المقدمات الموضوعية

إلحاقاً بالمقال الذي كتبناه بعنوان “الفصل في قضاء قضية الإساءة الى نبي المسلمين” آثرت على نفسي كتابة مجموعة من المقالات التي تسهل على الإنسان المسيحي والغربي فهم وجهة نظر الإسلام بالديانة المسيحية وبالأخص رموزها العظام كشخصية عيسى وأمه مريم ورجال الدين من المسيحيين وعامة المسيحيين مما يقرب الى ذهنيتهم وجهة نظر الإسلام ونبي المسلمين منهم، وقد ركزنا في بحثنا هذا على مادة القرآن الكريم بإعتبار نصوصه مما لايمكن التلاعب فيها والتي أتفق عليها المسلمون على مختلف فرقهم ومذاهبهم، وأما إذا عرجنا على ذكر النصوص الحديثية فإننا سنعتمد على النصوص التي رواها المحدّثون الذين يؤمنون بنزاهة الأنبياء وعصمتهم أولئك الذين يرفضون الأحاديث المكذوبة أوالمنسبوبة الى النبي وهي التي لاتتناسب مع منهج القرآن ونصوصه الثابتة، أو الواضحة بتعبير آخر، وقد وجهنا نداءً صريحاً وواضحاً في مقالنا السابق الى العالم المسيحي والغربي ونؤكد اليوم عليه وحث كافة المثقفين والكتاب والأدباء في العالم المسيحي والغربي وعموم المسيحيين للاطلاع على مادة القرآن الكريم وأن يعمقوا البحث في نظرية الإسلام، ووجهة نظره بعيسى ومريم والمسيحيين لأنها ستكون الأوفق والأقصر طريقاً في فهم طريقة تفكير نبي الإسلام وطريقة حياته ومنهاجه العملي، وعندها سيكون النقاش أقرب الى الواقعية والموضوعية في هذا الشأن.

 

نداء الى العالم الإسلامي والعربي

ونبدأ القول بأن لكم أيها المسلمون اسوة حسنة في رسول الله وينبغي عليكم أن تكونوا زيناً عليه ولاتكونوا شيناً عليه، وعلينا واجب الوقوف أزاء مواقف المغرضين والجهال بالطريقة اللائقة التي توضح للعالم المسيحي والغربي حقيقة وواقعية الإسلام وواقع اسلوب تفكير المسلمين، وان علينا أن نطلعهم على مادة الإسلام التي يجهلونها بطريقة حسنة بعيدة عن التطرف، وعلينا أن نحل مشاكلنا العقائدية وغيرها مع الآخرين بالاسلوب الأمثل الذي يُبنى على أساس الإحترام الإنساني للناس، وأن لانشجع التطرف أو العنف وإنما نحث على الجدل الحضاري العلمي المقنع واحترام الآراء، وإزالة ماعلق في أذهان أهل الملل والنحل من مختلف المذاهب والأديان تجاه الإسلام ونبيهم، ويحتاج هذا الأمر الى جهود مكثفة، ونوعية، للقيام بهذه المهمة، وأن لانسمح للجهلة منا الخوض في الأحاديث المكذوبة التي لاتنسجم مع مبدأ تنزيه الأنبياء القائم عليه الفكر الإسلامي.

                    

الحقد الديني

إن أكثر الخلافات التي تنشأ بين معتنقي الديانات المختلفة والمذاهب يعزى الى الجهل، وأما الجهل فله وجوه متعددة وله مستويات، فقد يكون الجهل بين عامة الناس، وهو مختلف تماماً عن جهل العلماء، فالأخير له عاقبة وخيمة بسبب عدم انفتاحه على الآخرين وعقائدهم مما يدفعه الى الكلام عن الغير بصورة سيئة، وهناك وجه آخر منشأه الحسد وعلى كل حال فإن كافة الجهل مذموم.

وسنأتي إنشاء الله على الحديث في شأن عيسى وموقعه في قلب نبي الإسلام وفي قلوب المسلمين وفق الله الجميع لما فيه خيرهم وسعادتهم ومحبتهم واعتدالهم وعدالتهم.