خليفة تركيا العثماني وإمام إيران الصفوي لا يقدمان مصالح العرب على مصالح أوطانهم

 

عقدة العرب النفسية والتاريخية دائما البحث عن الجني والمصباح السحري ” القائد ” ، ” المنقذ ” ، ” الاله ” ، “الفرعون” الذي لا يقهر والذي يشمر عن سواعده للدفاع عنهم ، لاضير في ذلك لو كان من أبناء جلدتهم ويصل عبر طريق ديمقراطي أخضر لا طريق مخضب بالدماء والانقلابات العسكرية ، الأسى الشديد ان العرب يبحثون عن ” الراعي ” مثل الأغنام التي لها راع يسوقها حيث يشاء!!!، كدليل على الضعف الذي وصلت أليه الشخصية العربية والضياع للبوصلة منذ نهاية الدولتين العباسية والأموية ، أمجاد العرب وعلومهم وتأريخهم صار ” ماضي” سكن كتب التأريخ أما الحاضر فهو مخزي بشدة . لا بوصلة للعرب تضعهم على مسار خاص بهم.

فوز السيد اردوغان في الانتخابات التركية لم يأتي لمواقفه الجريئة تجاه القضايا العربية وإنما لسياساته وحزبه التنموية في تركيا التي رفعتها اقتصاديا ووضعتها في مصاف اقتصادات الدول المتقدمة ومستوى المعيشة للمواطن التركي ، فمن صوت لسياسات اردوغان الداخلية أتراك وليسوا عرب ، أما العرب لا يعرفون التصويت لسياسي عربي بمواصفات أردوغان وهم الذين صوتوا لنوري المالكي وهوسوا لصدام والقذافي والأسد وغيرهم من الرجال الذين وصلوا الى الحكم عبر الانقلابات الدموية ، فهل نسى السوريون شعار ” منحبك ” الذي كان معلقا على صور بشار الأسد بالحجم الكبير المنتشرة في شوارع دمشق والمدن السورية الاخرى وحتى الطرق الخارجية؟؟ الرئيس الذي هجر أكثر من نصف شعبه للبقاء بالسلطة ، وهل نسى الليبيون الكتاب الاخضر “المجنون” ( دستور ليبيا ) وبهلوانيات ” الأخ القائد والزعيم وملك ملوك افريقيا ” وهل نسى العراقيون  عبادة ” القائد العام للقوات المسلحة المهيب الركن صدام حسين” وهل أنكروا دين المرجعية الايرانية الجديد و مختار العصر ؟؟؟ ،  وهل نسى اليمنيون اللص الكبير علي عبد الله صالح الذي نهب خيرات اليمن وصار سبباً رئيسيا في الحرب الدائرة هناك بين اليمنين ؟. بالنسبة للسنة العرب فاردوغان لا يتحدث عن قضايا العرب لتاريخهم المحمدي العظيم الذي لم نحافظ على مجده  بل لمصالح تركيا   ( تركيا التي استقتلت سابقا لدخول عضوية الاتحاد الأوربي ثم بدلت خطابها و بوصلتها للشرق الاسلامي والعرب بعد ان وضع الأوربيين عقبات امام هذا الحلم التركي ) هل تعرفون لماذا ؟ لان دور تركيا وليس اردوغان الرجل هو قيادة العالم الاسلامي السني في مرحلة الاقتتال وإعادة رسم الخارطة الشرق أوسطية من جديد. اما العرب الشيعة فحدث ولا حرج صاروا يعبدون إمام ايران الفارسية اكثر من عبادة الله ويقدسون علماء قم اكثر من تقديس علماء النجف العرب ولن تجد مرجعا دينيا شيعيا قويا صاحب نفوذ من أصول عربية ، فالمؤهل الوحيد ليصبح المرء مرجعا شيعيا مقدسا ان يكون من أصول فارسية أو باكستانية أو أذربيجانية ويدين بولاءه لسياسات الدولة الفارسية و أن ” يعوج ” لسانه على طريقة اللكنة الايرانية عند إلقاء المحاضرات الدينية!!.

فمن الحاكم العربي في العصر الحديث الذي وصل من خلال صندوق الديمقراطية الذي وصل من خلاله أردوغان؟ من الحاكم العربي الذي اختاره شعبه للبقاء حاكما لفترة زمنية أطول لرفعه لمستوى بلاده اقتصاديا وسياسيا كما فعل اردوغان؟ . عوضا عن التصفيق عبر الحدود لحاكم تركي اختاره شعبه الاحرى على العرب اختيار سياسين عرب بمواصفات اردوغان لحكم بلدانهم ، أي بمعنى ( لا نصفق لحاكم عادل لبلد آخر ونصفق لحاكم جلادا علينا!!.)

أي مستوى من التفكير صار عليه العرب وأنت ترى العرب السُنة يصفقون للرئيس التركي رجب الطيب أردوغان لإعادة إنتخابه من قبل شعبه ، وترى العرب الشيعة يمجدون ويقتدون بالولي الفقيه في إيران علي خامنئي ، وهما بالمحصلة النهائية معسكران يقودان مصالحهما في المنطقة على حساب المصالح العربية ، الإقتتال السُني – الشيعي بين العرب لن يكون مصلحة عربية ولا إنسانية على الأطلاق ، فمن يعتقد أن خليفة تركيا العثماني أو إمام إيران الصفوي يتصارعان لمصلحة العرب أو يقدمان مصلحة العرب على مصالح أوطانهم فهو واهم وهذا ضرب من الخيال وغباء حتمي لا جدال فيه.