يتوهم البعض إن المعنى المراد هو العدائية والبغض من قولنا إن الله ليس له صديق وفي الحقيقة هو معنى معرفي فلسفي يبتغي الإلتزام بمعايير واضحة للعلاقة مع الله، فحين نقول إن الله ليس له صديق فلانكون نعني العلاقة التي وصفها الرب في كتبه السماوية التي تتحدث عن موسى وعن عيسى ومحمد وحتى عن إبراهيم الذي منحه درجة الخليلية فهولاء لهم منزلة خاصة ونحن نتحدث عن العامة وعموم العباد الذين لهم المجال كله ليعملوا في دنياهم ماشاءوا ثم إن الله يحاسبهم على أعمالهم.

والمعنى العرفاني كما يراه بعض العلماء هو إن الله لايجامل ولايحابي ولايمنح الدرجات الرفيعة للناس، بل يحاسبهم على أعمالهم ومايقومون به في الحياة ويجزيهم على ذلك وسيحاسب الجميع ثم يرزقهم الجنة، أو يرمي بهم الى قعر جهنم ولايكون المقصود أن لاعلاقة طيبة للرب مع عباده، بل نقول أن المهمة ملقاة على عاتق الناس ليحموا أنفسهم من نهاية سيئة قد تحيق بهم مالم يلتزموا بالنواه الإلهية ويبتعدوا عن المعصية وأن لايوالوا الشيطان ويكونوا له أعوانا في مهمته الشريرة على الأرض والتي يريد بها تخريب العالم وحرف الناس عن المسار القويم.

التعصب والحماقة يدفعان الناس الى الجهل الأكبر فلايعود بمقدورهم فهم المعان وحين تقول إن الله ليس له صديق فهم يتوهمون على الفور إنك تقصد المعنى السلبي وإنك تريد القول، إن الله لايتصل بعباده بعلاقة محبة وقرب وهو أمر سخيف فهذا ينافي العقل والمنطق وإنما كنت تريد القول، بأن الله لاصديق له في موضوع الطاعة المطلقة والإلتزام وإنه يحاسب الناس على أعمالهم لاعلى صداقاتهم به فهو رب الأرباب القوي القاهر الذي يسأل عباده عن كل فعل وقول ويجزيهم بذلك.

من الجميل أن نعي المعاني وأن نكون في معرض القدرة على الفهم وأن لانتخبط ولانتسرع في القراءة والفهم ثم نسارع في شتم الناس ورجمهم ووصفهم ربما بالزندقة والخروج عن الملة، ولانكون بعدها مختلفين عن المتطرفين والمتشددين الذين يتخذون من الدين غطاءا لأفعال مشينة، ويدعون أنهم حماته والذابون عنه في مواجهة العدوان.