كيف اصبحت مشاعرنا ؟!

الحياة عندما تكشف أقنعة بعض الأصدقاء أو اﻷقارب تكشفها بقسوه لدرجة إننا نحتاج وقتاً طويلاً لنستوعب بشاعة الوجوه الحقيقية التي تقاسمنا معها ذكرياتنا فالصديق او القريب او ايا كانت المسميات ومعظم صلات القرابة او علاقات الصداقة او الحب او اي شكل من اشكال العلاقات بين الناس نجدها عبارة عن وهم او كذبة كبيرة نروج لها و نستند عليها كي نستمر بعبور بحار الحياة العميقة الغامضة والمليئة باﻷسرار واﻷوجاع، الخالية احيانا من لمسات الأحبة ومن كانوا يسكنون المقل!
فعني كثيرا ما أفرطت وبسخاء من المقابل فقط لأن حنيني اكبر من كل اهمالهم ومحبتي أجل وأعظم من زيفهم ، كنت احيانا انتظر عطف ذاك ورد هذا وكنت اصدق ان المسافات تطوى بالمحبة وان الدعاء والتواصل هما مراسيل بين القلوب النقية لكن الحقيقة اثبتت لي ان البعيد عن العين بعيد عن القلب ولا حقيقة سواها فمن لم يشعر بك وقت حزنك وقهرك وفرحك وفشلك ونجاحك ولم يشاركك كل ماتمر به وانما فقط ينتظر هل انت ما زلت على قيد الحياة ليكتب بين فترة واخرى “كيف حالك ” مكررة وممزوجة بمشاعر مملة وان مت فيهيج اصفرارا ليس فراقا وحزنا من القلب وانما تانيب ضمير ان ما زال ذلك الضمير حي بين تلك الخبائث والاحقاد والخذلان المتعمد منهم .
قد يكتب عني الكثير ويعدد خصالي الجميلة وقربه مني ليرضي حجمه الصغير الذي يظن انه قد يخفى كل ذاك امام الباري العظيم وسيقول للعالم اني كنت وكنت ولاغير سواك هناك بقلبي وبخاطري الكثير لكن سأكتفي،
تبا لكل العلاقات والقرابات والصداقات التي لاتذيل بتوقيع كل يوم او يومين او اسبوع او شهر بذلك الوسم المعبر حقيقة عن الصدق والمحبة بحجم القلوب التي تحملها .
تبا لكل المسافات والسنين التي قتلت اجمل اللحظات واجمل العلاقات والذكريات .
تبا لكل اﻷيام بل الشهور والسنين التي مرت وأنا اصدق تلك المشاعر حتى تعبت من كثر مراسلات روحي وهي تنتظر حروفهم لتربت على كلماتي
وبقينا انا ويدي المتعبة من كثرة نقر حروف الاشتياق على كيبورد هاتفي
و مللت حتى مواقع التواصل الاجتماعي من كثر مامرت عليها حروفي اليائسة الحارة وردودهم البعيده الباردة.
لن اكون كما كنت ، صدقا ضجرت من كثرة المحاولات لجعل العالم الذي يربطنا مليء بصدق الاحاسيس فأنتم لديكم عالمكم وانا ايقنت اني خارج عوالم اكثر بل اكاد اجزم جميع من اعرف سوى من اعيش معهم ولهم وفيهم ….

بقلم :ذكرى البياتي