تعتبر بغداد في الوقت الحاضر رابعة كبريات العواصم الإسلامية من حيث حجمها السكاني وتتميز بغداد بالشوارع العريضة المتقاطعة بخطوط مستقيمة تطل عليها العمارات حديثة الطراز. ويقدرعدد سكان بغداد بـ 7 ملايين حالياً. وتشير الدراسات إلى أن العاصمة بغداد تعد واحدة من أسرع مدن العالم نموا حيث بلغ عدد سكانها في عام 2008 حوالي ستة ملايين نسمة، ومن المتوقع أن يصل عددهم الى 10,5 مليون نسمة بحلول العام 2030 . وتشغل مدينة بغداد مساحة قدرها حوالي 1000 كيلو متر مربع.
وهي مركز اقتصادي مهم والمقر الرئيسي للصناعة في العراق كما تعد مركزًا تجاريًّا رئيسيًّا وحلقة وصل بين تركيا وسوريا والهند وجنوب شرق آسيا والسوق التجاري الرئيسي في الدولة وأيضاً تعد أيضاً مركزًا سياحيًّا هامًّا يزوره أكثر من مليون سائح في السنة قبل الحصار حيث كان المطار الدولى يعمل وتعد أيضا بغداد من المناطق الزراعية حيث إن كثيرا من توابعها يعتمد على زراعة كثير من الغلات.
موقعها
تقع مدينة بغداد على بعد 90 كم شمال موقع مدينة بابل الأثرية اضافة إلى أنها تقع على بعد بضعة كيلومترات عديدة شمال غرب مدينة قطيسفون (المدائن) التي بناها الاغريق قبل الميلاد وورثها الفرس والتي استمرت كمركز رئيسي للبلاد حتى حلت محلها بغداد في أوائل العصر العباسي. وتكمن أهمية موقع بغداد في توافر المياه وتناقص أخطار الفيضانات مما أدى بدوره إلى اتساع رقعة المدينة وزيادة نفوذها إلى جانب سهولة إتصالها عبر دجلة بواسطة الجسور التي تربطها بالجانب الأيسر من النهر.

تاريخها
يعتبر العراق، البلد الوحيد في العالم الذي احتوت أرضه هذا العدد من العواصم الامبراطورية الكبرى التي حكمت المنطقة: بابل ونينوى والمدائن، ثم أخيراً (بغداد) عاصمة أكبر امبراطورية عراقية (العربية الاسلامية العباسية)، التي حكمت أجزاء آسيا وافريقيا خلال عدة قرون (من عام 150هـ / 767 م إلى 656هـ / 1258 م) ان (أبو جعفر المنصور) ثاني خليفة عباسي هو الذي أمر ببناء بغداد عام 145 هـ 762 م على نهر دجلة على شكل دائري. وهو اتجاه جديد في بناء المدن الإسلامية، لأن مـعظم المدن الإسلامية، كانت إما مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضاوية كصنعاء. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن هذه المدن نشأت بجوار مرتفعات حالت دون استدارتها. ويعتبر تخطيط المدينة المدورة (بغداد)، ظاهرة جديدة في الفن المعماري الإسلامي ولاسيما في المدن الأخرى التي شيدها العباسيون مثل مدينة سامراء وما حوته من مساجد وقصور خلافية فخمة. وإلى جانب العمارة وجدت الزخرفة التي وصفت بأنهما لغة الفن الإسلامي، وتقوم على زخرفة المساجد والقصور والقباب بأشكال هندسية أو نباتية جميلة تبعث في النفس الراحة والهدوء والانشراح. وسمي هذا الفن الزخرفي الإسلامي في أوروبا بأسم أرابسك.
وصلت مدينة بغداد لذروتها العلمية والثقافية في عصر الخليفة العباسى الثالث هارون الرشيد، سنة 184هـ، 800 م، بلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة وصارت مركزًا مهماً للتعليم. وفي عام 656هـ/ 1258م. احتل هولاكو بغداد وبهذا أفلت شمس الخلافة العباسية في بغداد بعد أن أشرقت عليها أكثر من خمسة قرون، وكان أفولها كارثة على الأمم الإسلامية كافة. وقد أبقى هولاكو في أول الأمر الأوضاع الإدارية في بغداد على النمط العباسي تقريباً، ورتب جماعة من الرقباء والأمناء ليشرفوا على كل شيء، وبذلك أصبحت حكومة بغداد مدنية تحت إشراف حكومة عسكرية، ولم يلبث هولاكو أن حول الموظفين العراقيين إلى موظفين من الإيرانيين. وفي العهد الجلائري غزا تيمورلنك بغداد أكثر من مرة كان أخرها عام 803هـ / 1400م. حيث فتحها عنوة وفتك بأهلها فتكاً ذريعاً. واستمرت بغداد وباقي العراق تحت حكم القبائل التركمانية حتى عام 1509 حيث سيطر الصفويون بقيادة الشاه إسماعيل الصفوي على المدينة، وبقيت تحت سيطرة الصفويين حتى إنتزعها العثمانيون عام 1535 م، ولكن ما لبث الصفويون أن عادوا ليسيطروا عليها عام 1624 حتى 1639 حيث دخلها السلطان العثماني مراد الرابع عام 1638 وبقيت تحت الحكم العثماني حتى قدوم الأنجليز في آذار1917م، ووقعت بغداد ككل مناطق العراق الأخرى تحت الإنتداب البريطاني.
علماً بأنه طيلة هذه القرون استمرت بغداد عاصمة للعراق بصورة مباشرة او غير مباشرة. ففي الفترة العثمانية، رغم ان العراق الحالي كان مقسماً الى ثلاث ولايات: البصرة وبغداد والموصل، الاّ ان والي بغداد كان هو المركز القائد لباقي الولايتين.

معالمها
تضم مدينة بغداد العديد من المعالم الشهيرة منها الحديث والترفيهي والخدمي ومنها الديني والأثري. ومن هذه المعالم: مدرسة الآصفية، جامع مرجان، جامع القبلانية، المدرسة المستنصرية، جامع الخلفاء، الحضرة الكاظمية، جامع حسين باشا، جامع الإمام الأعظم، ساعة بغداد، برج بغداد، مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني، المحطة العالمية في بغداد (محطة القطارات)، نصب الحرية (في ساحة التحرير)، تمثال كهرمانة، جزيرة بغداد السياحية، المقبرة الملكية في الأعظمية، ملعب الشعب (أكبر ملاعب العراق لكرة القدم)، مكتبة بيت الحكمة، ساحة الاحتفالات (أقواس النصر)، نصب الجندي المجهول، قصر المؤتمرات، الجسر المعلق والجسر ذو الطابقين، بالاضافة إلى أسواق بغداد القديمة في وسط المدينة كسوق الشورجة وسوق الغزل.
ينقسم مركز العاصمة إلى الكرخ على الجانب الغربي لنهر دجلة، والرصافة على الجانب الشرقي للنهر وفي كلا الجزئين نجد المباني الحديثة وعلى جانب الرصافه توجد منطقه المراده ذات الشوارع الضيقه والمحلات الكثيره ويقصدها معضم سكان بغداد للتبضع.
أحياء بغداد
أحياء الرصافة : الاعظمية، البتاويين، الكرادة، الشعب، بغداد الجديدة، الزعفرانية، الوزيرية، شارع الفضل، شارع السعدون، الثورة – مدينة الصدر حالياً، الشيخ عمر، شارع أبو نؤاس، حي أور، 9 نيسان، حي الغدير، حي البنوك، شارع فلسطين، شارع النضال، شارع المغرب، الصليخ، الجادرية، الباب الشرقي، المسبح، البلديات، كمب سارة، الحسينية، زيونة، المشتل، بوب الشام، الراشدية.
أحياء الكرخ : الكاظمية، العامرية، المنصور، منطقة القادسية، الدورة، السيدية، الغزالية، حي الجهاد، مدينة الحرية، الشعلة، حي العدل، حي الخضراء، 14 رمضان، حي الاعلام، حي الكندي، العطيفية، حي العامل، الشرطة الرابعة، حي التراث، الزوراء، شارع حيفا، الحارثية، البياع، الصالحية، الوشاش، حي اليرموك، حي الجامعة، عرب جبور.
جسور بغداد
جسر الأئمة، جسر الأعظمية، جسر الشهداء، جسر الجمهورية، جسر الأحرار، جسر الرشيد، جسر بغداد المعلق، جسر الجادرية، جسر ذو الطابقين، جسر باب المعظم، جسر المثنى، جسر الصرافية، جسر الدورة.
أما المناطق الصناعية فتمتد من مركز بغداد إلى خارجها وضواحيها مثل منطقة التاجي الصناعية شمال بغداد.