من المؤكد ان غالبية الشعوب تحتاج من يعبر عنها بطريقة لكي يكون هو الوسيط الاول في نقل الوقائع بطريقة صادقة لكي يعبر عن الأغلبية الصامتة ويحتاج ذلك الى مرآة تعكس مختلف أوجه وصور حياتهم وبكل أشكالها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعقائدية بمصداقية وشفافية ونزاهة, ودون حاجة إلى تزييف أو تجميل أو تغيير بالحقائق الملموسة والواقعة ضمن بيئة معينة او ومحيطه الذي يعيش فيه . وقد يسعى الإعلام وبمختلف أنواعه المقروء والمسموع والمرئي إلى رسم إستراتيجية مرنة وبنفس الوقت عالية الجودة بمستوى الفكر والكلمة والسلاسة في تسليط الضوء وإثارة الرأي العام بصورة منظمة وغير عشوائية أو تبعية أو انحياز لسلطة أو لفرد لدى أي دولة بمفهوم كيان الدولة المستقلة ومن ضمنها المنظومة الاعلامية بالمفهوم الشامل وهنا يبدا العمل وفق مرتكزات اساسية ضمن السياق العام ,بل من المهم والواجب أن يكون الإعلام ملتزماً بميثاق شرف يتعهد القيم الأخلاقية ولا يخرج من سياقه إلى لغة التسقيط أو الذم والتشهير بأحد الا باثباتات ملموسة ووثائق مادية بل يكون بضمير حي بمن قائم عليه, ليكون صورة مضيئة تنير السبل وتنهض بفكر ووعي نير بتوسيع الآفاق وتغيير كل السلبيات إلى إيجابيات. ولصعوبة الفصل بين المفاهيم السياسية لم نستطيع الى الان ان نصل بعد إلى كامل الاستقلال كمفهوم الدولة الكاملة السيادة اذن لابد من ايجاد مكونات تقويم ومن الواجب علينا الالتزام بنهج و بإستراتيجية خاصة ومن خلال الابتعاد عن تشويه وتدمير وحياكة كل الدسائس المحرضة لكسر الشعوب . ويتأرجح الإعلام ما بين مد وجزر أحيانا حسب الأهواء والبعض الآخر حسب النفوذ والسلطة ,وقد يكون هناك وعي فكري وثقافي لدى الكاتب او الصحفي الذي يحاول وبكل ما جاء به من سبيل لإثارة الرأي العام بمقالته أو كلماته ليستحوذ إعجاب القراء وقد يستفزهم بما يكتب محرضاً أو مرغما ًأو قد يكون غافلاً عن ردود البعض وما مدى تقبل الآخرين وفهمهم لما يكون لديه من مدلولات ووقائع يوثق بها حدث ما أو قضية ذات أهمية فيثير بها جدلا ً قد يكون عقيما ًأو غير مجدي وقد يكون كالمثل القائل ” قد أسمعت إذ ناديت حياً ” ! فلا حياة لمن تنادي. وهي ثقافة لابد من معرفتها تقع على عاتق المسؤول والاعلامي والمواطن فهي حقيقة مشروعة في الكشف عنها مهما كانت الظروف وان خفيت تعد جريمة اكبر. تبقى هناك أمورا خافية مستترة لا يعرفها الكثير وقد يكون عدم الإعلان والإفصاح عنها إعلامياً أجدى من كشفها لان هناك العديد من الأمور وخاصة تلك التي تخص المفاوضات السرية والعلنية منها قد لا نستطيع الإطلاع على ما تتضمنه تلك المفاوضات من إستراتيجيات معلنه بل تكون هي أجندة مخفية ومن الذكاء عدم الإفصاح عن كل بنودها كيلا يستخدمها طرف اخر أو المفاوض الخصم في أي صراع ضد الآخر ولا ننسى حديث الرسول عليه السلام “واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان ” وأيضاً الحرب خدعة .إذن هناك أمور من الواجب والحرص على التكتم عليها دون الجمع تبقى من ألأمور المؤجلة البوح عنها إلا ما بعد تحقيق الهدف وبأقل الخسائر ,ولا يعتبر هذا شيء من السلبيات في أي مجتمع أو سلطة مهتمة ببلوغ أهدافها وتحقيق مصالحها ومن ثم يتحين فرصة الإعلام عنها في حينه . صور وأشكال متعددة للإعلام وبما أنها هي السلطة الرابعة( الصحافة ) بمفهوم السلطات التي تؤثر وتتأثر بالشعوب وبمختلف مكوناتهم ,إذن فلن نختلف بأنها هي النبض والحراك بمحتواه ولن يختلف العقلاء والحكماء بضرورة أن تكون الكلمة الفصل بأي إعلام متسمة بجمال وكمال النص بمحتواه الأخلاقي ,كالفرق بين صانع الخير وصانع الشر وزارع الشوك وزارع الحنطة وهي مغنم لكل زارع حسب ما زرع يحصد , وكيف ما صنع يجد .