جون ماكين أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي ، يهودي صهيوني متطرف ، وفي أمريكا والغرب ليس شرطا أن يكون يهوديا حتى يتصهين ، بل هناك من الساسة الغربيين من غير اليهود متصهينون أكثر من بعض اليهود .
تأريخ ماكين الشخصي أسود ، وكثيرمن المواقف تشهد له على ذلك ومنها حرب فيتنام ، هو من الحاقدين على الأسلام والمسلمين ، يعمل بجد مع الساسة الأمريكان الصهاينة الآخرين لأجل خلق حروب طائفية أهلية في البلدان العربية والإسلامية ، خاصة تلك الدول القوية بشعوبها ووعيها التي تخشاها إسرائيل مثل مصر وسوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا ودول أخرى في المنطقة .
يشكّل ماكين داخل الإدارة الأمريكية مع سياسيين أمريكيين آخرين محورا ضاغطا باتجاه خلق الفوضى في البلدان العربية المحيطة والقريبة من إسرائيل ، ويتعاون مع المحور الصهيوني الأمريكي حلفاء أمريكا لتحقيق هذا الهدف ، خاصة تلك الدول المحسوبة على العرب والمسلمين التي تتخذ من الإسلام ستارا ، وتتبنى التكفير منهجا لتحقيق أهداف أمريكا وإسرائيل .
الصهيوني جون ماكين يصرّح علنا بما يتمنى أن يتحقق من دمار للمنطقة خدمة لإسرائيل ، قال في حوار المنامة عن مصر : إن مصر قد تكون مقبلة على حرب أهلية ، وهذا ما يتمناه الصهاينة لمصر ويتمنونه لجميع البلدان العربية والإسلامية ، وفي أحداث مصر أيام ما سمي ( الربيع العربي ) ، بل هو الربيع السلفي الذي خلقته أمريكا ومحورها من الدول العربية لتحقيق أهداف محسوبة مسبقا ، لعب ماكين دورا قذرا لصالح التأزيم وخلق المشاكل من أجل إثارة حروب أهلية طائفية في المنطقة ، وقد نقل أحد المواقع المصرية على الأنترنيت كلمة خطيرة نسبها إلى جون ماكين، يفترض إنْ كانت صحيحة ، أن يقف المسلمون بقوة بوجه هذا الصهيوني الحاقد على الإسلام والمسلمين ، لإنها لا تقل خطورة عن الرسوم المسيئة للرسول الأعظم ، إذ نقل موقع ( أقباط متحدون ) عن ماكين قوله :
( لو كان الأمر بيدي لهدمت الكعبة ) !!!
لن نستبعد مثل هذا القول عن ماكين فتأريخه الأسود لا يبرئه من هكذا قول ، قال الإمام علي عليه السلام – ما أضمر الإنسان أمرا إلا وظهر على سحنات وجهه وفلتات لسانه – .
ونقول لماكين : خسئت ماكين فللبيت رب يحميه .
أما عن تدخلاته في العراق فكبيرة وكثيرة ، ماكين ومحوره الصهيوني في الكونجرس الأمريكي هو أحد أطراف التآمر على العراق ، وهو طرف مهم في صفقة تسليم الموصل إلى داعش ، وبمجرد دخول داعش إلى الموصل بتسهيل من بعض السياسيين العراقيين ، بالتعاون مع أمريكا ودول في المنطقة معروفة بعدائها للعراق، بدأ ماكين يطلق سيلا من التصريحات ، أخطرها مطالبته الحكومة الأمريكية إرسال قوات برية للعراق بحجة محاربة داعش ، وفي هذا دليل على أن المحور الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية لم ينهِ مهمته بعد في العراق ، وربما هم نادمون على انسحاب قواتهم من العراق .
لقد صورالأمريكان داعش القوة والوحش الذي لا يقهر ، لذا يجب تشكيل حلف دولي من جميع دول المحور الأمريكي لمقاتلة داعش ، وكأن هذا الوحش قد أتى من الفضاء الخارجي ولا أحد يستطيع مقاومته إلا أمريكا وحلفاؤها ، هكذا تلعب أمريكا والصيونية على الشعوب ، ويتخيلون أن الشعوب مغفلة لا تعرف ألاعيبهم القذرة ولا تعرف أنّ داعش لعبة أمريكية مصنعة في مختبرات صهيونية أمريكية وتحمل روحا تكفيرية سالبة لكل القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية ، بل هم يعرفون أن الشعوب واعية وتعرف كذبهم وألاعيبهم هذه لكنهم يتغافلون .
نقول لماكين مت بحقدك وغيضك أيها الصهيوني الأمريكي !! لأنّ فرصة إرسال قوات برية إلى العراق قد ضاعت عندما أعلنت المرجعية الجهاد الكفائي ، فاستجاب الشعب العراقي لنداء المرجعية ، وتشكلت قوات الحشد الشعبي التي ساندت الجيش العراقي في تحقيق الإنتصارات الباهرة والسريعة ضد عصابات داعش ، وطهّرت الكثير من المناطق التي نجّستها داعش ، وتحررت الكثير من المناطق المهمة في العراق ، والجيش والحشد الشعبي سائرون في تنظيف أرض العراق من داعش وذيولها ، وبالأمس سمعنا بتطهير محافظة ديالى بالكامل ، وقد أعلن الخبر البطل هادي العامري ، والبطل الشيخ قيس الخزعلي ، ونتمنى أن يكون جميع سياسيينا بمن فيهم رجال الدين السياسيون مثل هذين النموذجين المخلصين الوفيين لمبادئهما ووطنهما وشعبهما.
لقد أدركت أمريكا هذه الحقيقة فانزعجت من الإنتصارات التي يحققها الجيش العراقي البطل ، وأبناء الحشد الشعبي الأوفياء لوطنهم ومراجعهم ، لأنّ هذه الإنتصارات أفشلت الخطط الأمريكية لتمزيق العراق وتقسيمه استجابة للرغبة الصهيونية ، علما أن أمريكا حددت سقفا زمنيا لتنفيذ مشروعها التقسيمي في العراق لكن المرجعية التي أفتت بالجهاد الكفائي الذي أنتج الحشد الشعبي أضاع الفرصة الأمريكية الصهيونية لتنفيذ المشروع المعَد للعراق ، ولم تحسب أمريكا وحلفاؤها حسابا لدعوة الجهاد الكفائي ، ولم يخطر في عقولهم أنّ المرجعية ستقدم على مثل هذه الخطوة الجريئة والشجاعة .
جون ماكين سفير إسرائيل المتجول أصيب بالهوس بسبب الإنتصارات التي تحققت على الأرض ، ليس هو فقط بل جميع محور الشر في المنطقة الموظف لخدمة الأهداف الإمريكية والصهيونية ، هذا الرجل ماكين حاقد على كل من يقاوم أو يؤيد المقاومة ، بل إنه حاقد حتى على كل من هو على الحياد ، لأنه صهيوني متطرف ، ومنحاز كليا لإسرائيل ، معادلة ماكين التي يؤمن بها إما أن تنحاز لصالح إسرائيل ومواقفها العدوانية ، أو أنت واقع ضمن دائرة الإستهداف الأمريكية والصهيونية .
المراقب لسلوك ماكين وتصريحاته بخصوص العراق ، نراه يدعو في كل مناسبة الحكومة الأمريكية بالتدخل العسكري في العراق من خلال إرسال قوات برية بحجة محاربة داعش ، متجاهلا رفض الشعب العراقي والحكومة العراقية لأي شكل من التدخل البري العسكري ، ومتجاهلا الإنتصارات التي يحققها الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي على الأرض ، وفي آخر زيارة له إلى السعودية وقطر وإسرائيل أعلن دعوته مجددا لأرسال قوات برية أمريكية إلى العراق .
ولا ندري كيف يحارب ماكين داعش وهو يجتمع مع قيادات داعش ؟
والكل سمع بدعم الطائرات الأمريكية في العراق لداعش من خلال تقديم السلاح ومواد الدعم الأخرى عن طريق الإنزال الجوي ، لعبة مفضوحة تقوم بها أمريكا تحت ستار محاربة داعش ، أمريكا وإسرائيل تدعمان جميع فصائل الإرهاب ، لأنهم موظفون لخدمتهم ، وقد سمع الجميع بتدخل سلاح الجو الصهيوني لصالح المسلحين التكفيريين في سوريا ، والإتصال المباشر بين التكفيريين والصهاينة من خلال القنيطرة المحتلة ، إذ تستقبل إسرائيل الجرحى لتداويهم وترسلهم مجددا للقتال ، وماكين مع حكومته يطالبون بتدريب المسلحين الذين اسموهم (معتدلين) لإرسالهم إلى سوريا ، ويتعاون مع أمريكا في هذه المهمة الأردن والسعودية والأمارات وقطر وتركيا .
أخيرا نقول لأمريكا وماكين ولجميع الصهاينة ، وللحكام العرب المتعاونين معهم ، ولأردوغان الإخوانجي ، أنّ فرصتكم قد ضاعت ، ونقول لماكين أنّ الكعبة باقية ، ولن تستطيع هدمها فللبيت رب يحميه .

بقلم: علي جابر الفتلاوي