حيدر حسين سويري:

 

   عندما ينطلق مشروع معين، فمن غير الصحيح أن نرفضهُ لأن مطلقهُ(فلان) المختلف معنا، أو الذي نعتقد بأنهُ عدوٌ لنا، أو بمرتبةٍ أقل، منافسٌ لنا، هذا ما يَحدثُ دائماً مع المشاريع التي يُطلقها السيد الحكيم، رئيس تيار شهيد المحراب…

   الحكيم مدرسة الشيعة الأولى في العالم، شاء من شاء وأبى من أبى، إبتداءً من جدهم الأعلى، وصولاً للمرجع الدينى الكبير السيد محسن الحكيم، ثم أولاده العشرة، ذوي الغنى عن التعريف، ثم جاء الدور لأحفادهِ، وبمجرد أن يُذكر إسم الحكيم، تَحُسُ أنك أمام منظومة كبيرة ومتكاملة، لها تاريخها وحاضرها المشرف، مشروع لهُ رؤية واقعية، وبرنامج ثابت، لم يتغير بتغير الزمان والمكان، هو مشروع الإسلام الحقيقي، في بناء دولة مدنية عصرية، قوامها الإنسان والحفاظ على حقوقه…

   المبادرات التي أطلقها المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم، بالخصوص مبادرتي اللجان الشعبية وإقامة الأقاليم، واللتان جوبهتا بردة رفض عجيبة، ولا سيما من حزب الدعوة، الحزب الذي يعيش في متاهة كبيرة، ليس له برنامج حقيقي، ولا يمتلك مشروعاً، فما أن ترك(الجعفري) رئاسة الحزب أو أُطيح بهِ، حتى ركضوا إلى عبادة(المالكي)، وعندما جيَّر الأخير الحزب لصالحهِ، تمرد البعض منهم عليهِ، وإلتفوا حول(العبادي) بعد أن إستلم رئاسة الوزراء، فبالله عليكم هل يمتلك مثل هؤلاء مشروعاً؟! وهكذا هي بقية الأحزاب والتكتلات…

   ماذا كان سيكون لو طبقت مبادرات السيد عبد العزيز؟! هل سيحصل ما حصل الآن؟! ألم نكن في غنى عما نحن فيهِ الآن؟! ولكن ماذا تفعل لجوقة حمير يتبعها الناعقون؟!

   اليوم بعد المبادرة تلو المبادرة، لم ييأس الحكيم، وهو المبادرُ دائماً، لما يرى فيهِ مصلحة الشعب والوطن، فدعنا من مبادرة أنبارنا الصامدة، التي لو طبقت لأحتوينا إخوتنا في الوطن والدين والعرق، ولما دخلت داعش الإرهاب والتكفير أراضينا؛ أطلق السيد عمار الحكيم، وهو نِعم الخَلف لخير سلف، مبادرة تشكيل الكتلة العابرة للطائفية، وتحت مُسمى(كتلة الإنقاذ الوطني) بمقابل(كتلة الإصلاح الوطني)، وهي مبادرة تلم شمل مجلس النواب وأعضاءه، وتحافظ على العملية السياسية إلى حين مجيئ الإنتخابات البرلمانية القادمة، فلماذا الرفض والمماطلة؟! ليس لشئٍ سوى أن مُطلقها الحكيم؟!

بقي شئ…

“إن لم يكُ لكم دين، فكونوا أحراراً في دُنياكم”