الى بركي ميللر( Burgi Müller) , الإنسانة التي أخفت
مرضها عني , لكي لا أتألم , لأنها كانت تدرك مدى علاقة
الحبّ, التي كانت تربطنا . لقد تركت برلين وذهبت الى بلدها
سويسرا, ولا أعرف إن كانت على قيد الحياة أم إنّها توفيت .
لقد آثرت أن تموت بصمت دون أن أعلم . أهدي هذه
القصيدة , التي تصور آخر لقاء لنا في مصر..لقاء
الوداع الأخير
ولمّـــا احتوانــا الطريــقُ الطويــــل ُ
وغابَ المطــارُ مـــــع َ الطــــائــره ْ
غفـــتْ فوق َ صدري كطفـل ٍ وضمّتْ
يـــــديَّ كعصفـــورة ٍ حائــــــــــره ْ
أحبّـــــك َ ــ قالــــــت ْ ــ وأنفاسُـــــها
تطــوّق ُ أنفاســـــي َ النافــــــــــــره ْ
لأجلك َ أعشــق ُ نخْـل َ العـــــــراق ِ
وأعشــــــق ُ أهــــــــواره ُ الساحره ْ
وأعشـــق ُ مصْر َ لأنّــــك َ فيـــــها
تمجّـــــد ُ آثـــارهـــــا النـــــــــادره ْ
صمــتُّ وحــرْت ُ بماذا أجيــــــب ُ
تذكّــــرْت ُ أيّامــــــــي َ الجائــــره ْ
تمنيّت ُ أنّـــي نســـــــيت ُ الوجـــود َ
ونفســــي وعشــت ُ بلا ذاكـــــــــره ْ
فقلْــت ُ وإنّــي أحبّـــــــك ِ جـــــــدا ً
بكُثْـــــــــر ِ نجـــــوم ِ السما الزاهره ْ
مكـــــانك ِ في القلْب ِ يا حلوتــــــي
وليس َ ببغـــــــداد َ والقاهـــــــــــره ْ
وخيّــم َ حزْن ٌ علــــــى وجههـــــا
بلوْن ِ غيــــــــوم ِ السمــــا الماطره ْ
وقالت حبيبي إذا غبت ُ يـــــــوما ً
فلا تحْسـَــــبنْ أنّـنــــــــي غــادره ْ
ولا تحـــزننْ سوف َ أأْتـــي إليك َ
وتشعــــر ُ بي اننــــــــي حاضــره ْ
سيحملنـي الفـــــلُّ والياسميــن ُ
إليــــك َ بأنفاســـــــه ِ العاطــــــره ْ
وســـالت ْ علــى خدّهـــا دمعة ٌ
فضقْـــــت ُ بأفكـــــــاري َ الحائـره ْ
نظـرت ُ إليها أريــد ُ الجـواب َ
فردّت ببسمـتهــــا الســــــاخــــره ْ
قصــــدْت ُ المزاح َ فلا تقلقَـنْ
خيــــــالات ُ عابثــــة ٍ شاعــــــره ْ
أجبت ُ هو َ البحـر منتظــــــر ٌ
يريـــــــد ُ لقاءك ِ يا ساحـــــــــره ْ
هنالك ّ في المـــوج ِ نرمــي الهموم َ
وأوهـــام َ أزمنـــــــة ٍ غابـــــــره ْ
نخـــطُّ علـــى الرمْل ِ أسماءنـــــا
كطفليْــــن ِ في دهْشـــــة ٍ غامـره ْ
ونرشــف ُ في الليل ِ كأسَ الهوى
تســـامرُنــــا نجمــــــة ٌ ساهــره ْ
ويوقظنا البحر ُ عنْـــد َ الصباح
فنصغـــــي لأمـــــواجه ِ الهادره ْ
ومـــرّتْ على البحْـــر ِ أيّــامنا
ســـراعا ً وعادت بنـــــا الطائره ْ
فقـــدْ كان َ هــــذا اللقاء الأخير
فقــدْ رحلـــــتْ جنّتـي الناضــــرهْ
وليس سوى الجرْح يحيـــــا معي
كوقْـع ِ السكاكين ِ فــي الخاصره ْ
كتبت القصيدة في يوم 2.7.2012