رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لدى استقباله نخبة من المثقفين من خلفيات أكاديمية وإعلامية واقتصادية وفنية مختلفة، فقد امتنع عن مصافحة الأستاذة الفنانة العراقية الكبيرة شذى سالم طه يوم الجمعة 9 تشرين الثاني 2018.
هكذا هي أساليب الانتهازيين القذرة.

فعادل عبد المهدي من بعثي وعضو في الحرس القومي بعد انقلاب شباط الأسود عام 1963 الذي ارتكب المجازر بحق الشعب العراقي إلى ركوب الموجة الثورية اليسارية التي اجتاحت العالم بعد استشهاد جيفارا وحركات التحرر الوطني في أمريكا اللاتينية وانطلاق الثورة الفلسطينية المسلحة وغيرها من دول العالم في ستينيات من القرن الماضي.

وقد اعتنق عادل عبد المهدي النظرية الماركسية اللينينية واصبح شيوعيا وصديقا للحزب الشيوعي العراقي “جماعة القيادة المركزية” التي تؤمن بأفكار ما وسي تونك الثورية في ممارسة النضال المسلح لاسقاط الأنظمة الرجعية والفاشية والدكتاتورية.
وعند انتصار الثورة الإسلامية في إيران نهاية السبعينيات من القرن الماضي تحول إلى الإسلام والإسلاميين وأصبح من المؤمنين “يصلي ويصوم ولم يزكي”، وانتسب إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق واصبح عضوا بارزا فيه، وبعد سقوط النظام البعثي البائد عام 2003 تسنم عدة مناصب وزارية باعتباره عضوا بارزا في المجلس الإسلامي الأعلى.
والان اصبح رئيسا للوزراء يمثل الدولة والشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه ، وان نظامنا في العراق ، نظام جمهوري اتحادي ديمقراطي تعددي مدني، وليس “نظام ولاية الفقيه الديني” وان منصبه الوطني لا يمثل مذهبا دينيا خاصا بل جميع العراقيين بثقافاتهم وأديانهم المتعددة.

ومن هنا، فليس من حقه ” عادل عبد المهدي” أن يعكس أفكاره وسلوكه الديني المتشدد على منصبه لأنه يمثل الشعب العراقي وليس مذهبا معينا، ويحتقر مصافحة المرأة العاملة في دوائر الدولة والمنظمات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والتي هي امه واخته وزوجته وحبيبته باعتبار هذه المصافحة حرام في التقاليد الإسلامية المتخلفة والتي تأخذ من قشور الدين الإسلامي الحنيف مظهرا، ويحلل سرقات البنوك وأموال السحت الحرام والاستيلاء على ممتلكات الدولة.

محمد الحسيني