حوار الرحيل …
كان الحوار بيني وبين ذكرياتي فقلت لها أريد أن أستأذن الوقت ساعة أجلس فيها من دون تفكير…لا شيء اريد قوله، لا شيء اريد فعله كلام ككل الكلام وقليل منه زيادة عليه ،أريد أن أجلد ذاتي، اقول لمشاعري يا صديقتي كوني وفية لرحيلهم، كوني كجندي مخلص لقضية ولا تهمك العناوين والمسميات فهذا يسميك شهيدة واخر يطلق عليك فقيدة ولكنك في حقيقة الأمر أنت قتيلة الرحيل !
لا تسألي ما السبب وان تعددت أسباب الرحيل والقتل ، لا تعاتبي من اشعل الفتيل ، تجردي من كل العبارات ، كوني كغيمة إن لزم الصمت ،تجردي من المسميات ،من صفاتك ، من انفعالاتك ولو لبعض الوقت وادخلي في مملكة البرد كملكه خائفة من كل الشرق الحار، هكذا تكوني جديرة بأن تحيي حياة تشبه الموت ، أخبرتك يانفسي من قبل بأنني سأشعل بردك ناراً واليوم
اقف متجمدة فماذا عساني أن أقول؟
لم أكن أنوي لقاءك ولكنها أقدار السماء ، كم كنت أنوي أن أنام فصلا كاملا في الشتاء
مخافة ان يدهمني البكاء والحنين فيعريني أمامك ويسحقني الحنين مكبلا بالذكريات …
أيها الشتاء كن لطيفاً معي لهذا العام فقط وأعدك بأن لا أكتب تأريخا للعبة ذكريات الحنين.
يقولون بأن العزلة مرض نفسي يحتاج الى علاج ، وأقول لقد تعددت طرق الحنين والذكريات يا صديقتي ولكنها جميعاً تمتلك نفس الطرق وذات الأبواب فأنا لا سلطة لي على الرحيل والذكريات فسامحيني إن بقيت أنا هنا وانت أردت الذهاب.
ذكرى البياتي