لنتسائل في البداية :- هل سأل احدكم لماذا لأبي لؤلؤة مزارا كبيرا في ايران ؟ ولماذا كان مقتل الخليفة عمر على يد فارسي دون غيره ؟

لو تتبعنا التاريخ الفارسي مع الاسلام لم نر اي صفحة مشرقة فارسية تجاه الاسلام ، بل كل ما فعله الفرس دسائس ومكر وخديعة باسم الدين والمذهب لأجل التمدد الامبراطوري والهيمنة على الشعوب بإسم الاسلام ، ولذا كانت نقمة الفرس على الاسلام منذ ان وصل كتاب رسول الله (ص) بيد عبد الله بن حذافة السهمي الى كسرى فلما قرأ الكتاب اشتاط غضبا ومزق كتاب رسول الله (ص) على عكس ما فعله النجاشي وهرقل والمقوقس وغيرهم .

 

وقد كان رسول الله يخطط لفتح فارس منذ بداية الدعوة الاسلامية فعن أبي عبد الله الصادق (ع) : لما حفر رسول الله(ص) الخندق مروا بكدية فتناول رسول الله (ص ) المعول من يد أمير المؤمنين (ع) أو من يد سلمان رضي الله عنه فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق فقال رسول الله (ص) : لقد فتح علي في ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر ، فقال أحدهما لصاحبه : يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وما يقدر أحدنا أن يخرج يتخلى) .

 

فتحقق ذلك الحلم النبوي في زمن الخليفة عمر عندما أقدم الخليفة (رض) وفتح العراق بمعركة القادسية وقُتل قائدهم رستم وقد أنعم الله علينا بنور الاسلام بسبب ما فعله الخليفة عمر بتطهير ارض العراق من دنس المجوس لأنهم لم يلتفتوا الى رسالة رسول الله (ص) فكان الفتح الاسلامي قد كسر شوكة المجوس في العراق . ثم تلتها معركة نهاوند التي فتحت فارس سنة 21 هجري على يد النعمان بن مقرن . نعم نحن نثمن ونشكر الخليفة عمر على فتح العراق حيث يتجسد هذا الشكر على لسان المرجع الصرخي بقوله (جزى الله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ورضي الله عنه كان له الفضل بأن نكون نحن في الاسلام ونتشرف بالإسلام وبنور الاسلام لأنه هو الذي فتح العراق)

 

وهكذا بقي الحقد الفارسي على عمر لأنه كسر شوكتهم في القادسية ونهاوند حتى اخذوا ثأرهم على يد ابي لؤلؤة المجوسي الذي قتل عمر ولذا تقديرا واكراما فلأبي لؤلؤة مزار كبير في ايران تثمينا لدوره في الثأر . ومن هنا كانت الهجمة على الخليفة عمر غير متصورة بسبب الفرس وابتدعوا لعن الصحابة وخصوصا عمر بحجة السقيفة وحادثة كسر ضلع الزهراء عليها السلام وجعلوا ذريعة للتشقيق ونفتيت لحمة المسلمين وخصوصا في هذه السنوات الاخيرة . وظن المغفلون ان ايران راعية الثأر لضلع الزهراء عليها السلام فنتج من ذلك مرجعيات السب الفاحش التي تطعن بعرض رسول الله (ص) وتلعن وتسب الصحابة رغم انه لا يوجد دليل شرعي على اللعن والسب .

 

وهكذا كانت ايران ذكية في السير بهذا النهج وتأجيج الطائفية فصار الشيعة يسبون ابا بكر وعمر والسنة يسبون رموز الشيعة واستفحلت هذه الحالة عندما انتشرت الفضائيات والانترنت فسارعت ايران الى تأسيس قنوات طائفية .

 

هكذا حقد المجوس على الاسلام لأن الاسلام أطفى حلم الامبراطورية ومحى التمدد المجوسي ولأن عمر كان السبب في دحرهم في معركتي القادسية ونهاوند لذا اليوم وبسبب التمذهب جعلوا من عمر هدف للاحتقان الطائفي كي يستغلوا المغرر بهم ويحققوا طموحاتهم الامبراطورية ولكن كانت وقفة المرجعية العراقية العربية في المرصاد لأن منهج السيد الصرخي هو نفس منهج النبي الاعظم فيقول سماحته (على منهج النبي الخاتم وآله الاطهار وصحبه الاخيار عليهم الصلاة والسلاموسيرتهم العطرة نسير في المشروع الرسالي الفكري العقائدي الاجتماعي الاخلاقي) وبطبيعة الحال هذا المنهج لا يتقبل من مدعي الامبراطوريات الهالكة .

 

وبما ان عمر قال (العراق جمجمة العرب) لذا فأيران تريد ان تجعل هذه الجمجمة بلهاء ومغرر بها وتريد النيل منها من خلال المليشيات والتدخلات السافرة في الصغيرة والكبيرة تحديا لعمر الخطاب وطمسا للعروبة التي اذاقتهم الهزيمة تلو الهزيمة من قبل الاسلام وما بعد الاسلام .