لا زالت التصريحات الإعلامية المتضاربة بين السعودية و إيران تشكل مصدر قلق في الشارع العراقي في وقت نرى فيه حكومة العراق تلتزم الصمت ولم تتخذ أي موقف جاد لوقف التدخلات الايرانية و السعودية في الشأن العراقي تلك الصراعات التي جعلت من البلاد ساحة لنصفية الحسابات فيما بينها دون أن تراعي مصالح العراقيين و تجنبهم خطر التراشق الاعلامي في التصريحات وما ستؤول إليه من مخاطر جمة تحمل في طياتها شتى انواع الخراب و الدمار مما ستؤدي بالبلاد إلى شفير حافة الهاوية وهذا ما تسعى إليه جميع الاطراف المتنازعة على احتلال و البلاد و استعباد العباد مما يجعل مستقبل العراقيين يشوبه الغموض و ينذر بكوارث وخيمة لا تبقي و لا تذر فبسبب تلك التعنتات الاعلامية و الاراء المتقلبة للقيادات الدينية و السياسية في السعودية و ايران و تعاظم جبروت كلاً منهما و محاولاته الجادة في زيادة نفوذهما بالمنطقة فقد تناقلت وسائل الاعلام في الاونة الاخيرة خبراً مفاده عن اشتراك المئات من افواج الحشد الطائفي الممول من قبل ايران في معارك طاحنة باليمن إلى جانب المليشيات هناك و المعروف أن اليمن تشهد معارك عسكرية بين حكومة البلاد المدعومة من قبل دول الخليج بقيادة السعودية وبين ما يسمى بالحوثيين و مَنْ يقف إلى جانبهم التي تقف إيران خلفها و تقدم لها الدعم اللوجستي الكامل من حيث التسليح و الاعتدة و المقاتلين في خطوة تعدها طهران بالمهمة لبسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط برمته الان نقول المعروف أن الحشد هو لطرد الإرهاب من العراق وحسب ما تضمنته فتوى السيستاني المطالبة بالجهاد فهل أصبحت اليمن جزءاً من العراق حتى يزج الآلاف منهم في معارك لا ناقة و لا جمل فيها للعراقيين بل بسبب المهاترات و التصريحات المتبادلة بين المرشد الإيراني و مفتي السعودية وكل منهما يغني على ليلاه و العراق في غنى عن تلك الحروب الدموية فيا ترى أن سيكون العراق في ظل هذا التراشق الإعلامي بين طهران و الرياض ؟؟؟ فيا عراقيون متى تخرجون من سباتكم الطويل ؟؟ أما آن الأوان لانقاذ العراق من براثن كل محتل و اذنابه من سياسيين فاسدين و مرجعيات إيرانية الولاء تعمل بالدهاليز المعتمة لخدمة مشاريع أسيادها المحتلين الرامية لسلب الخيران و نهب للمقدرات و طمس للثقافة و العراقة والهويات و قتل للحريات و تدنيس للمقدسات و هتك للأعراض و إهانة للكرامات العراقية كلها لم تحصل لولا وجود تلك الأذناب الفاسدة من قيادات و أحزاب و كتل سياسية فاسدة و مرجعيات لا هم لها سوى خدمة مصالحها الفئوية و بقاء واجهاتها المزيفة .

Anbaky5555@yahoo.com

بقلم/ محمد العنبكي
العراق / بغداد