‘صراط الهداة’
بقلم:فوزية موسى غانم

غادر مع صلواته، ولم يغادرنا فجره. كان منحازا للمساكين والايتام ونحازوا له. كان عالما من الأشرعة وسفن الحياة ولاحت الآفاق بذكره مادحه. كان نورا للعتمة وصراطا للمشاة وقنديلا للهداة. كان صوتا تردده فاق كل الترددات والابعاد الأربعة. كان كالماء يجري بصفاءه وعذوبته الناصعة. كان قديسا والاديره طافت عليه صادحه.وكان إنسانا عابرا للازمنة والطقوس والحكايا والخوارق، وصامتا يتكلم عنه عمله.!!كان شجاعا في منتصف الظلمة وحلكة الدرب، وقائما للصلاة ومقبلا للحياة وليس منكسرا. كان صبورا وأعلن الصبر جزعه على اعتاب قلبه الخاشعه. كان قلما للحقيقة وهي به شاخصه. كان العدل قرطاسه وسجله وقيامته الثائرة. كان الإنصاف بين يديه وحتى الصلاة شاهدة. كان وكان وسيكون ولازال جسرا للضياء والامل والخلاص والوحدانية والانسنة والحب والسلام والعشق وسراجا خافقا. ومازال محرابه وعلمه ونسيمه وعبقه حيا خالدا وعلى شبابيك قلبه نعلق الامنيات والورد والأحلام وصفصاف العمر، فيمسي اقمارا ونجمات تحيط بمدارت همومنا وكفاحنا ونشيدنا ومحطاتنا، ونصحو على عتبات بابه مخاطبة للافئدة ومحتضنة أيامنا ورسائلنا ومبتسمة، وترتجل الطرقات فينا خيارا صامدا وحبا صادقا… تودع ايدينا وقلوبنا شرفات وجوده، وتغفو أعيننا حلما بالعودة تارة وتارة