د . فاضل العامري : يكتب

 

لا شك ان العملية الانتخابية هي ممارسة ديمقراطية ، تقوم الانظمة السياسية الناجحة باجراءها لتاكيد التداول السلمي للسلطة….. وكل العراقيين كانوا يحلمون بتغيير حقيقي عبر انتخابات مجالس المحافضات، إلا أن هناك اصرار على ممارسة لعبة الديمقراطية بالوجوه نفسها، وبذات المشروع السياسي الذي تم تقديمه خلال السنوات الأربع الماضية..
وبالرغم من أن الوقائع أكدت لنا أن هذه الوجوه، فشلت في أداء مهامها، ولهذا كانت الناس تتمنى أن يظهر غيرها على الساحة….ان تغادر بعض الوجوه وتأتي من يتوافر فيها صفات الشهامة والرجولة والسمعة الطيبة، محافظين وأعضاء مجالس محافظات يدافعون عن الناس وليس عن مصالحهم الخاصة، ويحتمون بالحصانة الوظيفية ضد الفساد
ابناء بغداد الحبيبة اداروا ظهورهم للانتخابات بامتياز لأنهم ملّوا من المطالبة بأبسط حقوقهم، ومطالبهم لم تتعد توفير الكهرباء وفرص عمل وسكن لائق وحصة تموينية تليق بالبشر…هل ان هذه المطالب لها علاقة باجندة سياسية او احتماء بالخارج ؟
والنتيجة ان هذه الوجوة عرضت عليهم بضاعة منتهية الصلاحية..
ما الذي جناه العراقيون غير لبس السواد ومصادرة الفرح من حياتهم. وكفاءات البلد تتيه في طرقات الغربة بحثا عن الأمان .
لقد تم خطف مستقبل البلاد نحو المجهول، فسراق أموال الشعب، وحماة الفاسدين لا يزالون يحتفظون بكراسيّهم ونفوذهم وعينهم على كل شيء ينبض بالحياة..
من بين اكثر من ثلاثة عشر مليون ناخب لم يصوت سوى ستة ملايين اي ان النسبة ينبغي ان تكون اقل من (50% ) الا ان المفوضية قدرتها بهذه النسبة ، وبغداد من اكثر المحافظات عزوفاً حيث بلغت النسبة ( 33% ). فيما اعلن تيار الاحرار ان النسبة اقل من 24%
ماذا يعني ذلك
يعني أن معيار نزاهة الانتخابات ليست فقط بشفافيتها وسلامتها من التزوير والاختراق فحسب وانما بعدد المقترعين واقبال الناخبين عليها ، اما بقاء صناديق الاقتراع فارغة دلالة على فشل العملية الانتخابية وعدم ايمان المواطن بما يجري فيها ….
وفي تقديرنا المتواضع أن عزوف الناس عن هذه الانتخابات لاسيما في بغداد يعود الى القناعة بانها مبنية على بروز الطائفة والعرق والمكون بديلاً عن الهوية الوطنية……