عبد الوهاب الساعدي
‏ أحفظ تأريخك المشرف وإستقل

علي الكاش

هل هناك من العراقيين من لا يحترم ويشيد بأحد أبطال تحرير الموصل السيد عبد الوهاب الساعدي ما ‏عدا بالطبع الميليشيات الموالية للولي الفقيه لعنه الله دنيا وآخره هو وجميع ذيوله في العراق وسوريا ‏ولبنان واليمن، كان لتعامل الساعدي مع أهل الموصل خلال الحرب مع داعش تعاملا إنسانيا، وكان ‏تجسيدت حيا للضابط العراقي الشهم قبل غزو العراق المعروف بشجاعته وخلقه العالي وتعامله ‏الإنساني، قبل ان يتعرض هذه الجيش المغوار الى مؤامرة حله وغزوه من قبل الميليشيات الإرهابية ‏وضباط الدمج فجعلوه إلعوبة بيد تنظيم داعش الإرهابي تتسلى به.‏
عندما أقام أهل الموصل نصبا لبطلهم الساعدي، قامت خفافيش الظلام بقيادة الذيل عادل عبد المهدي ‏بسرقة النصب في فجر اليوم الي أعلن عن الإحتفال بإزالة الستار عن النصب، من قام بالعملية هم ‏عناصر من الميليشيات الولائية وعناصر من المخابرات عندما كان الكاظمي رئيسا لجهاز المخابرات، ‏ولا أحد يعرف مصير النصب لحد الآن.‏
بدلا من توجيه الشكر والقدم العسكري للساعدي قام الذيل العميل عادل عبد المهدي وهو ابن الوزير ‏المفرجي ـ المعروف عنه محاربة حرية الرأي والمثقفين، والتمسك بالتعصب الطائفي والعشائري ـ ‏بتنحية الساعدي وتجميده، لأن قادة الحشد لا يريدون منافس لهم، فهم يرغبون ان يكون تحرير الموصل ‏من حصتهم فقط متجاهلين أهمية قوات التحالف والجيش والشرطة الإتحادية التي كانت مساهمتهم في ‏تحرير الموصل تمثل 90%، ولا تتجاوز مشاركة الحشد الشعبي 10% بل أقل.‏
عندما هَزمَ ثوار تشرين ذيل الخامنئي في العراق، وتم تنصيب مصطفى الكاظمي من قبل مردة العمالة ‏في العراق مقتدى الصدر وهادي العامري، حاول الكاظمي ان يستميل ثوار تشرين قبل ان يقلب لهم ‏ظهر المجن، إعاد للساعدي مكانته المشرفة، وسلمه قيادة جهاز مكافحة الإرهاب، وهو أهم وحدة قتالية ‏في العراق لا تخضع لميليشيات الولي السفيه، ولم يكن ذلك حبا من الكاظمي للساعدي، بل تملقا لثوار ‏تشرين، فالكاظمي ولد من رحم الميليشات الولائية وهذا ما تبين لاحقا.‏
النكسة الأولى
اول مهمة انيطت بالساعدي كانت القاء القبض على خلية ولائية تعود الى حزب الله العراقي قصفت ‏المنطقة الخضراء، وفعلا نفذت العملية بنجاح باهر والقي القبض على المجرمين وكانت قواعد صواريخ ‏مهيئة للإنطلاق، لكن الكاظمي حول النصر الى هزيمة، عندما دخلت الميليشيات الولائية وحاصرت مقر ‏مكافحة الإرهاب في المنطقة الخضراء، واحتلته واحتجزت بعض عناصره، استجدى الكاظمي العون ‏من ذيل ايران الأطول نوري المالكي لخروج الميليشيات من المنطقة الخضراء، واطلق سراح ‏المجرمين الذي قصفوا المنطقة الخضراء رغم أنفه ، فخرجوا مزهويين وهو يدسون بأحذيتهم على ‏صور قائدهم العام للقوات المسلحة (الكاظمي) ويكيلون له السباب والشتيمة والوعيد أمام شاشات التلفاز، ‏فبلع الكاظمي الإهانات من قبل جنوده بكل رحابة صدر، كأن الإهانات باقات زهور إنهالت عليه. ‏كانت تلك أو ضربة من الكاظمي للساعدي وجهاز مكافحة الإرهاب برمته.‏
النكسة الثانية
تتعلق بمهمة إنقاذ الناشط العراقي البطل سجاد العراقي من قبل مافيات هادي العامري في محافظة ‏الناصرية في 20/9/2020، واطلاق النار على صديقه الذي شهد عملية الإختطاف، وايداعه سجاد الى ‏زعيم عشيرة (العساكرة) في منطقة سيد دخيل الموالية للعامري، وصرح ضابط برتبة كبيرة للجزيرة ‏نت ” أن اختطاف سجاد بشكل خاص هو لشهرته بساحة الحبوبي، ولضرب المحتجين وإضعافهم من ‏خلال استهداف رموزهم، وهذا عمل ليس جنائيا، لو كان جنائيا لوجدنا جثته في اليوم نفسه، ولكن ‏تأخير تحريره والكشف عن مصيره حتى الآن فيه لعبة، فهذه المنطقة عشائرية ولديها من السلاح ما ‏يكفي وأي قوة تدخلها تعتبرها إساءة، وبالتالي لا نملك سوى الحوار لإنقاذه، مع تطويق المنطقة ‏بالعناصر الأمنية”. وأضاف” المشتركون في عملية الخطف أفراد من فصائل شيعية نافذة، لكن ‏التعليمات التي لديهم بعدم قتله”.‏
اوعز القائد العام للقوات ( المشلحة) جهاز مكافحة الإرهاب بمهمة تحرير الناشط سجاد العراقي، وارسل ‏قوة من بغداد الى الناصرية، احاطت القوة بمكان الإختطاف لمدة ثلاثة أيام، ولم تجسر على تفتيشه او ‏إقتحامه بسبب تهديدات رئيس العشيرة. ودخل قائد الوحدة في مشادة كلامية مع رئيس العشيرة، وقرر ‏القائد العام على أثرها سحب القوة من الناصرية وإعادتها الى بغداد، بعد فشل العملية، فخرج ابناء ‏العشيرة المختطفة بأسلحتهم في إستعراض عسكري مهيب يجوبون الشوارع بنصرهم العشائري ‏المؤرز على جهاز مكافحة الإرهاب، والأعجب منه ان عشيرة العساكرة حذرت حكومة الكاظمي من ‏مغبة عدم الإعتذار لشيخ العشيرة بشكل رسمي، وإلا فأنهم سيصعدون الموقف من خلال منظمة بدر التي ‏تحتضن العشيرة، ولكن الكاظمي ترجى كما يبدو ان يكون الإعتذار غير رسمي لحراجة الموقف. ‏
وخذ الأعجب منه!‏
خلال الإستعراض العسكري للعشيرة المتمردة على القائد العام للقوات المسلحة في منطقة سيد دخيل التي ‏تعاني من إستفحال الثعابين المسماة (افعى سيد دخيل) التي قتلت العشرات من أهل المنطقة، علاوة على ‏أفاعي عشيرة العساكره المتمردين على السلطة المركزية، قام عرابيد عشيرة (بني خيكان) بمناصرة ‏ثعابين عشيرة العساكره بمدهم بالرجال والسلاح ضد الحكومة المركزية. المهم انسحب قوات مكافحة ‏الإرهاب وهي تجر ذيول الهزيمة خلفها وفق السياسة الرشيدة جدا للقائد العام للقوات المسلحة الذي يكرر ‏علينا اسطوانة إعادة هيبة الدولة ، الهيبة التي هي أشبه بشعرة سوداء في بقرة بيضاء، القائد الهمام عجز ‏مرتين عن إعادة الهيبة لنفسه وحكومته، فأية هيبة للدولة التي يتحدث عنها، وهل العراق دولة؟
لكن هل انتهت العجائب؟ بالطبع كلا في عراق العجائب.‏
تصوروا ان تهديد عشيرة العساكرة تضمن فقرة أغرب من الخيال في بيان لها (بيان عشائري سبحان ‏الله) جاء فيه ” بخلاف الإعتذار ستقوم القبيلة بخطوات تصعيدية وفقا لحرية الرأي والتعبير التي كفلها ‏الدستور، وبما أقره من حرمة التجاوز على القيم والعادات المجتمعية”. العشيرة إذن تحترم الدستور ‏جدا، وتعمل بموجب حرية الرأي والتعبيرا!!! يا ترى هل إختطاف الناشط سجاد ومواجهة الحكومة ‏وتهديدها، والسلاح العشائري المنفلت ضَمنهُ الدستور العراقي؟ هذا ليس دستورا، بل طين اصطناعي ‏مرن كل يصنع به ما يشاء، ومتى يشاء.‏
النكسة الثالثة
زعم رئيس الحكومة ان جهاز مكافحة الإرهاب هو الذي يتولى مراقبة المنافذ البرية والبحرية بعد تفشي ‏الفساد وهيمنة الميليشيات الولائية على المنافذ، وقام الكاظمي بتسليم قيادة المنافذ الجنوبية الى قيادي في ‏ميليشيا بدر التي تهيمن على أحد أرصفة البصرة البحرية، ومنافذ برية، كأنك يا لو زيد ما غزيت! ‏
كشف الأستاذ الكبير أحمد الشريفي المعروف بوطنيته وجرأته في لقاء تلفازي، بأنه اتصل بالساعدي ‏وذكر له الأخير بأنه لم تذهب أية قوة من جهاز مكافحة الإرهاب الى المنافذ الحدودية. بمعنى لا تزال ‏الميليشيات هي المسيطرة على المنافذ البرية والبحرية، ولاحقا المنافذ الجوية.‏
لقد كذب الكاظمي في دعواه، ويبدو ان الغرض من كلامه هو الطعن بمصداقية جهاز مكافحة الإرهاب لا ‏أكثر.‏
الطامة الكبرى
عندما صرح عبد الوهاب الساعدي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب ” إن عملية اغتيال الخبير الأمني ‏الشهيد هشام الهاشمي جنائية أكثر مما هي إرهابية، وإن وزارة الداخلية هي من تتولى التحقيقات، وإن ‏جهاز مكافحة الإرهاب لا دور له في التحقيقات”. الحقيقة تفاجئنا من هذا التصريح الغريب، الطفل ‏العراقي لو سأله سائل من قتل هاشم الهاشمي؟ سيجيب على الفور: الميليشيات الولائية (حزب الله ‏وعصائب أهل الحق). وهناك من لديه اتصالات هاتفية مع الهاشمي قبل مقتله كشفت عن الطرف الذي ‏هدده، واعلن الرجل الوطني المعروف بمواقفه الجريئة ووثائقه القاطعة للشك ( ليث التميمي) بأنه يمتلك ‏ما يثبت من هم الجناة، وانه مستعد ان يسلم الوثائق الى القضاء العراقي.‏
لكن النائب العام وقضائه المفلس لا يعرفوا معنى إحقاق الحق، القضاء مسيس تماما بإعتراف العميل ‏هادي العامري، وهو ـ أي القضاء ـ اشبه بالبالوعه غطائه الخارجي المدعي العام فائق زيدان والداخلي ‏مدحت المحمود رئيس المحكمة الاتحادية، وان رفع الغطاء ستهب العفونه. جميع القضاة في العراق هم ‏من أهل الباطل، وكل من يسكت عن الحق شيطان رجيم، يا ويلهم من قضاء الله! ‏
على قول العميل القزم موفق الربيعي” ستطول وقفتنا مع اللهّ! فبشرناه بأنها لا تطول ولن تقفوا أمام ‏الله، بل مع خازن النار فقط.‏

كلمة أخيرة للساعدي
الا ترى ان بريق لمعانك بدأ يتلاشى، وان محبيك بدأوا يتلاشوا كما يتلاشى الضباب بشروق الشمس.‏
الم يحن الوقت لتعود الى رشدك، وتنظف اردانك من منصب بدلا من أن تتشرف به أساء الى سمعتك، ‏وهي إساءة عن عمد وليست عفوية، فكر فيما ذكرنا من نكسات، وستجد الحقيقة واضحة أمامك.‏
ارجع الى شعبك ومحبيك يا ساعدي، فالمنصب لا يدوم، إنما حب الشعب هو الدائم، هو نبع رائق لا ‏ينضب. ‏
احفظ تأريخك الجميل ولا تنزلق الى هاوية الفاسدين والعملاء، فأنت أكبر من الكاظمي وحكومته الفاسدة.‏
نحبك في الله يا رجل، إستقل من منصبك وعد الى شعبك الذي عشقك وأقام لك نصبا إحتفاءا ببطولتك.‏
لقد توالت على الشعب العراقي الخيبات منذ الغزو لحد اليوم الذي تغرق فيه العاصمة بأول تساقط مطر، ‏فلا تزيدنا خيبة ببقائك في منصب لا يشرفك، بل أنت تشرفه، وانت أكبر منه يا ساعدي. ‏
إستقل يا ساعدي وإعلم ان عيون ثوار تشرين ترنوا الى إستقالتك، ان لم يكن من أجلهم، فمن أجل ‏أحفادك. إنها ليست إستقالة بقدر ما هي براءة ذمة من الحكومة الفاسدة، والعودة الى أحضان الوطن، ‏والى من يرددون (نريد وطن) فنضيف برجاء (نريد الساعدي) الساعدي قبل توليه المنصب.‏
اللهم إشهد، اللهم إني قد بلغت الساعدي وانا له محب.‏

علي الكاش