جرت العادة أن نسكت عمّن يريد الشهرة عن طريق التطاول على القامات العالية من المجتمع، لأنّنا نعرف أنّ هدف الكثير من هؤلاء النكرات هو التسلّق خلف الأسماء الكبيرة التي عاشت مسؤولية الكلمة وواجهت بالموقف الكثير من الصعاب.
إنّ هناك الكثير من الذين يمارسون الاستثقاف على الآخرين أي أنّ ادّعاء العلم والمعرفة والثقافة وهي هواية البعض ممّن يريدون الظهور الإعلامي، وهؤلاء على أكثر من مستوى، فمنهم من يستثقف على مستوى المجالس الشعبية، ومنهم من يستثقف على صفحات الجرائد، حيث يرمي الاتّهامات من غير دليل أو معرفة على كبار القوم من باب أنّ من ينتقد الكبار يصبح كبيراً، وأيضاً هناك العديد من هؤلاء الذين أصبحوا يعيشون الوهم بأنّهم أصبحوا يمثّلون شيئاً على الساحة من كثرة ما يستثقفون وعلى كثرة ما نهملهم ونسكت عنهم.
كمن كذب وصدّق كذبته!
يقول البعض ممّن يريدون التقوّل بالباطل على السيد محمد حسين فضل الله:
إنّ السيد فضل الله يستخدم أسلوب صدم الواقع بغير المألوف.
وهذا خطأ وتزوير للحقائق، حيث إنّ آراء السيد وكتاباته موجودة قبل الحملة الشعواء عليه بأكثر من أربعين سنة.
وقبل الحملة بأربعين سنة لم يكن هناك أيّ مشكلة مع آراء وأفكار السيد فضل الله، فلماذا ما كان مقبولاً لأربعين سنة من الزمن هكذا بقدرة قادر أصبح من المرفوض ومن ما يصدم الواقع!!!
وهناك مَنْ يقول إنّ آراء السيد شاذّة على المسلمين الشيعة من حيث الفتوى وآراءه في التاريخ:
وهذا أيضاً تزوير وكذب لأنّ الكثير من آراء واجتهادات السيد فضل الله قالها الكثير من علماء الشيعة ومجتهديهم، وحتى فيما يخصّ فاطمة الزهراء عليها السلام، فآراء السيد ليست جديدة، وهي آراء قالها الشيخ المفيد والعلامة محمد حسين كاشف الغطاء، والعلامة محسن الأمين وغيرهم الكثير، وهي آراء في التاريخ والتاريخ قد يكون خاطئاً وقد يكون صحيحاً، وتاريخ الزهراء عليها السلام ليس عقيدة أو من أصول الدين وليس من قواعد المذهب الجعفري.
بل إنّ السيد فضل الله كتب في الزهراء ما عجز عنه كلّ مراجع التقليد الحاليّين والسّابقين، فليس لأحد منهم أيّ كتاب محترم ذو قيمة علمية عالمية عن فاطمة الزهراء عليها السلام.
وكتاب “الزهراء القدوة” للسيد فضل الله، به من تعظيم وتأصيل للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام الكثير…. الكثير، والسيد فضل الله أسّس للسيدة المعصومة فاطمة الزهراء كحالة قيادية معصومة في الوسط الإسلامي تتحرّك بدافع من المسؤولية الشرعية لإقامة التكليف الشرعي وأسّس السيد فضل الله لفاطمة الزهراء عليها السلام كإنسانة معصومة تعيش الهمّ الرسالي للإسلام المحمدي الأصيل، ويكشف السيد فضل الله في هذا الكتاب المهم عن دورها الحيوي في إقامة الحقّ وإزهاق الباطل من خلال حركتها في الساحة.
وهو كشف المظلومية الحقيقية للسيدة المعصومة الزهراء عليها السلام في حين عجز الآخرون عن ذلك.
إنّ السيد فضل الله رفع من مقام المعصومة فاطمة الزهراء عليها السلام إلى أقصى مدى وأعطاها ما تستحقّه من مكانة وتقدير.
على العكس من الشواذ من مجتهدي الأسطورة ومعمّمي الخرافة، وسقط المتاع عن مرتزقي العمامة الذين أسقطوا الزهراء وجعلوها مطيّة للسخرية والضحك والخزعبلات ووسيلة للسحر والارتزاق المالي في دول الخليج العربي.
إنّ شواذ الفكر ومَنْ يسندهم من “خزعبلاتيّين” هم مَنْ أنزل مقام السيدة المعصومة فاطمة الزهراء عليها السلام إلى الحضيض، عندما جعلوها مُهانة وذليلة وخلقوا منها الشاتمة للإمام علي عليه السلام.
إنّ هؤلاء هم أعداء الإسلام المحمّدي الأصيل وهم شواذ الفكر. ومَنْ يقدّم أهل البيت والخطّ المحمدي إلى العالم كما أمرنا بذلك القرآن وأهل البيت هو الأصيل في فكره والمخلص في حركته.
إنّ إلصاق الخرافة بالزهراء عليها السلام هو الشذوذ والانحراف، وإلصاق السخافات التي تُضحك الناس على شخصية الزهراء عليها السلام وتجعلها شخصية للسخرية والتهكّم والضحك هي الانحراف والشذوذ الفكري الذي يمارسه الشواذ من المعمّمين قارئي التعزية الذين يسترزقون بالعمامة، وهؤلاء يهمّهم استمرار الشذوذ الفكري عن فاطمة الزهراء عليها السلام وما يحتويه من خزعبلات وأساطير وتفاهات مخالفة للتشيع.
كلّما تكون خرافياً كلّما كنت شيعياً، هذه هي أصول الدين عند مرتزقة نصّابين كهؤلاء وهؤلاء يقدّمون ما يريده الجمهور من عشاق للصوت الحزين مضافاً إليها قصص ليس لها أساس في الدين ولا في المذهب.
أُسّ البلاء أنّ هناك علاقة طفيلية بين معمَّمي الارتزاق وأصحاب الحسينيات المشبوهة، فكلّما كنت خرافياً وذا صوت حزين كلّما دفعنا لك أكثر.
قل ما نريد وسندفع لك ما تريد؟
أن تكون شيعياً ليس أن تكون خزعبلاتياً، وأن تكون شيعياً ليس معناه أن تكون خرافياً، والولاية والإيمان ليس لها علاقة بالسحر والخرافة والأسطورة والتفاهة.
إنّ الولاية لأهل البيت (ع) ليست مرتبطة بتلك الأشياء، إنّ الولاية خطّ قرآني قديم ممتدّ من سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى قيام الحجة المهدي عليه السلام.  هذه هي كلاسيكيات المذهب الاثني عشري الجعفري وغير ذلك هو اللاواقعية والعيش في مناطق الخيال العلمي البعيدة عن الإسلام المحمدي الأصيل.
إنّ السيد فضل الله ليس حالة شيعية لمذهب، بل هو حالة إسلامية لكلّ المسلمين ولكلّ العالم، وهو ينطلق من الإسلام كأيديولوجية وفكر للحركة لصناعة الحضارة للمجتمع والسعادة للفرد. فقد انطلق ليجتهد بأدوات الاجتهاد الكلاسيكية فأنتج فقهاً حركياً من خلال حركة عقله بأدوات الاجتهاد التقليدية.
إنّ مشكلة البعض أنّهم لم يجتهدوا لأنّهم لا يعرفوا أن يجتهدوا، وليس لهم القدرة على الاستنباط الشرعي، هؤلاء مجتهدين بلا اجتهاد، هم فقط ينزعون اسم المجتهد القديم من على الغلاف ويضعون اسمهم على الكتاب.
 إنّ العقيدة الإسلامية الشيعية ليست الخرافة والأساطير المضحكة. و إنّ المتخصّص بالدين العاجز عن التفكير هو شخص لا يستحقّ الموقع الذي يحتلّه.
إنّ مشكلة السيد فضل الله أنّه أخذ يفكّر في زمان لا تفكير فيه.
وإنّ مشكلة السيد فضل الله أنه لم يرشِ أحداً من العلماء والمجتهدين بالأموال، إنّ السيد فضل الله لم يدفع لأحد…..هذه كانت أحد أهم مشاكل السيد فضل الله.
قال لي أحدهم
الله يهدي السيد فضل الله.. لماذا لا يدفع؟؟!!!!!!! غيره يدفع العشرة والعشرين ألف دولار في الشهر رواتب لشتم السيد فضل الله وهو لا يدفع كما يدفع الآخرون.
إنّ مشكلة السيد أنه لا يدفع..
إنّ هناك مَنْ يبيع الإسلام والتشيع بالمال وهناك مَنْ يبيع الإسلام بالارتباط بالاستخبارات والماسونية العالمية.
إنّ السيد فضل الله عاش الإسلام الحركي الصانع للحضارة لذلك تقبّله وأحبّه المسلمون جميعاً وأحبّه غير المسلمين كذلك، لأنّه عاش مع فكره الحركة في الواقع إلى أقصى مدى، لذلك كانت المحبّة التي رآها الناس أجمع في مشاهد التعزية حيث تقاطرت الوفود من كلّ الدنيا لأداء واجب العزاء لمن أحبّ السعادة للناس عن طريق الإسلام فأحبّه الناس وأبوا إلا أن يودّعوا الجسد الوداع الأخير، إنّ الفكر يبقى ما بقي الزمان.
 وما الحملة الأخيرة التي عادت لتتطاول على مرجعية السيد فضل الله إلاً دليلاً قاطعاً أنّ هذه المرجعية لا زالت تقضّ مضاجع الكثيرين من المتحجّرين والمأجورين.
الأشخاص لا زالوا هم، هم مَنْ كان يقود تلك الحملات الفاشلة على مرجعيّته، ويتسلّحون بكلّ شعائرهم الشيطانيّة والجهنّمية، ولكن الله بالمرصاد.. يقول السيد فضل الله إنّ هؤلاء الضلاليّين والباطليّين لن ينتجوا شيئاً مهما فعلوا وستبقى كلمة الله هي العليا.
{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ}[الرعد: 17