عزيز الخزرجي

ما زالت ثقافته ألسّادية التي تعلّمها في دوائر المخابرات بوساطه عمّه الذي عمل خادما في السفارة البريطانية ببغداد .. سارية في كلّ أرواح و أركان البلاد, و أشباههُ كُثرْ .. كدعبول بأناقته و ربطة عنقه كما “أربطة” كلّ رئيس و مسؤول متحاصص صار مُمثّلّاً للدِّين والوطن و للثوار و الفقراء من الناس في المحافل ..
هكذا يبرز الفاسدون بعد موت ضمائرهم بسبب لقمة الحرام .. و حين يضيق بلادنا بمفكريّه و مثقفيّه و رواد علمه وفيلسوفه الكونيّ الذي وحده يظهر العلم و الحقّ في كل زمان و مكان؛ فلا أمل ولا حلّ سوى تراكم المآسي و الظلامات, خصوصاً عندما نجعل قادة العرب والأحزاب مُنظرين و فرساناً وأبطالاً يصدّرون القرارات التي لا نتيجة من ورائها سوى هدر الأموال و العمر و الحقّ, و إلّأ هل هناك على سبيل المثال؛ مثقفٌ واحد عتب أو تحدّث عن 10 مليار دولار صرفت على العربان لعقد مؤتمر القمة ببغداد رغم إنّي كتبت 12 مقالاً بيّنت العواقب الوخيمة له, و كان ما كان فبمجرّد إنتهاء ذلك المؤتمر و تصريحات الرؤوساء العرب السلبية أخذت المفخّخات و القتل و الأرهاب مداه .. فعندما تهدر عشرات و مئات المليارات بهذا الشكل و بإتفاق جميع الأحزاب المتحاصصة, فماذا يمكن أن تتوقع عن مصير العراق؟ وعندما نسمح للمجتمع ألأقتصادي الدّولي أن يختار من الحثالة حكاماً ينوبون عن مبدعينا ؛ وعندما يصبح التجسّس على آلوطن والشرفاء لأجل الغرباء سبقاً وفخراً وثراءاً؛ وعندما نصرف حقوق المُستحقين على الفاسدين والمخربيين و البعثيين بدل المجاهدين في الحقّ؛ وعندما نبيع المبادئ بآلنّقد و بآلآجل؛ وعندما يصبح صدّاماً و دعبولاً و محكاناً و شعلاناً أمراء و رؤوساء لأدامة الفساد و بإعترافهم؛ وعندما يصبح مَنْ يُمثّل الأمام الحسين(ع) قاتلاً للناس؛ فلا تتوقعوا إلّا ما تشهدون اليوم على كلّ صعيد .. فما زال الصّداميون قادة يتآمرون وآلبعث منهجاً .. ولا يستبدلون. بئس أمة تنام قريرة العين مع نوابها .. بينما دعبولاً و أحزاباً تنتهز و تتربّص لمغانم أكبر لإعتقادهم: بأن أموال الشعب و الامة, هي أموالاً مجهولة المالك, لذلك لا ضرر ولا ضرار في نهبها و نهب كل ما أمكن من ذلك المال الحرام!؟ فحين يستأسد موظف بعثيّ على فيلسوف كونيّ في دائرة أسّسها الفيلسوف نفسه سابقاً؛ و حين يعتبر بعض المُدّعين هذه القضايا الكبيرة و ا لكبيرة جداً مسائل ضيّقة لا تستحق الوقوف عندها لحلها ؛ فأن آلمحن التي مرّت و تراكمت الآن بحيث يصعب حتى التخطيط – ناهيك عن الحل العملي – لحلها بسبب هذا الجهل, وهي بمجموعها شهادة ذل و نكوص و تجسيد للأنا و التكبر و البعد عن روح الله و روح الأسلام الذي لا يعرفه إلا بعدد الأصابع في العراق. هي مأساتنا التي ساهم آلجّميع بصناعتها .. كإنعكاس لجذور فكرنا وديننا (الثالث) ألذي شاع, وسنحصد نتائجها عاجلاً أو آجلاً, بآلضبط كما حصدنا مِرارات المواقف ألسلبية السّابقة و هزّاتها التي ستصلنا أكثر فأكثر عندما كنا لا نسمع سوى(آني شعلية), بعد ما فُرض بشكل من الأشكال أعيان الأمّة بظل الأستكبار؛ مسؤوليين على من هم أفضل و أقدم وأعلم و أتقى منهم على كل صعيد!
إنّها آلأمّة نفسها التي صفقت وساندت بآلأمس قاتل (ألعدل) و أبنائه الحسن و آلحسين و و الصدر و الثلة المؤمنة بنهجهم في هذا آلعصر! نعم .. هي نفسها التي عبثَتْ وإستأسدت اليوم على العلماء و الفلاسفة الشهداءّ, و لن تفلح أمّة يتقدّمهما رئيس هزيل أو مسؤول ظالم و فيهم من هو أفضل منه .. بل و يهان بينهم آلفلاسفة؛ لذا فلا تنتظروا غير الذّل و الرّكوع تحت أقدام طغاة الأرض وكما تشهدون تداعيهم عليكم وكأنكم عبيد و خدم. فآللعن على أمّة فرغت من المثقفين و العلماء و الفلاسفة .. ألّذين أبوا إلّا أن يقولوا كلمة الحقّ رغم مرارته و ألمه و ما يسببه من الغربة و الجوع و آلوحدة! وحين يُهان ألفيلسوف فعلى الناس السّلام!! ألفيلسوف الكونيّ