بقلم اسعد عبد الله عبد علي

قرر هيثم أن يتقدم لخطبة زميلته في العمل (وسن)، فقد أعجبه جمالها الأخاذ، كان يراها ملكة غير متوجة، وكان تقاربهم الأخير طريقا نحو الزواج, فلم يكن هيثم لعوبا, بل يريد إن يتزوج ويستقر, وتمت الخطوبة بموافقة سريعة من كل الأطراف، كانت أيام الخطوبة فترة لاكتشاف للأخر.
في احد زياراته للخطيبة وسن, طلب هيثم من خطيبته أن تعطيه موبايلها:
– وسن لدي فضول كبير أن أتصفح موبايلك, فهلا سمحت لي بموبايلك؟
– ماذا! هل تريد أن تتجسس علي؟ أذن أنت لا تثق بي؟ لن أعطيك موبايلي أبدا.
– لماذا كل هذا الانفعال؟ مجرد طلب بسيط بين حبيبين؟
– لا يا هيثم، أنت تشك بي؟
– وهل سأكون مرتاحا بعد اليوم، أذا لم أرى ألان فورا ما به موبايلك؟ أبدا, صدقيني أما الآن وألا فلا.
– هل تهددني، خذ خاتم الخطوبة، أنا لا أتزوج بمن لا يثق بي.
ساد الصمت بين الطرفين، نظر هيثم طويلا في عيني وسن، تذكر بعض الكلام الذي يتناقله الموظفين, عن علاقة وسن بالمدير، وعن تغامز الموظفين كلما مرت، كان يحاول أن ينسى كل هذا، ولم يجد له تفسيرا, لكن سكت عنه لأنه يحبها ومتعلق بها، لكن ردها ألان أيقض ذاكرته، وتراقصت في مخيلته كل حكايات الماضي عن وسن، وهي لم تدافع عن نفسها, بل كانت منفعلة وترفض أي تسوية.
اخذ خاتم الخطوبة، ووقف مبتسما وقال لها:
– شكرا لك وسن, لأنك ايقضتي ذاكرتي، وفككت عني قيود الأوهام، لأصحو على وسن الحقيقية، وليست وسن التي تعيش في قلبي.
خرج هيثم من دار وسن وهو مرتاح, لأنه يشعر بأنه قد صحا من نومه,
أما وسن فقد بقيت مذهولة مما جرى, ولم ترد بأي كلمة، لكنها شعرت بالحزن.