قال الحكيم- كونفوشيوس- أن مايسعى اليه الأنسان السامي يكمن في ذاته هو .! أما الدنئ فيسعى لما لدى الآخرين.؟ أن الرجل العظيم يكون مطمئناً, يتحرر

من القلق .! بينما الرجل ضيق الأفق , فعادة ما يكون متوتراً .؟
    الأنسان مخلوق كَرَمَهُ الله تعالى, بجمال الهيئة وسعة العقل وخصه بأعمار الأرض , أجتماعي بطبعه, لديه الرغبة الفطرية الأكيدة في التواصل مع باقي البشر, بحواسه ووجدانه ,والمنافسة الضرورية ضمن تَحَكُمْ الغايات والنوايا-خيرها وشرها- وسلوك معين لتنظيم الحياة.؟
    وفي كتاب طريف ملئ بالعبرة ألفه – أبوبكر محمدبن المرزبان- المتوفي عام 309هج, عنوان الكتاب – فَضلُ الكلاب على كثيرمن لبس الثياب – وله مؤلفات تزيد على خمسين كتاباً في الآداب وعلوم القرآن والتأريخ والترجمة من الفارسية , منها كتاب – مَنْ غَدر وخان – وقد قال المؤلف المرزبان , عن سبب تأليف كتابه , ماجاء في فضل الكلب على شرار الأخوان.! ومحمود خصاله في السر والأعلان.! فقد جمع مافيه كفاية وبيان.! وأستدل بقصة متوارده على الألسن في ذلك الزمان, يصعب للعقل تصديقها.؟ أن عبدالله بن هلال الحمّيري- صاحب الخاتم والسلطه, وقصته مع جاره, أنه كتب كتاباً الى أبليس في حاجة له, وأكده غاية التأكيد ,ومضى وأوصل الكتاب الى أبليس .! فقرأه وقبله ووضعه على عينه ,وقال السمع والطاعه لأبي محمد الحمّيري… فما حاجتك .؟
    قال لي جارمكّرم لي, شديد الميل اليَّ , تفوَق عليَّ وعلى أولادي, أِن كانت لي حاجة قضاها.!  وأِن أحتجت الى قرضٍ أقرضني وأسعفني.! وأن غبت خلفني في أهلي وعيالي.!  يبرّهم ما يجد أليه السبيل, من غير أن يناله منا عوض أو شكر.! وأبليس يستمع منه القول.. يقول ..هذا جميل ..هذا جار جيد..,فلما فرغ من وصفه , قال له أبليس..فما تحب أن أفعل به .؟..قال..أريد أن تزيل عنه نعمته.! وتفقره.! فقد أغاظني أمره.؟ وكثرة ماله,وبقاؤه , وطول سلامته .؟ ..فصرخ أبليس ,صرخة لم يسمع مثلها من قبل.؟ فاجتمع اليه عفاريته وجنده, وقالوا لأبليس ماالخبر.؟ فقال ..أتعلمون أن الله عز وجل , خلق خلقاً هو شر مني .؟ قالوا لا.. قال أبليس ,فأنظروا الى صاحب هذا الرجل حامل الكتاب ,فهو أشر مني.؟
    ولو فتشت في دهرنا هذا لوجدت مثل صاحب هذا الكتاب كثير ممن نعاشرهم أو نلتقيهم .؟
    روى أن أحد الحكماء طلب منه رجل أن يقدم له النصيحة! فقال ..أزهد في الدنيا ولاتنازع فيها أهلها, وأنصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله, فأنهم يجيعونه ويضربونه, ويأبى ألا أن يحوطهم نعماً.؟ وقال الشعبي..خير خصلة في الكلب أنه لاينافق في محبته .؟
    وقال أبن عباس..كلب أمين خير من أنسان خؤون.!
    وقال شاعر………………
    -لكلب الأنس أن فكرت فيه – أشد عليك من كلب الكلاب –
    لأن الكلب تخسؤءه فيخسأ … وكلب الناس يربض للعتاب
    وذكر في التراث العربي عن وفاء الكلاب,أن الكلب يفدي بنفسه,بينما الأنسان يغدر بصاحبه وصديق عمره !! وبعض الأعراب, كانوا يسمون أبناءهم كليب,كلاب, ومكلب,لحبهم لخصال الكلاب, فهو دليل للضيف,والحراسه وسمح الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم- بأقتناء كلب الصيد والحراسة وكلب الماشية وكلب الحرث .
    قال شاعر ..عن الغش والخديعةعند بعض البشر .. وماأكثرهم.!
    أنت في معشر أذا غبت عنهم ….. جعلوا كل ما يزينك عيبا
    وأذا ما رأؤك قالوا جميعاً …… أنت من أكرم الرجال علينا

    sadikalsafy@yahoo.com
    صادق الصافي – النرويج