروكسل.. لن يغفل الذاهبون الى احتفال تلميع المحتل شيئا يتعلق بصيرورة بقائهم لكنهم أغفلوا موضوعة مطالبتهم بِحَثّ المحتل ومن معه لاستعادة ما تم نهبه وسرقته..
٭ كيف وبغداد تحت الاحتلال منذ أكثر من عامين لم نسمع بغير المطبلين؟؟ أين هم الأدباء الوطنيون وأين ثقافة المقاومة؟
– كل احتلال يقابله مقاومة… الوطن العربي كله كان محتلا وتوارث أدباؤه ثقافة المقاومة كانت تُدرّس قصائدهم في مدارسنا.. حفظنا أسماءهم وانتمينا لها لأنهم كانوا يمثلون الضمير الإنساني الحقيقي ولك أن تعيد تصفح ما هو مكتوب منذ بدايات القرن العشرين ستجد تلالا لا حصر لها من المؤلفات تدين الاحتلال وتهتف لمقاومته وأنت تعلم أن أدب المقاومة يناهز عمر الإنسان على الأرض فقد خاض الأدب العربي تجارب شديدة الوطأة منذ القرن الخامس الهجري وحتى عام 1967 قمة تفاقم الوعي الأدبي المقاوم مرورا بمدينة بور سعيد المصرية وقصيدة السياب المشهورة عنها وخذ مثلا شعراء العراق في زمن الاحتلال البريطاني وثورة العشرين وما رافقها من أدب مقاوم (الحبوبي، الجواهري، الرصافي، الزهاوي الشرقي، الحلي) وغيرهم.. شعراء فلسطين والجزائر وفيتنام واليابان وفرنسا والأدب الروسي.. شعراء مصر في الاحتلال البريطاني والفرنسي.. كل هؤلاء كانوا يقاومون بالكلمة والموقف ضد الهيمنة الخارجية والحكومات الجاهزة التي ترافقها دائما.. ويقابل هذا ما يسمى بثقافة الاحتلال وهي ثقافة مستعصية على الولادة مهما رُوّج لها.. هي ثقافة(كرة الثلج) أو الخارجة عن المتن في المصطلح الصحفي المتعارف عليه، الثقافة التي تكون حركتها منوطة بعمر المحرك الأساسي لها وهو الاحتلال .. أذكر لي قصيدة واحدة.. واحدة فقط مجّدت المحتل ووصلت إلينا عبر التأريخ وأنا سوف أقطع لساني،وهناك طرف آخر في المعادلة وهم الشعراء الصامتون أو (المتأملون) الذين لصمتهم سببان لا ثالث لهما.. صمت المواربة.. وصمت الخنق الإعلامي والفرق بينهما أن الأول لا يملك المبرر.. أما الثاني فله مبرراته وهي معروفة!! ( قاطعته)و مع من تصنف نفسك؟ وأنت تلوذ بالصمت!! قال: من قال لك هذا..؟ عد لقصيدتي التي نشرت في دمشق في 10 – 1 – ,2004. ربما أكون أول الشعراء الذين أعلنوا موقفهم من الاحتلال….
وعن الأدباء الذين صنفوا أنفسهم بالمناوئين للنظام «السابق» قال: لو صنفنا الأدباء جيلياً سيكون أدباء التسعينيات أكثرهم ممن ادعى معارضة النظام ولكي أكون دقيقا أقول: بعد وقف إطلاق النار في بداية التسعينيات عملت وزارة الثقافة العراقية على توفير المناخ المناسب للأدباء فأعيدت كافة المجلات الأدبية التي توقفت عن الصدور بسبب الحصار وتم طرح أفكار جديدة وفتح مديات جديدة فتشكلت جراء هذا الانفتاح مجموعة من الأدباء ظهروا على الساحة الثقافية العراقية بقوة وأكاد أجزم أن أغلبيتهم لم يكونوا بعثيين… تم طبع مجاميعهم الشعرية والقصصية والنقدية وأمسكوا بزمام المبادرة الثقافية… لم يتعرض لهم أحد ولم تكن سياط النظام على ظهورهم كما يدعون (لا..فلنترك أسماءهم جانبا) هؤلاء الأدباء كانوا يتمتعون بكامل حريتهم في التعبير وللمفارقة بأن أكثرهم حين خرجوا من العراق ولكي يضفوا على أنفسهم صفة(معارضي الداخل) كانوا يتاجرون بإصداراتهم التي صدرت لهم في العراق على أنها كتابات معارضة… تخيل… لكي يمنحوا اللجوء!! احدهم طلب من صديق له أن يجلب له كتاباً (قطع راتب ثلاثة أيام) من دائرته لكي يقدمه ضمن أوراقه للمنظمة الدولية للاجئين في عمان.. كانت هذه المنظمة تقبل لجوءهم لأتفه الأسباب.. المهم توفر النية المسبقة لديه بأن يكون في ليلة وضحاها معارضا من الدرجة الممتازة!! ياصديقي أية معارضة يزعمون.. كانوا جميعهم موظفين في دوائر الدولة وقد خرجوا من العراق بإيفادات رسمية موقعة من وزير الثقافة.. اعطني اسما واحدا كان في سجون النظام.. أعطني اسما واحدا كان سيف النظام على رقبته حينما كان يتلاهث للكتابة .. أعطني اسما واحدا لم يكن لديه راتب شهري من الرئاسة العراقية سواء أكان يعمل أم لا يعمل كلهم كانوا يتاجرون بادعائهم الاضطهاد والقمع وتكميم الأفواه في الخارج وزوجاتهم تستلم رواتبهم من الرئاسة.. عن أية معارضة يتحدثون.. لا أدري… هؤلاء الذين كانوا يتنافسون على ان تتصدّر أسماؤهم قوائم التكريمات التي تصدرها الرئاسة أو وزارة الثقافة.. هؤلاء الذين يسخطون على المعنيين بالمهرجانات لأن أسماءهم سقطت سهوا من قوائمهم!!عن أية معارضة يتحدثون لا أدري.. إنهم ببساطة منافقون بامتياز.
وأضاف الشاعر رعد بندر أنه وخلال انتخابه لمنصب رئيس اتحاد أدباء في العراق عام 1993 التقى الشاعر الجواهري وكان فرات «ابن الجواهري من المتحمسين لمجيء والده والذي لم يغادر العراق والذي كان يكتب في جريدة الجمهورية قبل وفاته عام 1996وحين توفي الجواهري أرسل صدام» في حينه مبعوثا شخصياً للعزاء بوفاته وأقيمت في بغداد وحدها أكثر من ثلاثة مجالس للعزاء، في حين كان قد أبدى الجواهري قبيل عودته من «براغ» إلى سوريا رغبته في العودة إلى العراق خلال زيارة كان قد قام بها إلى السفارة العراقية في الأردن عام 1991و هذا ما شجع الشاعر رعد بندر بوصفه رئيسا لاتحاد الأدباء من أن يلتقي به في دمشق ودعوته لزيارة العراق والاحتفال به وأردف: أنه التقى أيضاً بالشاعر «مظفر النواب» في ليبيا والذي وعده بتلبية الدعوة وقال أيضا: كان في نية الاتحاد إقامة مهرجان (عراقيون) الذي كان من المقرر دعوة كافة الأدباء العراقيين في الخارج بعيدا عن السياسة وقد رحب بالفكرة يومها الشاعر عبد الوهاب البياتي وسعدي يوسف الذي استضافه هو وبعض أعضاء المجلس المركزي للاتحاد في شقته في عمان عام 1993.
وقاطعته بالقول بأنه من الشائع أن من يتولى منصباً كبيراً في عالمنا العربي غالباً ما يطلقون عليه بأنه «عرف كيف تؤكل الكتف» حتى تسلق الهرم ووصل فأين أنت من ذلك… قال مبتسما: أنا من البصرة،و لست من تكريت ولم أنتم لحزب البعث ولكن العراق كان قادرا على استيعاب أبنائه دون تمييز، كان الأدباء العراقيون يلقون كل الدعم والتشجيع من «صدام» لأنه كان يهتم بالأدب ويرعى الأدباء ولم أتعرض لأية مضايقات على عكس ما يشاع.. وإليك هذا المثال ذات مرة وخلال جلسة افتتاح مهرجان «المربد» الشعري عام 1998م وأنت تعلم أن مهرجان المربد كان يحضى باهتمام اعلامي عراقي وعربي واسع ويحضره أهم الأدباء العرب بل أهم أدباء العالم،إضافة إلى اهتمام الدولة منقطع النضير به أذكر أنني قرأت قصيدة عن الإمام علي (كرم الله وجهه) كان عنوانها ((ابو تراب)) لاقت هذه القصيدة شهرة واسعة ورواجا إعلاميا كبيرا.. لم يتعرض لي أحد.. ومثال آخر أذكر أن الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد نشر قصيدة عن الإمام الحسين ولم يتعرض له أحد والقصيدتان صارتا بوسترين يعلقهما الناس في محالهم وبيوتهم.. أريد أن أقول أن النظام لم يكن يتحسس من هكذا قصائد ولم يمر ببال أحد يوما ما أنه كان نظاما طائفيا أبدا.. الطائفية أوجدها الاحتلال وقصائد الشعراء في هذا المجال كثيرة، أما عن قصائدي للجيش العراقي وتاريخ العراق وحضارته لم يدفعني أحد لكتابتها بل أخذت هذه المواضيع مأخذا عاما.. نعم كتبت ما كنت أريد أنا كتابته وقيمتي التأريخية بما كتبته ولن أتنازل عن ما كتبت .
وذكر الشاعر رعد بندر: بعد إجراء انتخابات اتحاد أدباء العراق عام 1993فزت بمنصب رئيس الاتحاد ونافسني في الانتخابات على منصب الرئيس د. خزعل الماجدي وأذكر أن عدة أدباء فازوا في تلك الدورة بمقاعد المجلس المركزي منهم المرحوم رعد عبد القادر ووارد بدر السالم وعبد الزهرة زكي ومحمد تركي النصار وزعيم الطائي وهادي ياسين علي وجواد الحطاب ووسام هاشم وشوقي كريم وغيرهم وهم من الأدباء العراقيين الشباب ثم اعترض من اعترض وأعيدت الانتخابات في العام نفسه وفزت برئاسة الاتحاد للمرة الثانية بعد أن نافسني على المنصب القاص عبد الستار ناصر والناقد الدكتور ضياء خضير وفاز معي د. علي الياسري ود. نجمان ياسين وهادي ياسين علي وجواد الحطاب ومنذر عبد الحر وغيرهم وفي عام 1996م بدأت دورة الانتخابات وهي دورة تعقد كل ثلاث سنوات ورشحت مع من رشح وفزت بأعلى الأصوات . وأذكر لك هذه الحادثة التي شهدها أكثر من ثلاثين اديبا هم من فاز بمقاعد المكتب التنفيذي للاتحاد.. أن وزير الثقافة أنذاك كان عبد الغني عبد الغفور وهو عضو مجلس قيادة الثورة ومسؤول المكتب المهني للحزب.. أذكر أنه استدعى الفائزين لمكتبه في الوزارة وقال ان المكتب المهني للحزب اختار غير رعد بندر لرئاسة الاتحاد وإن حصل على أعلى الأصوات وهو كاف لجعله رئيسا لأن رعدا ليس بعثيا ولا يجوز أن يقود الاتحاد أديب غير بعثي.. دار بيني وبينه نقاش حاد.. وطلب مني أن أكتب ورقة أقول فيها أنني لن أنتمي للحزب.. وكتبت الورقة فعلا أمام الجميع.. بعد ثلاثة أشهر طُلب مني الذهاب الى القصر الجمهوري والتقيت الرئيس صدام حسين الذي عرف بالموضوع وأذكر أنه انزعج كثيرا وانتقد موقف عبد الغني عبد الغفور بشدة.. وقاطعت الشاعر رعد بندر: هل أنت من طلب لقاءه؟؟ لا أبدا هو من طلب رؤيتي بعد أن سمع بالموضوع ولم يكتف بهذا بل أصدر مرسوما بتنحية الوزير عن منصبه .خاصة وأن هذا الوزير قد كرر مثل هذه الأخطاء في كثير من المنظمات المهينة في تلك الفترة.هذه الحادثة يعرفها كافة أدباء العراق .وقاطعته..ماذا قلت لصدام وقتها؟؟ يكفي أنني أنتمي للعراق.. هذا ما قلته لصدام..
وعن آخر لقاء للشاعر «رعد بندر» مع «صدام» قال: كان ذلك في يناير من عام 2003م أي قبل الاحتلال بثلاثة أشهر.. دار الحديث عن رواية «أخرج منها يا ملعون» لصدام حسين وكيف أن صدام كان يعتبرها من أهم ما كتبه من روايات، كما تحدث عن كتابته للشعر وطلب مني أن أكتب له بعض بحور الشعر.. وتحدث عن موسيقى الحرف وقال أن علم العروض لا يمكن دراسته بل هو علم يتأتى مع السليقة،، ونفى الشاعر «بندر» ما تردد من اشاعات عن رواية «اخرج منها يامجنون» بانه كتبها لصدام حسين، كما نفي ما أشيع من أن «عدي صدام حسين» قد أوفده إلى مصر للقاء الأديب المصري «جمال الغيطاني» والطلب منه كتابة رواية باسم عدي أقوى من رواية أبيه حسبما نشرت ذلك بعض المواقع عبر الأنترنت، حيث راجت مثل تلك الإشاعات بشكل كبير بعد الاحتلال وهو كلام لا أساس له من الصحة أبداً بل كانت ضمن نطاق حملات تبناها الآخر للنيل من رعد بندر وهي كما وصفها: تدعو للضحك في زمن البكاء!