عندما تضيق بنا الدنيا نبحث عن مأوى اوملجأ او حتى منفذ صغير يمنحنا الاملوالامان حتى يفرجها الله بالخلاص اوالهروب لارض غير ارضنا بحثا عن ما نستظلبه من ظلمات من لا يخاف الله ومن يستبيحدمائنا واعراضنا واموالنا دون وجه حقسوى تخريفات واوهام تملأ قلبه المريضوعقله المتعفن بالجنون .في حقيقة الامر اصبحت الهجرة وكانها جزءمن حياة العراقيين وربما من لا يفكراليوم بالهجرة قد يفكر غدا وربما اصابهالندم لانه اضاع فرصة بالهجرة قبل اعواملانه لم يجد الاسباب الكافية لحزمحقائبه والهجرة والغربة التي قد تكونطويلة حيث لا رجعة حيث الارض غير الارضولا اللغة نفس اللغة وكل القوانين لاتشبه قوانين بلادنا .بعد ان اوصدت كل الدول ابواب اللجوءالانساني امام العراقيين وبعد ان كانتسوريا ملاذا امنا اصبحت ساحة حرب لميبقى امام العراقيين سوى تركيا الملجأالاكثر امان والمفتوحة امامهم للهجرةوانتظار دورهم لطلب اللجوء لدى احدىالدول الاوربية او امريكيا بعد انتظارقد يطول كثيرا قد تصل الى اكثر من خمسسنوات , واغلب من التقيت بهم منالمهاجرين قبل سفرهم يعتقدون ان هناكفرص عمل تساعدهم في التغلب على المصاعبالمادية اضافة الى المساعدات الانسانيةالتي قد يحصلون عليها من المنظماتالانسانية وهذا بالتاكيد غيرمضمون اوقد تكون غير كافية لسد حاجتهم ولكنالاغلبية منهم يعتمدون ما ادخروه مناموال او رواتبهم التقاعدية واجاراتعقارتهم او مصوغات ذهبية تساعدهم فيتخطي سنين الانتظار وهم بالتاكيد قدخططوا لكل خطوة يخطونها ولكن الجميعيعلم ان مناخ تركيا بارد جدا على العكسمن مناخ العراق المعتدل والحار صيفاوهذا المناخ البارد قد لا يتأقلم معهالعراقيين بسهولة ويتطلب منها مصروفاتاضافية للطاقة الكهربائية والتدفئةاضافة الى ثمن اجار السكن وهذا يثقلكاهل المهاجرين وخصوصا اذا كانتالعائلة المهاجرة افرادها عددهم كبير,ولكن بحقيقة الامر هذه العوائلالمهاجرة تركت الوطن لا لشئ سوى البحثعن الامان بعد ان ذاقوا مرارة التفجيراتوالعنف الطائفي وعدم نجاح الحكومةبتوفير ما يحتاجه المواطن وهذابالتاكيد هروب لحياة اخرى لا يعرفالمهاجر ماذا سيواجه واي قانون سوفيتحكم به واي اشخاص يتعامل معهم وهلسيكونون صادقين معهم وهل سيقع ضحيةعمليات نصب واحتيال من قبل المهربينالذين هم بلا رحمة و قد تكلفه اموالطائلة وقد تكون عمليات النصب من مهاجريناخرين يتقنون فن الاحتيال بطرق ملتويةوخصوصا انهم يتحدثون بالعربية ولغةاخرى وهذا ما يسهل وقوع الكثير ضحاياوبالتالي قد يقع في مأزق كبير في الغربةويبقى ما بين نار العود ة ومابين اكمالطريقه اذا ما تمت الموافقة على طلباللجوء الى بلد اخر .السؤال هنا هل تبقى ابواب العراق مفتوحةللهجرة ام ستكون هناك ضوابط وتحديداتتضعها الحكومة للحد من الهجرة ؟وهل ستقدم السفارات العراقية في الخارجبتقديم التسهيلات ومساعدة اللاجئينالعراقيين وتساعدهم في اجتياز هذهالمرحلة الصعبة من حياتهم, ام ستبقىمكتوفة الايدي وتنظر بعين العطف من جهةومن الجهة لا تقدم سوى الوعود وعدمالايفاء بها سوى المماطلة .واخيرا اقول الهجرة اخر الدواء فلاتدعوا المواطن يلجأ اليها وقدموا له كلالخدمات وما يحتاجه داخل الوطن وليكنهدفكم القادم كيف نعيد المهاجرينالعراقيين الى الوطن فلا ارض اغلى منالعراق .

بقلم: علي الزاغيني