بسم رب الشهداء و الصّدّيقين ..
رثاء أمير شهداء ألعراق ألمظلوم:
و كل شهداء العراق مظلومين بسبب من خان عهدهم و باع أمانتهم!
فإمّأ أنْ تكونَ شهيداً كـ (آلأمير) و إلّا فلا:
ألشهيد “الامير” وقف شامخاً يوم حَنى العراقيّون رؤوسهم أمام صدام حتى الذين يدّعون ما يدّعون!
ألشهيد العظيم سمير مير غلام .. كسر طوق الخوف و تحدّى النظام و أجواء الأرهاب البعثي وجهاً لوجه و بلا قناع واضعاً روحه على كفّه مستهزءاً بآلموت و ماسكاً بآلأخرى قنبلة النصر للعروج إلى معشوقه الأبدي للخلود بعد أن هزم البعث الهجين شرّ هزيمة و ما زال أهل الفكر و البصيرة و الضمير يذكرونهُ بفخر و إعتزاز .. كيف أنهُ وقف شامخاً بقامته الرّعناء و بإبتسامة إستهزاء .. يوم حنى العراقيون رؤوسهم أمام الظلم صاغرين مستضعفين و هجم لوحده على قلب النظام ليدخل الفزع و الرّهبة و الذّل في قلوب آلغربان و ليملأ قلوب المحبيين الفرحة و الامل بآلمقابل, و يشحن نفوس الحركيين المعارضين و الشعب العراقي المغبون الذي كان يخاف من ظلّه و من الحيطان لإعتقاده أنّ لها آذان, لكثرة جواسيس البعث و مخابراتهم و إتحاداتهم التي ما أتقنت سوى كتابة التقارير لأجل لقمة حرام, و لم يقدر ألبعث الزنيم أن يواجه الشهيد الأمير كما كان أميره الامير العلي الأعلى في الحرب .. و كيف يواجه البعث آلجبان من تقدّم بنفسه للشهادة طالباً الموت..؟ سوى قيامه بتسفير العجائز و الشيوخ من ذويه و الأطفال ألفيليين ألأبرياء بعد حجز شبابهم .. ظنّاً أنهم سينتقمون بأفعالهم الجبانة هذه من (سمير الأمير) المجاهد العراقيّ الوحيد الذي تحدّى جيوش النظام و عنجهيته علناً و بلا قناع شاهراً سيفه وسط النهار وفي أشهر مكان (المستنصرية) في قلب بغداد مهاجماً ضاحكاً و متحدّياً قيادة النظام البعثي, بينما الجميع كانوا خائفيين و مقنعيين من الاحزاب المعارضة و القوميات و الأقليات و المذاهب و الحركات الإسلامية و الوطنية ليعلم الجميع نفس الدرس الحسيني الذي ألقاه الأمام الحسين(ع) و نساه العراقيون للأسف.
و ما زال أذناب البعث ألجّبناء يتذكّرون تلك العمليّة البطوليّة بمرارة و ألم و هم يرتجفون من آلخوف لعظمة ذلك الحدث الكونيّ الذي أرهبهم و قهرهم و العالم و للآن لمجرد ذكره, بعكس جميع شهداء المعارضة العراقية الذين إستشهدوا بعد أن أُلقي القبض عليهم مُرغمين من بيوتهم و دوائرهم مكبلين بآلأصفاد حتى منصة الأعدام و لم يقاوموا مثلما فعل الشهيد البطل سمير ألأمير .. سوى مجاهد واحد فيما بعد لحقه من الكوت بواسط بعد أن إضطر للمواجهة معهم حين لم تبق أمامه طريق للفرار, و هو ا آلشهيد الشاوي الذي قاومهم ببسالة و الباقيين من المؤمنين الشهداء خصوصاً في السبعينات و بداية الثمانينات قد ألقي القبض عليهم وهم في بيوتهم و مكاتبهم و جامعاتهم آمنين رحمة الله عليهم أجمعين و إن لم يقدموا شيئا للعراق!
لا أقول إقرؤوا الفاتحة عليه فآلفاتحة لا تجدى سوى الذين يموتون على وسائدهم و هي أولى بنا نحن إن مِتنا بغير الشهادة على وسائدنا .. لا هو .. وآلفاتحة و الله ليست فقط قليلة بحقّه بل لا يناسب شأن هذا (الأمير) ألكبير ألذي أحيا الفاتحة نفسها و قريناتها .. و مثل هذا الشهيد العملاق يستحق أن نذرف عليه دماً بدل الدّموع .. لا أن نسرق جهاده و كما فعل السياسيون و رموز الاحزاب ألذين أوصلوا الوضع السياسي و الأقتصادي و الأداري و الاجتماعي للحضيض كنتاج لفسادهم بعد ما سرقوا دمه و جهاده و جهاد مَنْ مثله .. حتى دمّروا منهجه و منهج قائده العظيم الصدر و إمامهم المعصوم العليّ الأعلى و للأسف الشديد.
فإنّا لله و إنّا إليه راجعون.
الفيلسوف الكوني