كتاب [ألصّديقة بنت الصديق]!
صدر كتاب جديد آخر ليزداد التراكم ألتأريخي و النكوص و التخلف الحضاري و الخلاف و الكراهية و العنف بين الناس لتفريق الأمة و تشتيت شملها و جهودها .. لا للتجديد و للأصلاح و الوحدة بين الناس و الإخوة طبعاً .. و هكذا تزداد الأصدارات التافهة الفارغة الشكلية التزويقية ليزداد التراكمات أمام الوعي المطلوب ألذي نسعى لترسيخه بين الناس .. و كما نوهت لذلك في مقال سابق بآلتفصل!

كل هذا للمزيد من التحريف و التخريف و التخريب .. و هدر جهود و طاقات و أموال الأمة .. و هذا هو حال معظم إن لم أقل كل إصدارات الألفية الثالثة خصوصا الجوانب الدّينية و الأنسانية .. بل و قبلها أيضاً من بداية النصف الثاني من القرن الماضي و لليوم للأسف .. بسبب تحجر آلعقل و موت الضمير و الوجدان كونه مركز دفع و تنشيط الخيال الأيجابي من العقل الباطن لترجمته في الواقع .. و علّة العلل هو الركون للدّنيا و حبّ المال و الظهور المبني على حساب الحقّ لإرضاء هوى النفس النتنة ..

الكتاب المعني(الصديقة بنت الصديق) هي محاضرة ألقاها الشيخ عثمان بن محمد الخميس, و قد طبع و نشر فى إطار حرب معلنة و غير معلنة بين السُّنة و الشيعة و غيرهما من آلمذاهب و الطوائف الذين ارتكبوا فيها الكثير من الآثام فكل منهم أدخل فى الإسلام ما ليس منه .. و الإسلام هو وحى الله لاجل نشر المحبة و السلام وليس أشخاص كالصديق والفاروق وعثمان و الحسن والحسين و معاوية وفاطمة وعائشة فأطهر هؤلاء هم فرع من الاسلام .. و من ثمّ نجد أن معظم الكُتب الدفاعيّة والهجومية تدور ليس حول وحى الله أو الغاية من رسائل الله للبشر أو فلسفة الوجود .. وإنما تدور دفاعا أو هجوما على أشخاص و مراجع و كأنهم هم من يحققون أمر الله و يدخلونهم الجنة .. و الحال و كما نشهد الواقع بأنّ الأشخاص هم السبب في تكريس الظلم و الفساد و الخلاف و حتى إستنزاف الناس للأسف بطرق ذكية للغاية يصعب على (إمحيسن المسكين) كشفها بسهولة وإتخاذ موقف قبالها لأن الذي تعَلّمه و الناس كان من نفس أؤلئك الأشخاص المغرضين, لهذا فأنه – أيّ إمحيسن – تراه يترنّح و يجثوا على ركبته أمام الظالم مستسلماً و مضحياً له(من باب و لا ترمي بنفسك في التهلكة) رغم أنه يعيش الذل و المأساة بكل معانيها و غاطس حتى الأنف في الكذب و الغيبة التي هي أشد من القتل و الفساد سيراً على نهج من إعتبرهم هُم مَنْ يمثلون الدّين “المجهول” الغائمي المزين بظاهر “التدين” و “ألحج” و “الخير” وووو .. و هو أبعد الناس ذاتاً وإرادة عن هذه الأمور.

كلامى هذا هو لإظهار الحقيقة فكل زوجات النبى(ص) طاهرات مطهرات رضى الله عنهن و الذين آمنوا مع النبى(ص) جميعاً رضى الله عنهم بلا استثناء لأحد ومن ثمّ يجب أن يفهم النقد التالى فى هذا الإطار و هذا رأي أستاذي الصدر الأول و الأمام الراحل و الأمام القائد و كل مصلح و فيلسوف, و ألسّؤال الذى يطرح نفسه بعد عرضنا الآنف هو:
(مَنْ هؤلاء أصحاب الأسماء و الأعلام حتى يكونوا هم الإسلام و لا يوجد اسم منهم فى كتاب الله يدلّ على أنه كان موجوداً فى عهد النبى(ص)؟ وحتى لو كانوا موجودين .. فقد ماتوا منذ ألاف السنوات فما ذنب مَنْ يأتي بعدهم ليتقاتلوا على ما حدث ليخسر الجميع و يفوز الأعداء على قضايا أكثرها وهم و لم تحدث وهم لا ذنب لهم أساسا فيها!؟
نقول افتراضا خلافات و أحداث .. قد إنتهت بموت أصحابها؛ فلماذا يجدد الناس هذا الخلاف وهم أبرياء منه كما قال سبحانه:
”ولا تزر وازرة وزر أخرى” ثم أ ليست هناك قضايا مقدسة وأهداف كونية وأسرار عظيمة نسعى لها بدل ذلك الوهم و الخسران المبين؟
ثمّ .. أَ لا يمكن ألتبليغ بآلتي هي أحسن لمن نحبهم و نهواهم من الأنبياء و اهل الله و نعتقد بصحة منهجهم .. من دون السّب و الشتم و اللعن و الهرج و المرج الذي يضعف الأطراف جميعأً و يغلق عندهم مصدر الأبداع!؟
لقد قامت المعارك الكلامية والقتال و الحروب على أسماء وحكايات لا يمكن أن تكون لأكثرها وجود كالمذكور فى كتب التاريخ المعروفة, بل إن قادة تلك المعارك و الحكايات هم أنفسهم تسالموا و عفوا عن من أساء أو أخطأ بحقّهم و بحق الأسلام و المسلمين .. فما شأنك أنت بعد هذا!؟
و لو درسنا كتاب الله لوجدناه يحثّ على العكس بآلتعاون و التآلف و الوحدة و ينفى كلّ هذا التاريخ الخلافيّ وما ترتب عليه من وفاة الرسول(ص) الذي أوصى حتى وصيّه الأمام الحقّ بعدم حمل السيف لقتال المخالفين و هكذا دول بنى أمية و بنو العباس وبنو فاطمة و بنو عثمان و بني صدام و آل ناصر و آل بو خصوة ووووو حتى يومنا هذا .. بل و يوجب نهج المعصومين على كتمان المذهب(إستر ثلاث؛ ذهبك و ذهابك و مذهبك) لكننا نرى العكس التشهير و التطبير و الجدل بغير حق حد التكفير للأسف!
و الذي يحزّ في النفس أنك ترى هؤلاء الجماعات التكفيرية و المتعصبة و نتيجة الجهل : يتخاصمون و يفرضون أحكامهم الجاهلية كما فعل صدام و أمثاله و من ساندهم على الذين يحثون الناس على الوعي و التسلح بآلفكر و المحبة و الحقيقة بدل التعصب للجهل و الوهم و الفتنة بين هذا و ذاك ..
فهؤلاء حرّي بهم أن يُثقفوا أنفسهم أكثر و يتعمقوا في تفسير الوجود و الأمور و القضايا المصيرية و فلسفتها .. نعم أكرّر هنا على فلسفة الأمور .. لأنها أهمّ شيئ و لها قواعد و مناهج قد عرضناها فيرجى مراجعتها .. و أنا بكل تواضع و إحترام نذرت نفسي ليس الآن .. بل مذ كنت صبيّاً ثمّ شاباً في مقتبل العمر و متغرباً طوال حياتي و إلى الآن و أنا ربما في أيامي الأخيرة؛ لهذا الأمر و الحمد لله وصلت بعد ما رزقني المعشوق ما كنت اصبوا إليه .. فتعالوا معي أيها الناس لجنّة الله و مدينة العشق الخالدة التي أعيش فيها ..

محبتي و دعائي لكم جميعاً .. حتى للذين يستغيبونني و يتهمونني بسبب النفس و بلا علم و دليل لجهلهم و تكورهم على ذواتهم الأمارة بآلسوء بسبب التربية المتخلفة و البعثية الهجينة … سامحهم الله!
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد