[بأسم حماية المقدسات قُتل الطبري ، وصُلب الحلاج ، وحُبس المعري ، وسُفك دم ابن حيان ونفي ابن المنمر ، وحُرقت كتب الغزالي وابن رشد والاصفهاني ، وكُفر الفارابي والرازي وابن سينا والكندي والغزالي ، وذُبح السهروردي وطُبخت اوصال ابن المقفع ثم شويت امامه ليأكل منها قبل ان يلفظ انفاسه بأبشع انواع التعذيب ، وابن جعد بن درهم مات مذبوحا ، وعلقوا رأس احمد بن نصر وداروا به في الازقة ، وخنقوا لسان الدين بن الخطيب وحرقوا جثته ، وكفروا ابن الفارض وطاردوه في كل مكان ، ذلك كله حصل بأسم حماية المقدسات] .
واستبيح بلدا عريقا عمره آلاف السنين واختلقوا حربا وراحت الارواح وزهقت النفوس وهتكت الاعراض وفعلوا ما فعلوا بأسم حماية المقدسات وخولوا لأنفسهم ما يشتهون واباحوا كل شيء بأسم المقدسات . وحتى العملية السياسية اصابها انفلونزا حماية المقدسات فدخل الانتهازيون والمنتفعون والسراق والفاسدون والعملاء وشذاذ الافاق .
وحتى الفتاوى التي ولدت ميتة كانت من ورائها المقدسات لأنهم صوروا ان داعش سوف تأتي وتهدم المقدسات في كربلاء والنجف وحتى المساكين (اولاد الخايبة) عندما يُقتلون يكتبون عليهم الشهيد فلان الفلاني الذي دافع عن المقدسات !!
وبأسم المقدسات استبيح مرجعا عراقيا عربيا اسمه الصرخي الحسني فقتلوا ما قتلوا وحرقوا من احرقوا ومثلوا بمن مثلوا وسحلوا الجثث واعتقل المئات وجرت مصائب على شريحة عراقية من مختلف البلاد لا لسبب سوى انهم غرروا بالبلهاء والجهلاء وضحكوا عليهم بحجة المقدسات .
وهكذا يبقى العراق ساحة لتصفية الحسابات ما دام هناك مقدسات وما دام هناك اعلام ماكر يغرر بفاقدي العقول ويصدقون ان المراقد ستفجر وعلى يد احد طرفي الطائفية (ألسنة) ولا اعلم هل اهل السنة يكرهون اهل البيت (ع) ؟ ولا اعلم من خان اهل البيت سابقا وملئت قلوبهم قيحا ومن هو المختار وابن الخطاب وابن سبأ ومحمد بن الفرات والشلغماني ومراجع الفسق والفجور ؟؟
اذن تبقى شماعة المقدسات طريق سهلة لافتعال الحروب وقتل الاشخاص وتصفية الرموز بل ونهب واردات المقدسات التي تقدر بالمليارات وحتى الاختباء والتحصن بالمقدسات في حال التضييق وبالنهاية كما في الحرب مع الامريكان صار السبب مفتاح الحضرة العلوية ؟؟ 
ولا اعلم هل سنبقى على هذه الحال ؟ ومن الاقدس الارواح والانفس والاعراض ام الاحجار والطابوق ؟ فقداسة النبي او الوصي ليس بتلكم الاحجار والطابوق ولا الذهب بل قدسيته وشرفه ومكانته بما وهبه الله تعالى من رفعة وعلوا وشانه على سائر البشر وحتى الرسول الاقدس صلى الله عليه وآله وسلم انتبه لهذا الامر وحذر في ذلك اليوم المقدس في الشهر المقدس في المكان المقدس عندما خاطب الالاف في أكبر اجتماع للناس في عصره: ((ألا إن الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟)) قالوا: نعم، قال: ((اللهم اشهد ـ ثلاثا ـ ويلكم انظروا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)) وقال عليه الصلوات وآله ( قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )اي لما بعده بما في الدنيا كله 
واخير نختم مقالنا بهذا الحديث ( لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم ) فأي مقدسات واي مذهب واي دين واي قومية مقابل اهانة او قتل النفس المحترمة يا تجار المقدسات وتجار الدم ؟ واقولها لكم بأسم المقدسات وبوجود الامعات افعلوا بالعراق ما شئتم .