صادق غانم الاسدي
كم عزفتُ على جراحنا وانتم تفرحون بمقتل شهدائنا انا لا احزن حينما يستشهد قائد في أرض المعركة ويعقر جواده في سوح الوغى فهذه الحرب كلها سجال ولكن يحزنني من يرقص ويشمت على من حمى عرضه وارضه ونزف دما من اجله , لاتفرحوا فقد طرب غلمان يزيد ومغنياته بعد مقتل الامام الحسين عليه السلام فرحا ضانيا انهم منتصرين , والنتيجة كانت انتصار الدم على السيف وبقى الحسين رمزا ومنارا ومنطلق لكل الثورات في العالم ويزيد لم يجد له ذكرا ولارسما وبقى في مزبلة التاريخ , متناسيا ان الشهادة هي انتقاء من الله لخاصته وليس كل مايتمناه المرء يدركه , الا تقرؤا قوله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) 169ال عمران , الحمد لله الذي استشهد الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس بصواريخ الكفر والعدوان ولم يموتوا في منتجعات اوربا وعلى شواطىء فرجينيا بالسكتة القلبية الحمد لله الذي ظهر الحق وصٌدق الناس قولهم بانهم شهداء وهم احياء , الا تعلم ان احب القطرات الى الله هي قطرات دم الشهيد , الم تسمع ان الله سبحانه وتعالى اصطفاه على خلقه وقدمه عليهم فلا يجد الشهيد ألم القتل , وعن الامام علي عليه السلام قال (أيّها الناس، إنَّ الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيد ولا محيص، من لم يقتل مات، إنّ أفضل الموت القتل، والذي نفس عليٍّ بيده، لألفُ ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش) هكذا الله سبحانه جعل كل النصر والفوز بالشهادة فنحن نحزن لفراق الاحبة ولكننا نعرف ان مكانهم كبير عند الله’ , لم تنتكس المقاومة الاسلامية يوميا وستضل تخرٌج الاجيال والسائرون على درب الحق والمنفذون لوصايا الله واهل بيت عليهم السلام في محاربة الظلم والاضطهاد في كل بقعة من بقع العالم , ان الجيل الذي بناه الشهيدين ورسما لهم طريق المعرفة فهم سائرون دون رجعة لقد وضع صناع الامة الاسلامية كيف ان المقاومة لاتركع ولاتنهزم وستقاتل للنهاية وهي مؤطرة بعقيدة ثورية مستمدة عزمها من دروس المدرسة الحسينية وهي تصنع رجال وقادة كل يوم , فطريق الحق واضح وممتلىء برجال المقاومة , أن الهجمة الشرسة التي تقودها امريكا وحلفائها الصهاينة لم تتوقف يوما في بث سمومها وخلق تنظيمات سرية واشباه الرجال بطراز اسلامي وعقيدة ماسونية بدا ً من ابو مصعب الزرقاوي الى سامة ابن لاذن الى ابو بكر البغدادي الى تنظيم داعش وبعد ان فشلت كل محاولاتها في خلق فتنة طائفية تعم ابناء الشعب العراقي وزرع روح الكراهية بين نسيج المجتمع لجعلة لقمة سائغة سهلة الهضم والسيطرة على عقول الناس من خلال بث دعايات تحبط من معنويات الشعب , لم تعترف وتلتزم امريكا يوما انها وقعت اتفاقية مع العراق على احترام سيادته وترك حكومته تقرر مصيرها دون التدخل السياسي والعسكري فيها , بل قامت بعمليات استفزازية كثيرة بزيادة عدد جنودها وتوسيع قواعدها دون الرجوع الى موافقة الحكومة العراقية , ولايختلف الامر ان القوات الامريكية تتسارع في السيطرة على مواقع استراتيجة في العراق وتتحكم شركتها بتسويق النفط وفرض اجنداتها على الحكومة بالتوقيع وتحديد العلاقات مع الشركات التي تتناغم مع مصالحها , والذي اغضب امريكيا وكانت لاعبا اساسيا في استفزاز مشاعر الشارع العراقي هي الاتفاقية التي وقعها رئيس الوزراء المستقبل عادل عبد المهدي مع الصين والتي تضمنت ثمانية اتفاقيات ومذكرات تفاهم كلها تصب في مصلحة البنية التحتية للعراق وتحسن الوضع الاقتصادي والخدمي للشعب العراقي , نحن اليوم امام تحديات كثيرة في الداخل والخارج لاسيما ان الولايات المتحدة هي رأس كل شر وتستطيع ان تقضي على القادة من المجاهدين بضرباتها العسكرية ولكنها تناست ان العقيدة والروح الجهادية مستلهمة افكارها وعنفوانها من وحي الروح الاسلام الحقيقي الناصع والذي لم تلوثه كل السلوكيات الغربية والدعايات الامبريالية على اعتبار المقاومة الاسلامية هي مقاومة ارهابية تقتل ابناء العراق , نحن في العراق نمتثل الى مرجعيتنا الرشيدة وهي من تخطط وترسم لنا طريق الحق وهي صاحبة العقل الارجح في حل المشاكل ومعالجة كل الامور بعين ثاقبة , فهي لم تتسرع في اي قرار يصدر منها فعمقها التاريخي والجهادي والديني اكثر من الف عام لذا نجحت في تقديم النصحية وتقود المجتمع الى بر الامان, اليوم استشهد اثنان من قادة المقاومة ومعلمي الجهاد وصانعي النصر ومذلي الاستكبار العالمي وغدا ستخرج مدرسة الامام الحسين عليه السلام مئات المقاومين ورجال اشداء لايهابون الموت فالمؤامرة على الاسلام لاتخلو من مخاطر وتحتاج الى دماء وحبر ودموع الفرح .