أغلب الأحداث كأغلب الظن…. في منتصف الظروف و في تمامها… ما عادت المشاهد تبدو بذات القسوة فقد تعودنا عليها حتى أصبحت غير مؤذية إلا قليلا وهي تعود إلينا غير تـــائبة.
الغضب المقدس يبدو آمنا فهو موجه كما يوحى إليك في الاتجاه المناسب فلا مناص ولا جدوى من طلب التهدئة… يتجمع في حجم يتجاوز الاستفزاز ولا يرتب نفسه جيدا في دوامة الحماس… أتساءل : كيف يكون العنف وسيلة نقاش… ألم تبق تسريحة لهذا المشهد غير هذا المشط المتكسر يوبخ مرآتها…ألم تبق مساحيق لهذا المشهد غير هذا الوجه الملطخ بالسذاجة حد المرارة .. حد الشفقة.
كم على الوطن أن يتحمل من وجع القلب… وكل الأحداث مسيلة للدموع… والأجواء دخان… كتلة تبذر في الغضب… و فئة تسرف في الشغب.. وثلة تنتمي لفصيلة النار… مولعة بالحرائق.
ليس حُلما بقي سوى يوم هادىء يمر بلا وعكة .. بلا جلطة… بلا كسر عظام… بلا أزمة تسقط من علو شاهق في جاذبية التعود على إدمان الحقن السامة.. والعالم مثل عملاق مشلول .. والإعلام ينشر بسخافة الغسيل بلا مشابك لتعبث بها العواصف فيتعثر فيها كل شيء…. ما يؤلم حقا أن اليد باتت آلة عاطلة إلا على رمي الحجارة… حتى تأتي لنا الطاقات المهدورة في استثمار فاجع…. بمجاعة تجلسنا جميعنا عندئذ حول موائد الرحمن.

إشراف شيراز