حوار مع ملحد عراقي يسأل ” لماذا خرجوا كلهم هاهنا ؟!”
احمد الحاج
اليوم تحديدا واجهت سؤالين بذات المنطوق ” لماذا خرج اﻷنبياء كلهم في الشرق اﻷوسط ولم يظهروا في اليابان والصين والهند والاميركيتين وأوربا ؟ هل نحن أفضل من الجميع حتى نتشرف باﻷنبياء جميعهم من دون سوانا ، أم إننا أسوأ الخلق على سطح المعمورة وأحطهم قدرا فإختصنا الله تعالى باﻷنبياء والرسل كوننا اﻷحوج لهم ولهدايتهم دونا عن بقية الخلق ؟!” .
السؤالان جاءا بعد سؤال مضاد عن أسباب إنتشار الإلحاد في العراق ووجوب مواجهة الملحدين بشدة بدلا من توجيههم وحوارهم بالتي هي أحسن ومناظرتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ما إضطرني الى الرد بـ” أوقفوا مسلسل السرقات والفساد المالي والإداري والسياسي الذي يمارس الكثير منه معممون سياسيون داخل العراق – سفردحي وسفور خارجه – أو من ينوب عنهم ويمثلهم ويعلق صورهم ويتذرع بفتاواهم ويحتمي بأسمائهم وعناوينهم ويفوز بالانتخابات ويظفر بالمناصب ببركاتهم من جهة ، وإمنعوا – المساطيل – من سوق اﻷساطير في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها اليوتيوب والحديث عن فضل الجكليت الشافي المعافي للأمة والكباب المعالج لجميع اﻷمراض الإنتقالية والمتوطنة والكفتة والحرمل والباذنجان الذي شهد بالولاية والسمك ذي القشور صاحب اﻷخلاق الحميدة الذي يختلف كليا عن نظيره اﻷملس سيئ الخلق ما لايصلح للقلي وﻻ للسكف في شارع ابي نؤاس وﻻ في غيره ، والتمييز بين إيمان الرقي اﻷحمر وكفره من خلال قياس درجة حلاوته من عدمها ، إذ أن اﻷول موال ﻵل البيت فيما الثاني معاد على حد زعم – المسطول – اليوتيوبي الذي ساق اﻷكذوبة وماشاكل وكلها فتاوى تجارية بحتة ﻻ علاقة لها بالدين مطلقا ،و أزعم بأن أول من أطلقها هم -كبار التجار – في أسواق البصرة والكوفة وبقية اﻷمصار لتمشية بضائعهم وبيع منتجاتهم وتكليف بعض – اﻷبواق – لأضفاء مسحة دينية أو مذهبية عليها وإختراع قصص وهمية ونصوص دينية بشأنها مقابل نسبة من المحصول ﻻ أكثر تشبه قصيدة ” ربيعة بن عامر التميمي، الشهير بــمسكين الدَّارمي ” والتي سوق بها الخمار الأسود بعد كساده لحساب أحد تجار العراق ،حتى نفدت جميعها وأصبحت مطلبا لكل النساء بل وأصبح هذا الخمار اﻷسود والى يومنا هذا ومنذ 1300 عام يوم نظمت فيه القصيدة هو المحبب لنساء الخليج العربي وعموم الشرق مع ان اللباس اﻷبيض هو اﻷصل ، قال فيها :
قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ.. ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصـــلاةِ إزارَهُ .. حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصـــيامَهُ.. لا تَقتُليهِ بِحَـــقِّ دِيــنِ مُحَــمَّدِ
خلاصة الإجابات في العادة أمام هذين السؤالين الحائرين ، أن هناك مئات الرسل واﻷنبياء ارسلوا الى جميع اﻷقوام وأن المذكورين في القرآن الكريم هم فقط الذين ظهروا هاهنا ”
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ” .
وبدوري أسأل كم هو عدد معتنقي المسيحية والاسلام في العالم كله ؟ الجواب ان المسيحيين يشكلون 2.2 مليار من مجموع سكان اﻷرض أي 32 % فيما يبلغ عدد المسلمين 1.6 مليار مسلم بنسبة 23 % بمعنى 55% من البشرية هم إما على المسيحية أو الإسلام ، هاتان الديانتان خرجتا من رحم الشرق اﻷوسط وانتشرتا في أرجاء العالم كله وبالتالي فهذا الشرق أولى بذكر اﻷنبياء وقصصهم وعبرهم من سواه ﻷنه منطلق الديانات التوحيدية ، أما الهندوسية وعدد معتنقيها مليار فهي ديانة لم تغادر الهند ولن تغادره ﻷنها مصممة على تراث ومقاس الهند وطبيعتها الجغرافية والطبوغرافية والاجتماعية بل والموسيقية أيضا ، فضلا عن كونها ديانة غير تبشيرية بخلاف الإسلام والمسيحية ناهيك عن إن هناك من يؤكد بأن الهندوسية في أصلها ديانة توحيدية حرفت بمرور الوقت ، وهناك 500 مليون بوذي في آسيا والمحيط الهادئ وهذه البوذية ﻻتصلح دينا ..لماذا ؟ ﻷن بوذا وهو محورها لم يدع الى دين قط وإنما كان مصلحا إجتماعيا حتى إن بعض المؤرخين يعتقدون بأن هذا الرجل ملحد او ﻻديني وبعضهم يعتقد أنه شخصية وهمية وإن اتباعه هم من حولوه الى إله – سمين – يدعو الى اﻷكل الذي لايتعارض مع الفضيلة ومقاومة الغرائز بعد ان إنشق على الهندوسية التي تدعو كأحزابنا الى التقشف والموت جوعا تمهيدا للاتحاد مع الذات العليا المقدسة – النيرفانا – للتخلص من دورة التناسخ المقيتة على حد زعمهم وفق مبدأ الكارما ” الثواب والعقاب ” ، وبعضهم يعتقد أنه نبي أو رسول ، أما عن بقية الديانات وقد إطلعت على معظمها “، المانوية ، المزدكية ،المجوسية ، الثنوية ، الزرادشتية ، الشنتو ، الداوية ، القاديانية ، البهائية ،الكونفوشيوسية ، السيخ ، الصابئية ، إضافة الى الديانات الطوطمية والصنمية ، سواء تلك التي تعبد الظواهر الطبيعية أو الجمادات أو المخلوقات ، فمعظمها بإستثناءالصابئية المندائية ، منها ماهو مخترع حديثا ومنها ماهو خليط بين العديد من الديانات أو – من كل جدر كباية – ومنها ما هو محرف عن ديانة توحيدية سابقة يصدق فيها قولهم ” إن حضر لايعد وان غاب لايفتقد !
وأضيف أن الديانات الكبرى – سواء التوحيدية او الطوطمية التي أثرت في البشرية كلها ظهرت في كنف حضارات سادت ثم بادت وكلها هاهنا في هذا الشرق اﻷوسط – وان كنت لا احبذ هذا المصطلح الإستعماري – فمن سومر واكد وبابل وآشور ومصر الفرعونية إنتقلت الى عوالم أخرى وكان لزاما إن يشدد القرآن الكريم على ذكر الرسل والانبياء الذين ظهروا لتفنيد هذه الديانات من رحم هذا الشرق الذي إنبثقت منه ايضا ، عيون المسيحيين كلها في أرجاء العالم ترنو الى بيت المقدس – يعني الشرق – وليس الى اوربا والاميركيتين، عيون المسلمين كلها ترنو الى الكعبة – يعني الشرق – وليس الى هونولولو وشنغهاي ومومباي و لندن ونيويورك وروما وبرلين وموسكو وباريس !
عيون اليهووووود ممن يسيطرون على العالم بأسره ماديا وسياسيا واعلاميا وعسكريا وتجاريا مع إن عددهم حول العالم ..شكد تتصور ؟ 14 مليون فقط ترنو بدورها الى هذا الشرق ، وكل مؤسساتهم واذرعهم اﻷخطبوطية بدءا من مصارف آل روتشيلد وآل روكفلر و الماسونية وايباك وبيلدبيرغ وفرسان الهيكل ، والجماجم والعظام ، وبناي بيرث ، والروتاري ، والليونز ، والتنويريين ، واللادينيين ، والرائيلية ، وكنيسة مون ، وكنيسة الشيطان ،منظمة التجارة العالمية ، البنك الدولي ، صندوق – الحقد – الدولي ممن يسيطرون على العالم كله بمايطلق عليه اصطلاحا – الحكومة الخفية للعالم – ابصارهم تتطلع بل ورموزهم وشعاراتهم ايضا الى هذا الشرق الكبير ، الصراع الدولي كله هاهنا باﻷمس واليوم وغدا !!
واختم بقوله تعالى ” اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ “، وقوله تعالى ” لَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ” .
وأسأل ماهي أبعد نقطة جغرافية وفكرية وتأريخية سرنا اليها إمتثالا ﻷمره تعالى جسدا وعقلا وروحا ؟ على علمي أن بعض العراقيين وبرغم تجاوزهم العقد الثالث من العمر لم يشاهدوا الموصل ولا البصرة حتى الان ..سيروا وتأملوا وإعتبروا يا أولي اﻷلباب لعلكم تتبصرون . اودعناكم اغاتي