“الفسادالناعم”
جواد أبو رغيف
(حجم الظلم بقدر مساحة المؤذي،فقد يقف موظف الاستعلامات إلى جانبالطاغية صدام بذات الدعوى أمام السماء،ليقطع تذكرة المرور إلى سكنه الأبدي….جهنّم).
عادة ما يشتكي الكثير من ما يجري، وما نلاحظه من سوء مفرداتنا اليوميةبجميع مفاصل الحياة.
“الموظف المأزوم” الذي يستهدف معاملات المواطنين بجميعدوائر الدولة،ويعرقل انجازها.هو احد أسباب “الاحتقان الاجتماعي” المسبب لجميعالأزمات الاجتماعية. على الدولة أن تضع قوانين رادعة بحق مثل ذلك الموظف فهو”عمل إرهابي” ،سيما ما يتم بقصديه وتعمد تنفيذاً لإرادات سياسية.
 ليس مستحيلاً على الدولة أنتضع “كوابح ” لمثل هؤلاء الموظفين،مع توفر معايير تقييم الأداء والجودةالوظيفي،وضبط سلوكيات الموظف.
الجميع يدرك ان سبب ما حل بنا ناتج عن “غدة  الفساد السرطانية”،المرجعية الدينية بُحصوتها،وأول ما يتشدق به رئيس الوزراء عند التكليف محاربة الفساد.
“لكننا نرى جعجعة ولا نرى طحين”!.
 نكتشف الخلل ونكتفي بالنقددون تقديم البديل ، وأمسينا نشخص المرض دون أعطاء وصفة للعلاج.لأننا انشغلنابماهية المعالجة،فالبعض يريد علاج “رأس السمكة” فيما يرى آخر علاج”ذيلها”،وبين ذيلها ورأسها كانت محطتنا!.
حقيقة يجب أن ندركها أن البناء يبدأ من القاعدة وصولاً لقمةالهرم،مفروغاً من صلاح الهرم،(فإذا صُلح الولاة صلحت الأمة).
الجميع حالياً مشغولون بالشخصيات التي يقدمها السيد رئيس الوزراءالمكلف.
صحيح أن ذلك مهم،لكن ما لا يقل عنه أهمية هو أعادة النظر في  مسيرة الدولة العراقية،ووضع الحلول الناجعةلتحقيق “دولة الإنسان” التي يساهم في بنائها موظفيها بشكل أفقي،ابتداءمن موظف الاستعلامات في أقصى دائرة في “رأس البيشة” إلى أقصى سيطرةحدودية في شمال أو غرب العراق.
وذلك يتحقق بتفعيل القوانين المعطلة على رفوف مؤسسات الدولة العراقيةمنذ تغيير النظام ولحد اللحظة،حتى  لانتحول  إلى “دولة سائبة”.
aburkeif@yahoo.com