اللقاح الذي بدأ بحكاية جدة لينتهى بإسدال الستارعلى أخطر وباء في العالم !

احمد الحاج
بداية أشدد على أن الضمير والإنسانية مطلوبة جدا لمكافحة الأمراض والأوبئة على إختلاف أنواعها فعندما إكتشف الطبيب البريطاني “ادوارد جينر” لقاح الجدري الذي أنقذ حياة الملايين وحفظ بصر ملايين آخرين لأن هذا الوباء الخبيث كان وفي حال لم يقتل صاحبه فإنه يشوه وجهه بطريقة بشعة ويصيبه بالعمى الدائمي ،ومن أشهر مكفوفي الجدري شاعر المحبسين ابو العلاء المعري ” سمي برهين المحبسين لأنه ظل طوال حياته رهين العمى والبيت” كما نحن حبيسو البيت ونشرات الأخبار اليوم مع الفارق، أقول رفض “جينر” تسجيل لقاحه ببراءة إكتشاف لأن تسجيله يعني رفع ثمنه مايجعله عصيا على الفقراء والمرضى والمحتاجين ذاك أن تسجيل براءة الاختراع أو الإكتشاف تشبه عبارة “حقوق الطبع محفوظة “المكتوبة على أي كتاب منشور بمعنى لايحق لآحد التصرف بنشره أو طباعته من دون إذن مسبق من صاحبه أو من دار النشر وهذه الخطوة مستساغة ومقبولة جدا في عالم الطباعة والنشر والتوزيع والتأليف لحفظ حقوق أصحابها وإلا عدت سرقة علمية أو أدبية يحق لصاحبها مقاضاة السراق وتغريمهم في المحاكم ، الا أنها غير مستساغة في عالم الدواء والعلاج والطب ولعل إحتكار الدواء أيا كان نوعه هو الذي يدفع بشركات الأدوية خلف جدران مختبرات امريكا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا والصين وروسيا السرية للسباق المحموم فيما بينها طمعا – لا بعلاج البشرية لا – وإنما لتسجيل براءة إكتشاف مبكرة للقاح كورونا قبل غيرها وإحتكاره بإسمها طمعا بالشهرة ولحصد مليارات الدولارات من جراء بيعه لجميع المرعوبين من (كوفيد – 19 ) حول العالم ، وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في عام 1980القضاء الكلي على وباء الجدري ونهائيا ولولا أن اللقاح بدأ مبذولا للجميع ومن غير إحتكار يذكر من قبل مكتشفه الذي خاطر بحياته كثيرا لظل وباء الجدري يفتك بحياة الملايين حتى أن الأمم المتحدة أطلقت حملة للتلقيح المجاني أجريت في المدارس ورياض الاطفال في كل مكان قبيل إعلان القضاء عليه ، وللمعلومة فقط هناك نسخة من فايروس الجدري هذا محفوظة في مختبرات إسرائيل وبعض الدول العظمى كجزء من الحرب البايولوجية ، أقول هذه المعلومة حتى لايتفاجأ العالم يوما اذا ما خرج الى العلن من قمقم المختبرات وباء جدري مطور ومقاوم للقاح التقليدي المعروف ليفعل بالبشرية ما تفعله كورونا اليوم واكثر ولا عبرة حينها بتبادل الاتهامات كما يجري اليوم بين اميركا والصين بشأن الناشر الحقيقي للوباء !
وعلى ذكر العمى سئل الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه وكان كفيف البصر يوما “مابالكم تصابون بأبصاركم يا بني هاشم ؟! “فقال ابن عباس للسائل المتهكم “وما بالكم تصابون انتم ببصائركم ؟!” حقا أن نور البصيرة أهم من نورالبصر اذ أن عمى الأولى يدفع بصاحبه الى أن يحتكر الدواء والماء والغذاء ولو كان بمقدوره لأحتكر الهواء أيضا ولمنعه عن الناس الا بمقابل ، فيا ايها المحتكرون الجشعون رفقا بالناس ومهلا !
علما أن الطبيب اداورد جينر ، إستند في إكتشافه المذهل الذي غير وجه العالم الى – حكايا جدته وقصص ما قبل النوم – اذ كانت الجدة بما ورثته عن والديها تقص له كيف أن – حالبات الابقار – لايصبن بالجدري مطلقا ، مادفعه ليس لتكذيب جدته كما نفعل نحن بجداتنا ولم يسخر منها وبما توارثته كابرا عن كابر فليس كل ما تقوله الجدات وان كن أميات فيه نظر، وإنما دفعه الى التحقق من الحكاية والمعلومة ليكتشف حقيقة بأن – حالبات الابقار- يصبن بنوع خفيف جدا وغير قاتل من الجدري البقري ما يمنحهن مناعة تامة من الجدري البشري الفتاك طوال حياتهن ومن هنا بدأت الحكاية وأكتشف اللقاح الذي أنقذ البشرية …حقا إن قصص ما قبل النوم للاطفال مهمة جدا على أن لاتجنح في الاساطير وتخوض بالخيال بقدر تحليقها فوق الحقائق لتنمية مواهب وقدرات الأطفال الذهنية وتوسيع أفقهم ومداركهم المعرفية ، وحقا إن العديد منا سينشغل بقضية محددة وقاصرة خلاصتها ” هل إن جينر هذا سيدخل الى الجنة أم سيخلد في النار ؟” وذلك بدلا من الانشغال الجدي من باب الأخذ بالأسباب وإستثمار السنن الكونية في مسألة الدفع والتدافع بين البشر بقضية أخطر وأجدى للامة برمتها ،الا وهي ” كيف سنخترع نحن لقاحين ناجعين اثنين ، الأول من شأنه أن ينقذ البشرية كلها من عمى البصائر والقلوب ..والثاني لتخليصها من عمى الأبصار بعد أن صارت لا تميز بفعل غسيل العقول وبرمجتها وقصر النظر الشديد القريب من العمى بين الصحيح جدا والكاذب كليا من الأخبار ،سواء دخل الطبيب جينر مع الصالحين الى الجنة ، أم سيق مع الطالحين الى النار!
حاليا كل مراكز البحوث والدراسات الطبية العالمية حائرة تماما في أسباب إنتشار وباء كورونا في أوربا وأميركا بهذه السرعة العجيبة حاصدا أرواح الألوف ومصيبا أضعافهم بالمرض فيما ينتشر ببطء ملحوظ في دول العالم الثالث ومنها العراق ، ولعلنا صرنا ” كحالبات البقر ” في أوربا أيام جينر وباتت لدينا مناعة من حيث لانعلم بفعل ملوثات ومؤثرات طبيعية وصناعية تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم من حيث لاندري ما أكسبنا بفضل الله وحده مقاومة لكورونا وأمثاله ، ولا أستبعد من أن تكون الشمس المحرقة وأشعتها فوق البنفسجية وموجاتها الكهرومغناطيسية إضافة الى العواصف الترابية وملوحة المياه ونظامنا الغذائي وطقسنا الجاف دور في ذلك !اودعناكم اغاتي