عندما تكون هناك صرخة مظلوم فلا محالة ستكون امضى من سيف الظالم ، ولن تقف اية عوائق ومحاولات يائسة لإسكات تلك الصرخة لأنها انبثقت من ارادة حقيقية وضمير حي وما هو الا وقت وستكون النتيجة زوال الظالم الى الابد ، وهذا ما لمسناه في الثورات المباركات في تونس ومصر وليبيا واليمن . فهذه الشعوب الثائرة نما عندها الوعي والادراك بضرورة تغيير الحال فأيدهم الله  تعالى بزوال تلك الطغمة الظالمة وكانه لم يكن .

واليوم شعب سوريا الصامد يسير على خطى اشقائه الثوار للتخلص من نظام ديكتاتوري لا يعرف الصغير والكبير ولا يحترم الارواح والاعراض والاملاك بل همه الوحيد تثبيت ملكه الزائل والحفاظ عليه بسفك الدماء وقتل النفس وتهجير الملايين وحرق الاخضر واليابس ، فالجشع والطمع واكل المال الحرام هكذا ينتج  .

ولكن للأسف مُني الشعب السوري بطمس تلك الصرخة الثورية ومحاولة تهميشها وتمييعها بحجج ودواع طائفية وتأجيج الروح العنصرية والعاطفة العمياء على حساب ارواح تزهق ودماء تسيل ، فقام المغرضون بتشويه صورة الثورة السورية واعطائها طابع عقائدي فاسد لكي يغرروا المجتمعات التي يسود بها الجهل واللا وعي ، فصدق الكثيرون ان القتال في سوريا طائفي بين السنة والشيعة ؟؟ !! ولا اعلم هل ان العلويين شيعة كما يدعي البعض من المنتفعين ؟؟.

وبقيت الثورة السورية على طول هذه الفترة بين المغرضين والانتهازيين ، فالمغرض يحاول جر الثورة الى قتال طائفي ويساند النظام ، والانتهازي يتخذ من دماء الشعب السوري فرصة لشغل الرأي العام وجر الثورة الى ابعاد استعمارية .

بينما السوريون يحتاجون الى من يكون بلسما لجراحهم ونورا لشق ظلامهم فكان بيان السيد الصرخي بحق طريقا نحو الهدف الاسمى والحرية الحقيقية التامة التي هي ضالة السوريين ، وفعلا كانت هناك صرخة من العراق من ارض الرافدين من الصغار والكبار ومن الرجال والنساء وعلى مدار اسابيع في تأييد مطلق للثورة السورية ، فاعتبر الصرخي ان الثورة السورية هي ثورة شعب جائع مقهور وسلطة ظالمة . اذن بهذا الكلام انتفى إن دعوى كون الصراع في سوريا الشام صراعا شيعيّا سنّيّا فهي دعوى باطلة جزما ، فهي من مخترعات ومختلقات السياسة الباطلة والسياسيين الضالين الظالمين ، سياسة التكفير القاتل من مدّعي التسنن والتشيع معا ، سياسة الانتهاز والانتفاع والمكاسب الشخصية و السحت والحرام والفساد كما قال الصرخي !!

فدائما السياسية العوراء تحاول جر النار الى قرصها ، واية سياسية تبقي النظام على حساب اراقة الدماء البريئة فهي لا تعبئ بالسوريين ولا بأرواحهم ودمائهم بل الاهم مكرهم ونفاقهم ، ولكن الله تعالى اكد لكل مظلوم وظالم ان المكر السيء لا يحيق الا بأهله (ولا يحيق المكر السيء الا باهله) وان طالت ايام الثورة فالنتيجة ان الشعب سيهزم الفرعون وان الطاغي سيزول الى ذاكرة سوداء وسعير خالد .

ولكن من ينتصح ومن يعتبر؟  وما انبل تلك النصيحة من الصرخي في ذات البيان 81 اذ قال (ولا زلنا نقول : ليستغل الحكام في سوريا كل فرصة تقدم لهم من أجل إيقاف أنهار الدماء النازفة هناك , وليتخلوا عن السلطة حالاً قبل أن تسد وتغلق كل الأبواب ، إن لم يكن قد أغلق كل شيء إلا النار المحرقة والموت الزؤام )

ولكن مازالت الصرخة العراقية حليفة الصرخة السورية فكلا الشعبين مظلومين ، العراقي شعب محروم وجائع والسوري شعب مقهور وجائع !! والعراقي تحكمه سلطة تمارس الفساد نهارا وجهارا وتقتل بيه بالمفخخات وكواتم الصوت وسلب خيراته والسوري تحكمه سلطة تمارس القتل البشع للفرد والجماعة وتصب عليه حميم الحديد والنار وكلا السلطتين حليفتين يسيران بسياسة باطلة وانتهازية يتحكم بهما اجندة خارجة استعمارية .

ولا اقول الا انني انحني بإجلال واكبار لرجل الدين الصرخي (وسبحان الله اسم على مسمى) الذي صارت مرجعيته صوت المظلومين والمحرومين والاحرار في ارض الثوار ، ولنقل كلمة الحق مهما كلفنا الامر ولنغض النظر عن اية طائفة او انتماء ما زال الموقف لصالح المظلومين فالشعب السوري يحتاج الى هكذا مواقف رجولية وانسانية بالقول والفعل فالصرخي وكما يدعي انه مرجع شيعي عراقي عربي كان لزاما عليه ان يتخذ هذا الموقف وكما اكد هو بذلك (فكيف لا نكون مع المظلوم ضد الظالم ؟ فهل نخرج عن الاسلام ومنهج الرسول الأمين وأهل بيته الأطهار (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) ؟ وهل نخرج من الأخلاق والإنسانية ؟) والله ان هذا الكلام لابد ان يكتب بسطور من ذهب ويعلق على كل قصر جمهوري او قصر ملكي وليكن شعارا لكل حر ابي يأبى الضيم كما هو الحال في شعب سوريا ، فوالله احسد السوريين على هكذا مواقف بطولية خالدة من اشقائهم العراقيين . وهذه الصور خير مثال