لم يفاجئ العراقييون باللقاء الذي ضم كارتر وزير الدفاع الامريكي مع وزير الدفاع التركي يوم 18/10 /2016 وصرح الاخير على اثر ذلك اللقاء بأن الطيران التركي سيشارك بمعركة الموصل وجاء على اثر ذلك اللقاء ايضا تصريح لاوردكان يقول فيه ان تركيا ستشترك بمعركة الموصل وستتحقق آمالها من خلال تلك المشاركة واستمر كعادتة بالكذب قائلا بان الحشد الشعبي سيشترك في تلك المعركة بثلاثون الف مقاتل وبأن القوات التي قاموا بتدريبها وتسليحها في بعشيقة ستشترك ايضا في تلك المعركة وتناقلت وكالات الانباء بأن القوة التي كان يقودها اثيل النجيفي بدأت بالتحرك نحو الموصل وبأمرة الفرقة السادسة عشر العراقية وبذلك فالولايات المتحدة وكعادتها وكثمره لفرض نفسها من جديد على الشعب العراقي سيما في تواجدها في الموصل

ضربت عصافير عدة بحجر واحد كما يقول المثل الشعبي العراقي فهي تسعى لانقاذ داعش وابقائها كأحتياط للمستقبل لذا سمحت للطيران التركي بالمشاركة خلافا لمزاعم جنرالاتها بأن من يقرر مسار المعركة ويحدد اطرافها هو القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء كما قصدت بالسماح لتركيا بدخول طيرانها سماء الموصل في محاولة منها لمصادرة ما حققه الجيش العربي السوري وحلفائه من انتصارات في معركة حلب كما أرادت ان تحقق انجازا انتخابيا لحزب اوباما على حساب دماء العراقيين وفسح المجال لحليفها اوردكان في تحقيق احلامه التوسعية حيث يقول اوردكان يوم 19 /10/2016 ان آمالنا سوف تتحقق في قضية الموصل وللاسف الشديد لم يستفد المسلمين والعرب والعراقيين بوجه خاص من مقوله بأن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين الا ان العراقيين قد لدغوا من ذلك الجحر لمئات المرات دون ان يفيقوا ولاندري ماذا سيكون رد الحكومة العراقية الان وكان الاولى عند اتصال السيد رئيس الوزراء العبادي يوم 18/10/2016 بالرئيس بوتين ان يطلب اشتراك روسيا في حملة محاربة الارهاب في العراق على اثر جواب الرئيس بوتين في ذلك الاتصال بقولة ان أي تدخل لم يكن بموافقة الحكومة العراقية يعتبر غير مشروع واننا سوف نكون معكم في أي وقت في حين اقتصر ذلك الاتصال على محاولة الضغط على حكومة اوردكان لاخراجها من الاراضي العراقية مع انها تسير قدما بتكريس وجودها في الاراضي العراقية وهكذا فالحليف الذي اعتمدته الحكومة العراقية تبين انه يلعب دور بريطانيا عندما كانت منتدبة على ارض فلسطين وقامت بتنفيذ وعد بلفور والان تلعب دور ذلك الانتداب بالضبط ولو لم يكن اوردكان على علم بوجهه نظر حلفائه الامريكان

لما اخذ يردد اقواله بما يسميه اعادة النظر بأتفاقية لوزان لعام 1923 وظهر اوردكان صباح يوم 19/10/2016 فاقدا لعقله بعد ان تلقت اطماعه ضربه على الوجه حيث اصدر نواب محافظة نينوى بيانا يؤيدون وبالاجماع اقتصار طرد داعش من الموصل والمحافظة المذكورة على يد القوات العراقية فقط وقال اوردكان بعد ذلك البيان ان من يقرر مصير الموصل ليس اهلها وانما الاجنبي ومثل هذا القول يعبر عن حالة اوردكان النفسية كما ذكرنا بعد ان اخذت احلامه العثمانية تتبدد ورغم استثماره من قبل حلفائه الامريكان بتصريحات واضحة لتمزيق تركيا فهو يطالب بمراجعة معاهدة لوزان لعام 1923 كما ذكرنا وتلك المطالبة تترجم اطماعه في الاراضي العراقية ان ولاية الموصل هي جزء من وادي الرافدين وتاريخة وان مزاعم تركيا بان القوات البريطانية دخلتها بعد اعلان ايقاف الحرب العالمية الاولى امرا يدلل على الهمجية وعدم احترام القوانين الدولية او منظمة الامم المتحدة فولاية الموصل التي يشير لها اوردكان خضعت لاستفتاء لاهلها اشرفت عليه عصبة الامم ببقائها جزء من هذا الوطن والعراق القديم والسلالات التي توارثت حكمه بالتوالي الاكديين في الوركاء وبابل ثم الاشوريين في الموصل ثم الكلدان أي السلالة البابلية الثانية وكل سلالة تحكم وادي الرافدين بأكملة وتصريح اوردكان جاء مصداقا لما حذرت منه جهات عديدة من ان لتركيا اطماع في شمال العراق الا ان الحكومة العراقية

سيما وزارة الخارجية لم تعطي لتلك التحذيرات ما تستحقة من اهتمام واوردكان لايهمه ان يكذب حتى ان كان كذبه بين ساعة واخرى فهو يقول يوم 17/10 /2016 ليس لديه اطماع في العراق ثم يعود يوم 19/10/2016 ليطلب بمراجعة معاهدة لوزان و على العراقيين ان يهبوا هبة رجل واحد للوقوف بوجه هذة الاطماع حيث ان اطماع اوردكان لاتقتصر على الموصل فقط فهو يقول لتركيا مطالب في عموم منطقة الشرق الاوسط أي انه في حقيقة الامر يعود وبشكل مباشر لأحلام السلاطين العثمانيين ويقول اوردكان ان قضية الموصل تعتبر اعادة النظر بتكوين منطقة الشرق الاوسط كلها وكانت وزارة الخارجية العراقية طيلة الفترة المنصرمة لم تكن بمستوى الاحداث الجارية وقد طلبت ايران اجتماع لمجلس الامن يوم الخميس 20/10/2016 لمناقشة التدخل التركي في العراق وكان الاولى ان يكون موقف وزارة الخارجية العراقية حاسما في طلب ذلك الاجتماع لا ان يقول وزرير الخارجية اننا طلبنا اجتماع مجلس الامن حول التدخل التركي وطلبوا منا التريث والتريث هذا مطلب امريكي لتتولى امريكا ادارة الامور بنفسها واستجدت لتركيا تصريحات عدة خلال يومي 18 و19 /10 الجاري حيث يقول اوردكان .

ان مايجري الان في الشرق الاوسط مستهدفة به تركيا ومثل هذا القول يفهمه حتى البلداء ولكن لايعالج بطرق الحمقى كما يفعل أوردكان فحلفائه هم من يريدون تقسيم تركيا وليس العراق في حين تركيا على مايبدو تستمرء مواجهة العراقيين بمطالب باطلة ولا اساس لها من المنطق والعدل والقانون ولكن ساستها يشعرون بقوة حلفائهم اسرائيل وال سعود وبدل من ان يوحد اوردكان جهودة مع من يخشون على وحدة اوطانهم من المخطط الشيطاني الامريكي فأنه يرتكب حماقات ستسهل للغرب بالوصول لأهدافه اتجاه تركيا ويقول النائب عباس البياتي عضو اللجنة البرلمانية الامنية في مجلس النواب ان موافقة امريكا على دخول تركيا بقضية الموصل جاءت دون علمنا وليس هذا فقط فأن الجنرال جون كيربي يوم 16/10/2016 صرح بأن تركيا ليس من ضمن قوات التحالف الدولي المخول لها دخول العراق وفي هذة الحالة وبرأينا لايوجد امام العراقيين عند اصرار الامريكان على دعوة تركيا للموصل سواءاً بقوة جوية او برية او السماح لها بما يسميه اوردكان حضور المؤتمرات التي ستعقد بعد طرد داعش من الموصل فيما يتعلق بما اسماه قضية الموصل فعلى

الحكومة العراقية ان تتصدى لما بدر من نكوث في العهود الامريكية للعراق وطبقا للقوانيين الدولية حيث تعتبر حليف غير امين في وقت تعلن فيه ان سيادة العراق والحفاظ على وحدتة وحرمة اراضية وتقدم قواته رهين بأوامر رئيس الورزاء في العراق ثم تعود فتسمح للاتراك وبمؤتمر صحفي بين كارتر وزير الدفاع الامريكي ووزير الدفاع التركي بدخول الطيران التركي سماء الموصل كما ذكرنا وعلى الحكومة العراقية ان تطلب الى كل من روسيا وايران ومصر بمشاركتها لمحاربة الارهاب في العراق ومطلبها هذا يأتي تطبيقا دقيقا لقرار مجلس الامن والا فسوف تكون النتائج مقلقة جدا بالنسبة للعراقيين كما ان التظاهرات يجب ان لاتقتصر على السفاره التركية بل على السفارات الغربية التي تساند اوردكان سيما امريكا وان تركيا تعطي لنفسها حق التدخل في شؤون المنطقة كحليف لاسرائيل وقد افرط اوردكان في الكذب ودونما حياء حيث يقول نحن لم نوجد داعش مع ان من اوجد داعش

هم حلفائه ال سعود والامريكان وهو الذي عبر داعش وجهزها ونقلها عبر الاراضي التركية الى كل من سوريا والعراق وكان على حكام العراق ان يفكروا بأن تركيا شريك مع الغرب بالنسبة لوجود داعش ومنذ اول دخول القوات التركية الى بعشيقة وتحت مختلف المسميات لان قضية الموصل ومنذ حكم اتاتورك فأن الساسة الاتراك لم ينفكوا بأعادة احلامهم العثمانية وخلاصة القول فأن ارودكان يطالب بضم الموصل الى تركيا علناً ويربط ذلك بقول اخر له في حالة تقسيم العراق ويقصد بذلك اقليم كوردستان الذي يسميه شمال العراق في حين ان من يتولون حكم الاقليم فأنهم يشعرون المواطن العراقي كأنهم كمن يقف على التل وينتظر خضم هذة المعركة ومن سينتصر فيها ويوم 19/10/2016 صرحت رئاسة الاركان الروسية بقولها وجهنا اقمارنا الصناعية وعشرة طائرات استطلاعية لمراقبة مايجري في الموصل وعلى العراقيين ان يختاروا بين الصدق وبين الكذب وبين من يلتزم بالعهود وبين من ينكث فيها ولا مجال للمراوغة بعد مانجمت عنه تصريحات اوردكان على اثر لقاء وزير دفاعه مع كارتر وزير الدفاع الامريكي وان يكون الهدف هو ليس فقط السفارة التركية في العراق لا بل المصالح الامريكية بصورة عامة في هذا البلد .