رسالة إلى صديق فلسطيني :
سلام عليكم أيها الصّديق … و بعد:ـ
الحمد لله و الشكر له أبداً .. شكرا جزيلا من أعماق القلب .. لا شكر لسان عار .. فالشكر بآللسان و هو أوضع الحديث يفقد معناه و مبغاه .. إن لم نشكر (المخلوق) الذي تسبب بذلك النصر ألمبين قبل كل شيئ .. (فمن لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق), كلّ العرب بلا إستثناء خصوصاً حكوماتهم و منذ أن فتحت عيني على هذه الحياة و كنت أرسل ما زلنا مصروفي اليومي الذي كان أبي يعطيه لي كل صباح و أنا أذهب لمدرستي (مدرسة النصر الأبتدائية) حتى غسيل ملابسنا و الصابون و كل ما توفر في بيوتنا كنا نهديها لكم و لحد اليوم ما زلنا نحب القدس و المقدسيين .. لقد سمعت أطناناً من الخطب و الكتب و كلها تنادي بتحرير فلسطين كذبا و زوراً .. بل لأجل إستعباد شعوبهم و تحريف مسار الحق و تحميل فسادهم على تلك الشماعة لإسكات الامة لضرورات المرحلة و كما فعل صدام الجبان اللعين و أمثاله رؤوساء العرب العار, و هكذا كانوا حتى إنهزموا و خذلوا و شعوبهم؛ و ليس فقط هزموا و خذلوا مع شعوبهم؛ بل و تعاونوا على إذلالكم و نصر عدوكم بعد ما قهروا شعوبهم و سلبوا حقوقهم .. إلا الدّولة الأسلامية .. كانت الوحيدة و قائدها مع مناصريها في بلاد الشام و اليمن و غيرها .. الذين هم وحدهم ساندوكم و قدّموا الغالي و النفيس لكم من الدّعم و الدّماء و السلاح و المال و العتاد والستراتيجيات و حتى تأسيس مصانع للأسلحة في أطراف أرضكم و بلادكم ..

هذا بينما أوردغان الصهيوني المنافق رغم إمكانياتهم الهائلة و قوتهم قد أثبت ليس بآلكلام فقط بل بآلعمل أنه خذلكم وإنه ليس بأفضل من آل سعود و آل نهيان و آل خصيان حين قال نحن نقدّم الدواء و العلاج و القطن و اللفاف فقط لأخوتنا الفلسطينيين .. لكننا لا نقدم السلاح و الدعم اللوجستي لهم لإتفاقات و ضرورات خاصة مع إسرائيل!!

لقد أثبتوا أنهم حقاً يتغذّون من نفس الشجرة الملعونة التي ملأت وجودهم بآلأوهام و بطونهم بآلحرام و السّموم و الحقد على الأسلام المحمدي الحقيقي ألاصيل و للأسف الشديد ..

أنا كاتب و فيلسوف و حكيم عراقيّ .. لكني كفرت بعروبتي و بكل القوميات و سحقتها بقدمي يوم علمت و شهدت عمليّاً تلك الحقائق المرة التي لا أنساها .. فلا قيمة لأيّ عربي أو أعجمي .. إلا بآلتقوى و الحُب و البغض في الله .. لكن لا كإيمان المتسلطين على أمتنا خصوصا العربية و التركية و الباكستانيّة و الأفغانية و السودانيّة وووو ؛ بل إيمان يمتد من رحم المقاومة الممتدة من بدر و صفين بقيادة من نادى بحقه جبريل حين هزم مرحب و إبن ودّ و هو يصيح في السموات السبع ألعُلا؛ [لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار] .. مقاومة ممتدة من عاشوراء الدّم الذي ما زال مليار مسلم يجهل فلسفته و جذوره و أسبابه ..ـ

نعم أؤمن بهذا النهج الأيماني .. فهو وحده المنتصر كما وعدنا الله بذلك .. و ليذهب للجحيم كل أنظمتكم و أسيادكم و آلاتكم و المدّعيات التي فاضت بها وسائل الأعلام لانها كسرت ظهر فلسطين و الفلسطينيين و زادت محنتهم .. حتى بعث الله بقومٍ يحبّهم و يحبونه و كما وعدنا المعشوق في القرآن الكريم؛ فكان بداية النصر على أيديهم و بسببهم .. و النهاية كذلك ستكون قريبة أن شاء الله و على أيدهم ..

فحري بكل ذي قلب و وجدان إن وجد في أمّة العرب الضالة ألجاهلة؛ أن تشكر قبل كل شيئ .. مَنْ تسبّب بآلنصر لا بآلهزيمة .. و أحي المؤمن الصادق (هنيّة) الذي قال بصراحة و بصدق و با لخوف أو وجل: [الجمهورية الأسلامية هي التي تسببت بنصرنا بدعمها لنا بآلسلاح و المال و الدم] و أسأل الله أن يُهنّئه في الدارين لأن الله نوّر قلبه بآلأيمان و الهداية و البصيرة .. لأنه (شكر المخلوق قبل الخالق) .. و هذا هو الأيمان الحقيقي الذي أمرنا به الله تعالى و الرسول (ص), و لم يساوم ولم يلف و يدور كما فعل و يفعل الآن حكام العرب و المسلمين المنافقين .. لتحريف الحقيقة لأستحمار الأمة, حين يُعلن و يقول كل شيئ إلا الحقّ لأنه بكل بساطة لا يعرفه ولا يريد التصريح به لأنه بضرره .. و الحمد له على كل حال و نسأله أن يديم النصر و العزة لكل مظلوم خصوصا اهلنا في فلسطين .. من دون دحلان و شعلان و حمدان و عباس و عرفات و خرافات, إنه نعم المولى و نعم النصير ..
صديقك الذي يريد لك و لكل شريف ألعزة و خير الدارين.
عزيز الخزرجي