يحاول قادة العهد الجديد ان يدخلوا العراق في سلوكهم السياسي في قائمة مايسمى ببلد العجائب والغرائب , وان هذا المسعى بدأت ثماره تقطف الان , في مجالات الحياة العامة وفي النهج السياسي المطبق في مرافق الدولة الحيوية ,بشكل تناقضات لايعرف ابعادها . وبمنطق التخبط والفوضى السياسية , وعدم ادراك المسؤولية الوطنية في قيادة الدولة , والعناية بهموم وتطلعات الشعب , وكيف علاج المشاكل والازمات التي يعاني منها ,ونبذ  سياسة تبذير اموال الدولة في مناحي لاتجدي نفعا للوطن , وكذلك شطب عقلية  الحصول على الغنائم .اي كيفية لخمطة المال العام لمنافع ذاتية وشخصية وفئوية بعيدا عن جروح الشعب , وامثلة على ذلك لاتعد ولا تحصى منها
1- زعيم التيار الصدري ,عبر عن الصفقات الاسلحة التي ابرمتها الحكومة العراقية مؤخرا بانها تصب في فئوي وليس في اطاروطني وتزيد من حدة الخلاف والاختلافات وضياع المال العام. مما يذكر بان الحكومة عقدت صفقات اسلحة مع روسيا بقيمة 4,2 مليار دولار ومع دولة الجيك مليار دولار ومع امريكا 12,3 مليار دولار , يكون المجموع الكلي 17,5 مليار دولار . لو خصصت ورصدت هذه المبالغ الضخمة الى الخدمات العامة ومعيشة الناس ورفع الظلم والحيف لقطاعات واسعة من الشعب التي تعاني من الجوع والفقر والعوز , افضل الف مرة من التسليح , لاشك يجب ان يبني العراق قوته العسكرية , ولكن يجب توفير الخبز قبل المدفع
2 – حارث الضاري يكشف  عن تلقيه ثلاث رسائل من السيد المالكي واحدها بخط يده تعده وتصفه بانه خير من يمثل طائفة السنة , وكل المؤشرات والدلائل تشير بان هذا الارهابي الملطخة يديه بدماء الالاف من العراقيين الابرياء وهو صاحب المقولة المعروفة ( القاعدة منا ونحن من القاعدة ) بانه يبني سلم الصعود الى منصب نائب رئيس الجمهورية بما يعرف بالمصالحة الوطنية
3 –  تقارير تتحدث عن فشل العثور على وزير الدفاع السابق ( العبيدي ) الذي اختفى من وجه الارض بعدما لخمط صيدة ثمينة تعد بعشرات الملايين من الدولارات وهرب مثل باقي رفاقه الذين نهبوا المليارات واختفوا, وهم الان يتعمون بالحياة الرغيدة على جراحات الشعب المنكوب
4 – موجات عنف وقتل ارهابية تضرب مجددا ولمرة الف بغداد ومدن عراقية اخرى بسيارات ملغومة وقنابل ناسفة وكواتم صوت . والجهات المسؤولة عن الملف الامني تتبختر بانها مسيطرة على منابع الارهاب وعلى اوكاره وحفره وزواغيره
5 –  تشهد محافظات الجنوبية ( البصرة والعمارة ) عواصف ترابية غير مسبوقة , تسبب بحجب مديات الرؤية حتى لمسافات قريبة وادت الى قطع الكهرباء وشبكات الانترنت , اذا كانت مفاصل الحياة العامة معطلة ومشلولة , ماذا نتوقع ؟ حكومة الشراكة الوطنية معطلة , الخدمات مشلولة , واطراف العملية السياسية تتصارع من اجل الغنائم والمكاسب السياسية والمالية ولا يهمها ما يعاني وما يكابد المواطن  , المهم لهم الكعكة وحلاوتها , وليس غريبا ان يشهد العراق موجات ترابية او عواصف رملية , او جيوش من المتسولين يحتلون الشوارع والطرقات بحثا عن الخبز المر ,بينما شعب المنطقة الخضراء يتنعمون بخيرات الجنة
6 –  العراق يسير بعون الله وبركاته نحو اسفل القائمة من الدول الاكثر فقر وتعاسة . وخيرات النفط المليارية  لحفنة من السماسرة السياسين الذين يتاجرون بالدم العراقي باي ثمن , انه عصر حيتان الفساد
7 – طالب الشيخ حازم الاعرجي الحكومة بمنع السافرات والمبتبرجات في مدينة الكاظمية , وهدد الحكومة باقامة مجالس للدعاء عن المسؤولين المقصرين بعدم منع هذه الحالات , عنده كل الحق والحجة وعلى الحكومة ان تستجيب لمطاليبه حتى تكمل السبحة , بعدما فتحت الحكومة شهية هؤلاء المتاجرين بالدين , بهجومها المخجل على المرافق الثقافية والاجتماعية التي تفتخر بها مدينة بغداد , والان هي مهددة بشطب وهدم تأريخها العريق بعد الاهمال المقصود باهم شارع يحمل عنفوانها هو شارع الرشيد والهجوم الكاسح على شارع المتنبي مزار المثقفين وتغيير معالم شارع ابو نؤاس . وهدم النصب واللوحات الفنية التي تزين وجه بغداد بعبقها التأريخي والثقافي والاجتماعي وهي فخر واعتزاز لاهل بغداد , وكذلك منع حفلات الطرب والموسيقى والمسرح والسينما والنشاطات الفنية والاجتماعية , وبهذا المسار سنصل بعون الله تعالى الى جمهورية الطلبان المنشودة , وهنا تكمل السبحة التي كانت  ناقصة
8 –  اتهم الامين العام لتيار الشعب هيئة الحج والعمرة , باعتماد معيار الانتماءات العشائرية والسياسية بمنحها مقاعد الحج واصفا اياها ب ( المافيا ) هل نحن مقبلون على مسلسل جديد يذكرنا بمحاكم التفتيش السيئة الصيت في خنق حرية التعبير والاصوات التي تشير الى مواطن الخلل في مفاصل الدولة . وما قضية الكاتب المبدع ( ماجد الكعبي ) شاخصة بعبقها . حول مقالته عن ( هيئة الحج والعمرة ) بعد عذاب دام تسعة اشهر من الجرجرة والبهدلة في سبيل  انتزاع براءة ذمة من مقاله المذكور
9 –  هناك احصائية تقول بان نسبة الحضور في جلسات البرلمان لا تتجاوز نسبة 30% . في حين ان البرلمان يمنح لنفسه عطل طويلة على مدار السنة , ومنها تعطيله شهر واحد بمناسبة عيد الاضحى المبارك , فالف تحية حب وتقدير الى نواب الشعب وبجهودهم المشكورة حولوا البرلمان الى برلمان معطل
10 – بينما كان كل الاطراف السياسية تتبجح باستمرار الازمة السياسية دون ان تجد طريق الانفراج والحلحلة يعود الى غياب رئيس الجمهوري في رحلة العلاج , وانها على استعداد كامل من دواعي الحرص والمسؤولية ومن الاخطار الجمة من تداعي الازمة الى طريق مسدود ,لهذا ستطرح كل المعوقات والمشاكل على طاولة الحوار تحت رعاية الرئيس باعتباره حامي الدستور . والآن عاد الرئيس في احسن صحة ونشاط , وبدأت مساعيه في ايجاد الطرق الكفيلة لتقريب وجهات النظر بايجاد قواسم مشتركة التي تؤدي الى الانفراج وانقاذ البلاد من العواقب الوخيمة . لكن بعض الاطراف وجدت طريقة ذكية وبارعة من التهرب من المسؤولية والحوار تحت خيمة الرئيس بدعوى بان الرئيس منحاز لطرف ضد طرف اخر , بعدما كانت تبجل الرئيس لنزاهته وحكمته السياسية وانه صمام الضمان لعراق الفدرالي . وبهذا التهرب اللامسؤول وضعوا الازمة الطاحنة في الثلاجة , بينما المواطن صارت حياته على كف عفريت  يتلوع من جور وقساوة الحياة اليومية , والمناخ السياسي في اعلى درجات الاحتقان . لابد من قوة خفية تجبر هذه الاطراف على الجلوس حول طاولة الحوار قبل ان ياتي الطوفان والعذاب الابدي للشعب . هناك اسطورة من الاساطير اليونان القديمة تقول بان ( بروميثيوس ) الاله الطيب , سرق شعلة النور والمعرفة من الالهة ليعطيها  الى البشر , وكان �!
 �لاع�
�قاد السائد انذاك بان نور المعرفة لاتصلح للبشر وانما هي من اختصاص الالهة , ولهذا قررت الالهة معاقبة ( بروميثيوس ) اقسى واشد العذاب الابدي , وبمعاناة لا يطيقها احد  وبهذا ربط بين حبلين , وكان كل يوم ياتي نسر كبير ينهش وياكل كبده وهو يصرخ من الالم الشديد والتعذيب القاسي , وحين يحل المساء ينبت وينمو كبد جديد وتستمر المعاناة بالعذاب الابدي حتى جاء هرقل وانقذه من محنته وعذابه الابدي . واليوم الشعب العراقي بحاجة ماسة ان ينقذه من هذا الزمن الرديء وعذبه مع اطراف العملية السياسية التي شطبت اسمه من قاموسها السياسي , بحاجة الى هرقل الذي يستطيع ان يخرج الازمة السياسية من الثلاجة ويضعها على طاولة الحوار ويجبر الاطراف السياسية على ايجاد طريق الحل ولا يتركهم إلا اذا اتفقوا  على حلحلة الازمة باتفاق مكتوب يرضي الجميع ويحقق الاصلاح المنشود