تحول مجلس النواب العراقي
‏ الى مجلس حسيني

علي الكاش

الكثير من العراقيين أيدوا التيار الصدري بعفوية في إقتحامه باحة البرلمان العراقي الهزيل أو ‏‏(زريبة الدواب) كما يصفها العراقيون الأصلاء، وسرعان ما انضمت عشائر من الأنبار الى ‏تظاهرة التيار الصدري تلبية لنداء مقتدى الصدر للعشائر العراقية عموما، حيث رفض المقتحمون ‏الصدريون مرشح الإطار التنسيقي ذيل إيران محمد شياع السوداني ـ أحد قادة حزب الدعوة ‏الإسلامية العميل ـ بل هو ظل المالكي، بمعنى ان المالكي سيعود الى رئاسة الوزراء بقناع ‏السوداني، هذا السوداني عبارة عن دمية هزيلة يحركها المالكي كيفما ومتى شاء، لتنفيذ أجندته أي ‏أجندة الولي الفقيه في العراق.‏
الشعب العراقي يريد قائد عراقي وليس سوداني، وهذا الجرذ إذا تذكروا عندما كان وزيرا لحقوق ‏الإنسان اتهم نساء الفلوجة بإغتصابهن من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وبعد ضجة كبيرة من ‏عشائر الأنبار سحب تصريحه، ومع الأسف الشديد لم تثأر عشار الأنبار لشرف نسائهم من هذا ‏الوغد الطائفي. وهذه الثلمة لطخة عار بجبين عشائر الأنبار لن يغادرها التأريخ.‏
وهذا تذكير آخر عن سفالة هذا المرشح السوداني، تأكيدا لما ورد من إنتهاكات في السجون ‏العراقية، زار وفد برلماني‎ ‎عراقي بعض السجون، وأشارت النائبة ( السيدة فوزية الجشعمي) ‏رئيسة لجنة حقوق‎ ‎الإنسان في محافظة بابل عن حالات التعذيب والأعتداءات الجنسية التي ‏يتعرض‎ ‎لها السجناء، خصوصا (سجن الجرائم الكبرى) بقولها ” إن هناك نوع بشع من‎ ‎التعذيب ‏نراه لأول مرة في العراق، ولكوني إمرأة، فأنا لا أستطيع التحدث به‎ ‎وهو إسلوب جنسي يخدش ‏الحياء”. كما ذكرت ممثلة إتحاد الأسرى والسجناء‏‎ ‎السياسيين العراقيين المحامية الفاضلة سحر ‏الياسري في تصريح قبل عامين بأن‎ ‎عدد السجناء بحدود (400) ألف بينهم (10000) إمراة ‏أغتصبت 90% منهن، إضافة الى‏‎ ‎إغتصاب الرجال والأطفال”! ‏
لنستمع إلى آراء أهم المسؤولين حول هذه الجرائم البشعة التي لا يرتضيها إلا من ولد وتربى في ‏بيت دعارة من أب قواد، وأم عاهرة، ونبدأها بأحد سماسرة‎ ‎المالكي وزير حقوق الإنسان وهو يمثل ‏غطاء بالوعة الإغتصابات الجنسية في السجون العراقية السرية والعلنية، انه مرشح التاير ‏التنسيقي المتآكل (محمد شياع السوداني) سودٌ الله وجهه دنيا وآخرة، فقد تحدث إلى‎ ‎قناة الشرقية ‏الفضائية يوم 6/2/2014 وتهكم عما ورد في التقرير والنتائج‎ ‎التي خلص إليها بكل وقاحة ‏وإستهتارقائلا “ان هذا التقرير يتحدث عن السجينات‏‎ ‎باعتبارهن بريئات”! هكذا بكل سفالة ‏ووقاحة.‏
فعلا وزير ينطبق عليه المثل القائل ” أكلأ من غراب‎”! ‎وتركنا حينها للوزير مهمة البحث عن ‏قصة المثل! مذكريه بأن دعوة المظلوم على الظالم‎ ‎سهم دقيق الإصابة، ولا يخطأ هدفه أبدا‎.‎‏ هذا هو ‏مرشح الإطار لرئاسة مجلس الوزراء العراقي، لعن الله من رشحه، ومن إنتخبه نائبا، ومن لم يعاقبه ‏على جرائمه، ومن سامحه على تصريحاته المسيئة لشرف العراقيات.‏
لكن هل سترد له عشائر الأنبار الصاع صاعين، أم إنها تناست تصريحه الوقح عن حرائرها.. ‏إنما نحن نذكر(خصوصا الحشد العشائري الأنباري) عسى أن تنفع الذكرى والأيام القادمة شواهد.‏
ان عودة حزب الدعوة الى المشهد السياسي يعني المزيد من الفساد والخراب والطائفية ودفع ‏علاقات العراق الخارجية الى الحضيض في ضوء وجود وزارة خارجية تقودها طفيليات تعوم في ‏بُركة الدبلوماسية وتطوف الى السطح مع قاذوراتها.‏
وهذا ما فهمه مقتدى الصدر مع انه ثقيل الفهم، وثقيل الجسم والخطوة، لذا فقد كشف بنفسه أو كشفوا ‏له مخطط الإطار التنسيقي فرفضه جملة وتفصيلا. ولكن ما فات الصدر انه لم يتمكن من ان يستظل ‏بمظلة المواطنة العراقية، ويجع العراقيون من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات تحت خيمته، ‏فقد إنفرد بخيمة شيعية بحتة، ليس لها ظل وطني ولا إقليمي ولا دولي، بل أثبت انه لا يختلف عن ‏المالكي في تعصبه للطائفة، فكلاهما كما أثبتت الأحداث الأخيرة لا يعير أهمية لبقية مكونات الشعب ‏العراقي، بل بتمسك بمذهبه، ويستغل قطيعا من الجهلة والمستحمرين، ممن يصروا بشدة على لبس ‏اللجام مهما كان الطريق واضحا ومستقيما، فالعلاقة بين القائد وقطيعه قائمة على إرتداء اللجام.‏
جاء العزاء الحسيني وممارسة اللطم ضرب الزناجيل داخل باحة البرلمان ليثبت ان الإقتحام ليس ‏ثورة او انتفاضة وطنية، بل هو إحتجاج شيعي صدري ضد الإطار الشيعي، لذا فقد كذب ( إبراهيم ‏الجابري) مدير مكتب مقتدى الصدر، عندما صرح للحرة بأن” المعتصمين في مجلس النواب لا ‏يمثلون التيار الصدري فقط وإنما يمثلون جميع العراقيين، وهم يمثلون مختلف شرائح وفئات ‏الشعب”. نقول لهذا الأفاك الماء تكذب الغطاس، راجع الأفلام على اليوتيوب وستجد ان اللطم ‏وضرب الزناجيل وطبخ الطعام والأهازيج الحسينية والتعجيل بخروج المهدي، تفضح أكاذيبكم ‏الرخيصة.‏
من يسعى حقيقة للإصلاح والتغيير يا مقتدى الصدر لا ينطلق من قاعدة مذهبية، ولا يمثل جماعة ‏معينة دون غيرها، وانما ينطلق من قاعدة وطنية لا تفرق بين مواطن وآخر، وهذه واحدة من آلاف ‏السقطات السياسية التي تعثرت بها، يا مقتدى، فلا أنت رجل دين وتفقه فيه، ولا أنت رجل سياسة ‏وتتفهم دهاليزها، ولا بين الإثنين، بل أنت كالغراب ضَيعت المشيتين.‏
من يعتمد على وزير (شعبوثي) كما وصفته بنفسك، سيصطدم بكثير من الألغام والمعرقلات في ‏حقل السياسة، لذا أنصحك مع اعترافي ان عقلك لا يستوعب النصائح، وهذا شأن المستجدين في ‏عالم الدكتاتورية أن تخرج من عباءة الطائفية وتتصرف كمواطن عراقي وليس كشيعي؟ ‏
بصراحة: لا أجد بصيص أمل من فعالياتكم الفوضوية الجديدة، لأن سجل تأريخ إنتفاضاتكم ‏وإحتجاجاتكم مليء بالمخازي والسقطات، ولم تعد الاعيبكم تنطلي على العقلاء من العراقيين، بل ‏تنطلي على قطيعكم فقط، الذين سلموا عقولهم لقائد لا يفهم من القيادة أبجديتها، ومن يسلم عقله ‏لغيره، مستعد ان يسلم له أي شيء، والمعنى في قلب الشاعر.‏
أظن وان بعض الظن إثم، ان مرشح الصدر لوزارة الدفاع سيكون حاكم الزاملي فسجله في وزارة ‏الصحة سابقا فيه صفحات سوداء لا تخفى على أحد، وأرواح الضحايا الأبرياء من أهل السنة ما ‏تزال تلاحقه كظله، ومرشح الصدر لوزارة الداخلية ربما سيكون ذراعه إسماعيل أبو درع الذي ‏كان له دور معروف في الحرب الأهلية عام 2016 ـ 2017.‏
أقول في الخاتمة: جميعكم (عبارة عن قطيع في زريبة فارسية) والإختلاف فيما بينكم يكمن في ‏الجهة التي ترى القطيع، (الحرس الثوري) او (السافاك) او (المخابرات)، مع ان الخامنئي صاحب ‏زريبة القطيع لا يرضى ان يخرج اي من القطيع خارج زريبته، ويلعب بذيله كما يريد، لابد ان ‏يكون الجميع متواجدين معا في زريبتة. لذا بات من الصعب ان يثق العراقي بكم ـ أعني من غير ‏ملتكم ـ، فقد باتت أوراقكم مكشوفة للجميع.‏
أما الدعوة الصدرية المتأخرة التي تلت مراسم عاشوراء في باحة البرلمان بعدم طرح قضايا وافعال ‏ذات طابع طائفي، فهي تذكرنا بمثل عراقي يقول” بعد إنتهاء الزفة، جاءت الرعنة تهلهل”.‏

علي الكاش