الهجوم على السفارة الاميركية والعواقب الكارثية
في سبيل تسجيل هدف قاتل في المرمى الامريكي , واحراجه بالفوضى والتخبط , وتقوية الموقف لصالح ايران . اعدت وخططت مسرحية اقتحام السفارة الامريكية في بغداد . من اعداد واخراج ( قاسم سليماني ) في نيته بأنه سيخرج منتصراً في كسر شوكة امريكا في العراق . كما فعلت في اقتحام السفارة الامريكية في طهران في عهد الرئيس ( كاتر ) عام 1979 , واحرجته وادت الى هزيمته في الانتخابات الرئاسية . وكذلك احداث حرق القنصلية الامريكية في بنغازي / ليبيا عام 2012 وقتل السفير الامريكي , ووضعت امريكا بتخبط شديد . بذلك اعدت خطة اقتحام السفارة الامريكية , بذريعة القصف الامريكي السافر على قواعد الحشد الشعبي . ولكن من ورائه يكمن الصراع الايراني الامريكي على الساحة العراقية . التي تحولت الى صراع تصفية حسابات وكسر العظم . في ظل غياب كامل للدولة العراقية المخطوفة من المليشيات الموالية الى ايران , واصبحت هي التي تتحكم بشؤون العراق من صغيرها الى كبيرها , بيدها القرار السياسي ومؤسسات العسكرية والامنية . واصبحت هي الحاكم الفعلي , والحكومة وبرلمانها يقوم بدور القرقوز . فالاقتحام كشف عورة الحكومة مؤسستها العسكرية والامنية , بدليل ان ما جرى يمثل مسرحية مدبرة بشكل سخيف , لكنها غالية التكاليف والثمن والضحية وكبش الفداء هو العراق والدولة العراقية. في اقتحام اقوى منطقة محصنة عسكرياً وامنياً ,فيها الابواب والجسور المغلقة وعشرات نقاط التفتيش والسيطرة , بحيث بعوضة لا تستطيع اختراق المنطقة . تدخل جحافل المليشيات الموالية الى أيران بكل سهولة وبساطة دون عوائق . كأنهم في نزهة سياحية . بكل تأكيد هناك تواطئ وتعاون وتنسيق في مساعدة المليشيات الى الوصول واقتحام السفارة الامريكية . ونتذكر بأن المتظاهرين المحتجين , حاولوا عبور جسر الجمهورية الى المنطقة الخضراء . لكن امطروهم بالرصاص الحي الغزير , وكانت مجزرة دموية سقط عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمصابين . وكذلك نفس المجازر الدموية حدثت مع المتظاهرين على جسر السنك في سبيل الوصول الى السفارة الايرانية , وحدثت مجازر مروعة وبشعة بالقتل المتعمد ايضاً , عند محاولة الهجوم على القنصليات الايرانية في كربلاء والنجف . ولكن في مسرحية المخرج ( قاسم سليماني ) ولا جريح واحد على الاقل , لذر الرماد في العيون . وهناك فرق شاسع بين شعارات التي رفعت في تظاهرات الحراك الشعبي . لا يحملون سوى الاعلام العراقية . وشعارات ( اريد وطن / نازل اخذ حقي ) بينما المليشيات رفعت اعلام مليشياتها العسكرية وشعاراتها ( بره بره امريكا / سليماني قائدي ) يعني يعطون الحجة بأن ايران هي التي دفعت الى الاقتحام عبر قائدهم ( سليماني ) . وكان كان التهديد الامريكي الفوري صاعقاً افشل خطة الاقتحام , على لسان ـرمب ) بتحميل ايران كامل المسؤولية ولن يمرهذا الاستفزاز دون عقاب وطالبها بسحب مليشياتها فوراً , وارسل القوات العسكرية على عجل ( قوات المارنيز ) ووصلت الى محيط السفارة واستعدت كامل الاستعداد للمخاطر المحتملة , هذا ادى بايران ان تتراجع وتطلب من ملشياتها الانسحاب من محيط السفارة . ولكن الامر لم ينتهي الى هذا الحد , ولم ينتهي بدفع التعويضات قيمتها ( 100 مليون دولار ) وانما تتبعها عواقب وخيمة على العراق وايران . فأمريكا لا يمكنها السكوت على هذا الاستفزاز وهذا الاقتحام , لابد ان تقوم برد صارم ومهلك . ففي الجانب العراقي , اظهر العراق أنه دولة مغتصبة من قبل المليشيات وغير آمنة , ولا يمكنها تطبيق اتفاقية( فينا ) بحماية السفارات والبعثات الدبلوماسية , لذلك بدأت تفكر الكثير من الدول بنقل بعثاتها الدولية وسفاراتها الى أربيل كوردستان . واظهر العراق عاجز عن حماية مواطنيه ازاء ارهاب المليشيات الارهابية , لذلك سيطرح على الطاولة الدولية رجوع العراق الى البند السابع , الى الوصايا والاشراف الدولي لان حكومته مشلولة وعاجزة ومخترقة من المليشيات الايرانية . يعني نزع الشرعية عن بغداد وحكومتها . أما على الجانب الايراني , سيكون عقاباً قاسياً ومهلكاً على الساحة العراقية والسورية بما فيها مليشياتها الموالية , التي ستتلقى الضربات المهلكة وقوية , وكبش الفداء هم أولاد الخايبة , وليس اولاد زعماء المليشيات . يعني وضع ( قاسم سليماني ) العراق في عين العاصفة المدمرة .
جمعة عبدالله