دعت الولايات المتحدة اطراف المعارضة السورية لحضور اجتماع مقرر ان يعقد في الدوحة يوم 5/11/2012 أي قبل يوم واحد من بدء الانتخابات الامريكية وقد اعلنت قيادات من تلك المعارضة بعدم حضورها ذلك الاجتماع ومنها المجلس الوطني حيث صرح (غليون) بقوله بأن ثقتنا في الدول التي كنا نعتبرها صديقة كانت مخيبة  كما نقل عن لؤي حسين من القاهرة وهو رئيس ما يسمى بتيار بناء الدولة السورية قوله بأن اميركا لا تستهدف ايجاد نظام ديمقراطي وانما كيان هزيل يرتبط بها ويحفظ مصالحها ومصالح اسرائيل وصرحت كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية بأن الهدف من ذلك الاجتماع توحيد صفوف المعارضة كما تقول في حين صرح السيد لافروف وزير الخارجية الروسي بأن اختيار قيادات جديدة للمعارضة السورية من قبل الولايات المتحدة مخالف لاتفاق جنيف حيث ان ذلك الاتفاق تضمن وجوب تحديد الهيئة الانتقالية للإدارة المؤقتة بأسلوب توافقي بين الحكومة السورية وتلك المعارضة كما صدر بيان صيني روسي بصدد الازمة السورية تضمن ايقاف ذلك النزاع بأسرع ما يمكن وفق اتفاقيات جنيف وان قيام اميركا بتشكيل حكومة سورية في المنفى مخالف لما ورد في مؤتمر جنيف والغاية منه اطالة امد ذلك النزاع وايصاله لما يؤمن المصالح الامريكية وكان رأي اغلب المحللين حول ما سينجم عن اجتماع الدوحة هو عدم توافق اطراف المعارضة السورية على قرارات موحدة بعد ان ادركت تلك الاطراف ابعاد النوايا التي تستهدفها القيادة الامريكية بتفتيت سوريا ارضا وشعبا ويضيف اولئك المحللين بان الولايات المتحدة ستكثف جهودها في ذلك الاجتماع كما انها ستستعمل تركيا وقطر والسعودية كوسائل ضغط على تلك المعارضة لتوجيهها بالوجهة التي تخدم اهدافها وبوضوح اكثر ان الدعوى  لذلك الاجتماع جاءت خلافا لكافة المزاعم الامريكية حيث انه سيعقد براسة السفير الامريكي (فورد) وقد اثبتت الوقائع بأن امريكا تسير وفق خط واحد اساسه تنفيذ ما ابتدأت به بما يسمى بربيع الثورات والذي تعثر بنتيجة صمود الشعب والجيش العربي السوري وهي ان تراجعت أحيانا وزعمت انها تستجيب لبعض الطروحات السلمية فهذا من باب الرياء والنفاق وانها تزاول الان ضغط باتجاهين الاول توحيد اطراف تلك المعارضة خصوصا اللذين يحملون السلاح في الاراضي السورية ودفع السعودية وقطر بزيادة تمويلهم كما تقوم بدفع اوردكان بالسماح بإدخال الاسلحة والمرتزقة عبر الاراضي التركية وقد تناقلت الانباء يوم 3/11/2012 بزج عناصر ارهابية جديدة عبر الاراضي
التركية واصدرت وسائل الاعلام السورية تحذيرا بأنها سترد وفق ما يناسب التصرف التركي  دفاعا عن مستقبل اجيال الشعب السوري ان لم يتم توقف تركيا عن  تصرفاتها العدوانية اتجاه انتهاك حرمة الاراضي السورية ولم يعد خافيا على احد بأن تصرفات اوردكان بعيدة كل البعد عن ميثاق الامم المتحدة وبالتالي يتوجب على المجتمع الدولي التدخل لوضع حد لتصرفاته وانقاذ المنطقة والعالم من فتنة سوف لن تبقي ولن تذر اما اساليب الاحتيال الان بما يسمى بحكومة المنفى او اعلان قيادة جديدة بغية توحيد القيادات المتعددة للمعارضة السورية كما تقول اميركا قد كشفت هذا التوجه الامريكي على حقيقته خلال لقاء الموفد الدولي السيد الابراهيمي بوزير الخارجية الروسي السيد لافروف وامين عام الجامعة العربية نبيل العربي في لقاء ثلاثي في القاهرة ويتوقع جميع المراقبين بأن كل جهد يبذل سوف يقابل بالرفض من قبل نبيل العربي الذي عرف بانقياده الكامل لمشيخة قطر حيث كانت سفراته الى نيويورك لمقابلة السكرتير العام للأمم المتحدة تحصل وباستمرار برفقة جاسم آل ثاني رئيس وزراء تلك المشيخة وينقل المراقبين بأنهما لا يفترقان من حيث الذهاب والاياب والسكن في نيويورك وبالتالي فأن السيد نبيل العربي لم يعد أمينا عاما للجامعة العربية بل أمينا على المصالح الاسرائيلية القطرية  وقد نجم عن ذلك اللقاء الثلاثي بحصول رفض لما طرح من قبل المندوب الدولي الابراهيمي في ذلك الاجتماع وبالتالي عدم موافقة الجامعة العربية للمقترحات التي قدمت من قبل ذلك المندوب وقد دعي أخيرا لاجتماع وزاري يعقد في القاهرة لجميع اعضاء الجامعة العربية وبشكل مستعجل للنظر في ما وصلت اليه المسألة السورية والمثقفين العرب لا يعتبون على نبيل العربي وانما على اعضاء الجامعة العربية اللذين اصبحت الاحداث الاخيرة والمتوالية في هذه المنطقة مدعاة لأثارة حذرهم وانتباههم لما يبيت لمستقبل هذه المنطقة من فوضى وحروب ستسودها بنتيجة مخطط يستهدف وجودها اصلا ولم يكن ما نجم عن ما سمي بثورات الربيع العربي والتأمر الذي وصل من قبل العناصر المتطرفة المتحالفة مع الولايات المتحدة الى دولة الامارات العربية المتحدة والكويت في الخليج والاردن والقصف المتتالي لقطاع غزة واستهداف معمل الاسلحة في السودان من قبل اسرائيل وتصريحات نتنياهو حول استصداره لاستفتاء بطرد عرب فلسطين عام 1948 الى الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان في تلك الضفة والتخطيط لفصل سيناء عن الاراضي المصرية لإيجاد حزام واقي لإسرائيل وبالتالي ينتظر الشعب العربي من الاجتماع الوزاري للجامعة العربية ان يبتعد عن الضغوط الامريكية الاسرائيلية القطرية ويصدر قرارا عادلا ومنصفا لما يوصل الى اطفاء نار الفتنة التي اشعلها
(دهاقنة ) الغرب الاستعماريين وعملائهم في  المنطقة وكان بنتيجة ذلك اللقاء الثلاثي في القاهرة الذي اشرنا له قد صرح الموفد الدولي السيد الابراهيمي بأن المسألة السورية لا يراد لها ان تحل سلميا وانما يخطط له هو استمرار المواجهة وان تلك المواجهة المسلحة والتي سوف تتجاوز الحدود السورية الى الدول المجاورة لها وربما المنطقة بكاملها وقد تدخل العالم بحرب عالمية ثالثة اما مؤتمر المعارضة في الدوحة فقد صرح المدعو رياض سيف بأن سينجم عنه هيئة يتفق عليها في ذلك الاجتماع وستحصل على اعتراف دولي كما يقول وكل ذلك بنظر المراقبين يجري ضمن المخطط الامريكي لكنه سوف لن يحل تلك الازمة لسبب واحد معروف للجميع هو افتقاد الشرعية في جميع التحركات الامريكية  ضمن مراحل هذه الازمة وما اعطته لنفسها من التدخل في شؤون هذه المنطقة خلافا لنصوص ميثاق ذلك القانون وان كافة المراقبين للأحداث يدركون بما ستصله نتيجة تحركات المندوب الدولي السيد الابراهيمي لأن امريكا والرهط الغربي المفلس والذي تعتصره ازمة اقتصادية كبيرة مما يدفع بأمثال هولاند بزياراته الى كل من لبنان والسعودية واسرائيل لأنضاج المؤامرة ضد سوريا وطرحه للضمانات التي لا يستطيع تنفيذها ورده على نتنياهو بقوله ان قصف جنوب اسرائيل عمل لا سامي واننا نقف ضده في فرنسا ومثل هذا القول لرئيس دولة اوربية يصدر بصدد عرب فلسطين وهم جزء من اخر سلالات  الأمم السامية في هذا العصر فأنه ينم عن جهل في التأريخ وعن انجرار صهيوني اعتاد عليه الساسة الغربيون  للأسف الشديد حيث تقوم اسرائيل يوميا بقصف قطاع غزة بطائراتها وان عبارة لا سامية اخذ يجترها كبار أولئك الساسة عن القرنين الثامن عشر والتاسع عشر التي شاعت في بلدانهم بنتيجة تفشي الافكار الفاشية  فهولاند هذا لا زالت تعشعش في عقله الحقبة الاستعمارية وقد تقرر حسب ما تناقلته وكالات الانباء بأن المعارضة السورية ستعقد اجتماعها القادم في المغرب وفق ما اختطته السعودية وقطر بمحاولة ضم الانظمة الملكية الى مجلسها التعاوني الخليجي لتستطيع ان تجد ملاذا من حملة تغيير الجلد الامريكي لحكام هذه المنطقة بالأسلوب  الذي ترتأيه  ومثل هذا التصرف فضح تلك التوجهات لتقسيم العالم الى قسمين هم ممن مع الرهط الامريكي وفي الجهة الثانية الشعوب التي تتبنى مواقف استقلالية بوجه الاطماع الغربية وقد صرح السيد لافروف وزير خارجية روسيا بأنه يثمن المقترح التركي بتشكيل لجنة تنسيقية تضم كل من روسيا وايران وتركيا وان المراقبين للأحداث يرون اذا كانت تركيا جادة بمقترحها عليها تسوية قضايا الحدود بينهما وقطع دابر فتنة سوداء اشعلها الامريكيون وان تباشر مفاوضات مع الجانب السوري
حول ذلك وتغلق حدودها بوجه العناصر الارهابية والسلاح الذي يتدفق الى الاراضي السورية  ويرون بأن تركيا سوف لن تسلم من نتائج هذه الفتنة وسيكون الرابح فقط اذا وصلت تلك المؤامرة الى مراحلها الاخيرة هما امريكا واسرائيل اما تركيا التي لم تستطع الانضمام الى الاتحاد الاوربي واصبح لديها توجه مكثف على الصعيد الاقتصادي والسياسي مع الدول الاسيوية المجاورة لها من جهة الشرق فسيتأثر حتما ذلك التوجه اذا لم يعدل الحكام الاتراك عن مسايرتهم للمخطط الامريكي وهذا ما يعرفه اغلب المثقفين الاتراك اما بالنسبة للمحور الدولي والاقليمي الذي يتجه بإحلال السلام في سوريا لا بد من ان يوحد جهوده لدعم سوريا باعتبارها تقاوم جبهة معادية لتطلعات الشعوب المشروعة ويقول بعض المحللين ان الولايات المتحدة ربما تسعى لخلق كيانين في سوريا متناحرين شمالية وجنوبية على غرار ما حصل في شبه الجزيرة الكورية لتضمن بقاء هذه المنطقة منقادة لها باستمرار وحيث تبلورت المواقف أخيرا باتجاهين متغايرين بنظر اغلب المحللين فأن اعتراف الرهط الامريكي الغربي بالهيئة التي ستنجم عن اجتماع الدوحة لا يغير من الامر شيئا فالولايات المتحدة تكشف نفسها يومآ بعد يوم باتجاه ما يحقق اطماعها الاستعمارية في المنطقة .