تتعقد الامور في العراق يوما بعد يوم ، و يتشدد السياسيون أكثر فأكثر، و يشوش الكتاب المغرضون الحقيقة يوميا وبحماس شديد من الفجر حتى السكون ، كلها تسير بتسارع عجيب، و كلهم بعيدون عن مدى فهم و تجاوب الشعب لما يكتبون و يحرضون. و قسم غير قليل من  القلة من الكتاب الشرفاء تتخاصم لأغراض شخصية. و بكلمة صريحة اصبحنا في واد، و الشعب في واد وفي متاهات مظلمة صنعناها و وضعناها لهم  نحن لأن (النخبة) هي التي تعقد الأمور.

لا يجوز لأمناء او لموظفي مفوضية الانتخابات بالاستقالة الفورية، هذه  هي القوانين الادارية للبلد و لكل موظف في الدولة العراقية.  يمكنهم ان يقدموا الاستقالة ولكن ان يضعوا، او يحددوا يوماً معيناً لانفصالهم عن العمل يتفق به مع صاحب الشأن، و لا يجوز ان يكون اقل من شهرين عن انتهاء عملهم. و بعد تخليص كل ما في ذممهم من أموال و معدات و مسؤوليات. و إن تركوا العمل سيصبحون مسؤولين قانونيا عن مهماتهم غير المنجزة و هذا الخلل س يحددها العدل و القضاء  ، و ليس اي عدل بل العدل ( غير المنحاز)  لا سياسيا  و لا  حزبيا .

بعد الاستفسار اتضح بانهم قد قدموها لرئيس الهيئة، الذي لم يقدم استقالاتهم رسميا بعد، إذا هم مستمرون في اداء واجباتهم الى حين تقديمها رسميا. و بعد تقديمها ستكون الاجراءات اللازمة كما اسلفتها في اعلاه . لكن  من اكبر( الكبائر ) الاخطاء الادارية ان يخل او يتنصل الموظف عن مهمته او عن واجباته  الحكومية التي كان و مازال يتقاضا رواتب عنها .

و يفرض السؤال نفسه هنا على المفوضية ، هل هذا ضحك على ذقون الشعب العراقي منكم و من قبل كل الاحزاب و النواب و السياسيين و حملة الاقلام التي لا تنام  فتتغذى بلوعة هذا الشعب الذي امطرتموه و تمطرونه (ادارة المفوضية) بآلاف الاعلانات منذ ايام تحديث السجلات، ومنذ  حث الناس على الذهاب بأنفسهم لاستلام البطاقة الذكية و اليوم مازلتم تحثونهم للتوجه و المساهمة في الانتخابات؟؟؟ اما سياسيو الصدفة و كتابها و مروجيها و انتهازيها فاصبح اليوم عيد ثالث لهم كالقطط التي تسعد بعمى اهلها.

من يقرأ؟ هذا ما نشهده من حملات تخويف و تسقيط و طائفية و عنصرية حتى اصبحت تفوق سعة هذا الكون. من سيقرأ اذاً؟ نكتب و نتمنى ان يسمع الناس البسطاء كتاباتنا عسى أن نقلل من مخاوفهم على حقيقة و عن الانتخابات التي صرفت عليها عشرات من ملايين الدولارات، وربما بدون حساب من اجل اكمالها . كان على امانة المفوضية ان يستشيروا  من لهم اطلاع قانوني في امكانية الاستقالات او حقوقها و تبعاتها ، إلا إذا كانوا كما نحن  نعيش في صحاراء ( اللا نظام ) . فلكل منا خنجره و مسدسه و يمكن ان يقتل اي انسان بلا حساب و لا رادع عند اي بوابه حراسات .

 

جريمة قتل الدكتور محمد بديوي الشمري غير طائفية (هذا صحيح)، لكنها نتيجة الشحن الطائفي، وإلا كيف يصف السيد  وزير البيشمركة قتل انسان بريء  بانه (حادث صغير)؟ و كيف يصفه آخرون من الطرف الآخر بانها جريمة ارتكبها الشعب الكري نكاية بالشعب العربي؟ فتصاعدت حدة التطرف من كل الاطراف والاتجاهات. الا يستحق  منا ان نكتب عن صاحب المدى و كمية السموم التي ينفثها للتفرقة بين الشعب الكردي و العربي كما كان و مازال ينفث السموم للتفرقة بين السنة و الشيعة. فهذا الرجل مأجور و يكتب هو و من معه من منطلق سعر القطعة و كمية السموم و انكشف حتى لمموليه و لاولياء امره .

ان تكتب او لا تكتب، كيف نتخلص من نداء الضمير الذي زرع في  العقول  منذ الطفولة؟ و عن هذا المزروع الآخر في حب الناس و البلد الذي بذر و زرع  و تربي و نما بين الجوانح لا يفارقها و لا يعتقها و لا يتركها  لتستقر في اماكن هجرتها ؟ كيف لا يكتب الناس و تتراكم المشاكل  من الجميع قبل يوم الانتخابات و كأنها جزء من معداتها ومطبوعاتها و دعاياتها؟ كيف لا تكتب الناس وهي ترى كيف اصبحنا اعداء انفسنا  فننغص على أنفسنا حتى افراحنا.

هي نفس تلك المشاحنات التي تربى عليها هذا القاتل و التي تعمقت في رأسه و في تربيته  فأصبح  اطلاق الرصاصة من اقرب من نصف متر في رأس انسان مسالم متعلم  و معلم و مربي ، اصبحت هي البطولة و العنجهية و القومية والشوفينية و الطائفية ، ان لم تكن قد تربت على افكار بعض  السياسيين انفسهم فمن يغذيها و يشجعها . يقول عضو لجنة الثقافة من الكتلة الكردية ان القاتل (جندي من الجيش العراقي) الا يجب  على هذا النائب  من ان اضلفة حقيقة مهمة باضافة كلمة توضيحية لن تضره مثل (انه من البيشمركة و لكن بعهدة الجيش العراقي) مثلا مثلا !، ام انه من الامراء  الذين ترعرع هذا القاتل في صحارى  افكارهم. ام  كان على الحادث المشين و على المجرم اللئيم ان ينتظروا  صدور قانون الاحوال الجعفري لتكون الامور اكثراغراء و اكثر اثارة و اكثر تعقيدا؟ و ان ينتظروا بقية القوانين كالقانون السني والمسيحي و الصابئي وغيره من القوانين الدينية والمذهبية والعنصرية، في وقت نعترف جميعاً بأننا عراقيون و متساوون في الحقوق و الواجبات ، و  ان قانون واحد موحد واسع عادل سيكفينا  و يوحدنا ، ام هو الاصرار على التشتت كصديق للتخلف ؟ 

فمن سيقرا  يا ترى في خضم هذا الكم الهائل من العراك و الخصام و المشاكسات و المناكدات و تبذير المال العام و عدم الاهتمام بالوقت و ضرورياته و أحكامه. كتب معلقا احدهم لكاتب عن موضوع الشهيد الشمري: هكذا ،،، (انت لا تحشر انفك فيما لا يعنيك)!! و لنفرض ان الكاتب قد طالب بالحرب على الشعب الكردي. سيسمي هذا المعلق  نفس الكاتب بالبطل الوطني الاصيل. كيف لا يكتب من عنده قلم شريف وكلمة مهمة من واجبه أن يقولها للناس ؟ اذاً  فالأصالة و البطولة تنبع من التحشيد  والتعقيد  العرقي و من  التطرف .

اين العقل اذاً؟ فاما  ان نكتب  عن الحق كله، او لا نكتب  اي كلمة لنعفي هذا الشعب من شرور انفسنا و غلونا و سوء ظننا. سنجد عندها كثير من القراء يتبعهم المعلقون و يصادقون الطائفيين و العنصريين و كل من امتهن الكلام غير النزيه .