القزم ، والعراق العظيم / الحزء الثاني
بقلم : عبود مزهر الكرخي
والان لنكمل ما طرحناه في جزئنا عن تاريخ العراق العظيم والذي يبدو أن البارزاني قد تناسى أو بالأصح تغابى عن ذلك فالمعلوم ان الحضارات التي علمت كل العالم القراءة والكتابة والعلوم بدء من الحضارات القديمة ومنذ بدء الخليقة كانت في مناطق الجنوب والفرات الأوسط كالحضارة السومرية والبابلية وباقي الحضارات ولم يكن لكم أي ذكر في كل تلك الحضارات وحتى في التاريخ الإسلامي فكانت نشأتها من مناطق الهور والوسط أي من مناطق المعدان والشروك التي نحن نفخر باننا منهم ومن نسلهم المجيد لأنهم أبناء العراق الأصلاء ومن العرب الأقحاح والذي الكثير منكم ومن مناطق الغربية يعيروننا بذلك ولكن الحقائق تقول ان أبناء المعدان والشروك والذي كل عباقرة العراق ومبدعيها وعقولها النيرة ولدوا وترعرعوا من تلك المناطق وبالمقابل لم نسمع عن خروج أي مبدع منكم بل على العكس كنتم قطاع طرق وتسليب في الجبال التي كنتم تمارسون مهنتكم الأصلية تلك والتي بقت ولحد وقتنا الحاضر وخير دليل على ما نقول استيلاءكم على معدات الجيش العراقي بعد السقوط مباشرة وحدث نفس الشيء بعد سقوط الموصل بأيدي الدواعش ومقاطع اليوتيوب تشهد بذلك والذين كنتم وبعد السقوط مباشرة تمارسون اقذر واخس اعمال النهب والسلب في ما يسمى بالحواسم في بغداد وهناك الكثير من الدلائل التي تثبت على ذلك ، وإذا خرج لنا واحد من أبواقكم التي تدعي الثقافة والمعرفة وتقول عن الحضارة الآشورية فنقول أنها نشأت في نينوى أي في منطقة عربية كما ان الإخوان الآشوريين هم قومية قائمة بذاتهم وقومية غائرة في القدم وهم أحد سكان العراق الأصليين والتي لم يكن لكم وجود في تلك الفترات المتعاقبة في العراق والذين حاولتم وبشتى الطرق من ترغيب وترهيب في ضمهم اليكم لتوسيع مناطق مملكتكم المزعومة كما يحصل الآن مع الأخوة الأزديين وسهل نينوى في ممارسة القوة والعنف وبأبشع الطرق والوسائل وأخسسها وهذا هو حال قطاع والنهاب ومثل ما فعله المغول والتتار وكل الأقوام الهمجية والذين باعتقادي المتواضع انهم ينحدرون منهم وأنتم معهم هم من نسل يأجوج ومأجوج المذكورين في القرآن الكريم. وفي الأخير أضيف لك معلومة أخيرة عن العراق وعن الأرض المباركة التي تعيش أنها أرض مباركة وقد ذكر ذلك نبينا الأكرم محمد(ص) وأشار إليها ولنورد لك الأحاديث وكما هي وبدون أي نقصان أو زيادة.
” ثلا ثة احاديث للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بخصوص العراق تدعونا لعدم القلق على مستقبل هذا البلد العريق وشعبه الطيب الأصيل …
الحديث الاول :
يتجسد في القصة المروية عن سيدنا حبيب الحق محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما كان يوماً يحج البيت العتيق (بيت الله الحرام)، وكما هو معلوم أن للبيت أركاناً أربع وهي اليماني والشامي والعراقي والحجازي ، فكان رسول الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم يدعوا الله تعالى عند كل ركن، ولكل ركن كان دعاء، الا عند الركن العراقي فلم يكن يدعوا بأي دعاء، وكان يتبعه رجل عراقي يَعقبُ دعوة الرسول الكريم بقوله ((يا رسول الله وعراقنا؟)) فلم يرد عليه رسولنا الكريم، ولكن عندما أكمل وأنتهى من طوافه نادى على الرجل وسأله أعراقي أنت؟ فأجابه بنعم، فقال له : عندما أراد العراقيون أن يَحرقوا إبراهيم على رسولنا الكريم وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أراد أن يَدعوَ الله عليهم، ولو دعا الله عليهم لاستجاب، فبعث الله له جبريل عليه السلام وقال له، قل له : يا إبراهيم ربك يقول لا تدع على أهل العراق، وقد جعلت فيهم خزائن علمي وخزائن رحمتي.. أي جعل الله تعالى كل علوم الأرض في هذه البقعة، وكل خيراتها فيها، صدقت يا رسول الله.(1)
الحديث الثاني :
سئل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : لو نفد الخير بالجزيرة اين نذهب يا رسول الله ؟ قال : اذهبوا الى اليمن ، قالوا لو نفد الخير باليمن اين نذهب يا رسول الله ؟ قال : اذهبوا الى الشام قالوا : ان نفد الخير بالشام اين نذهب ؟ قال : اذهبوا الى العراق قالوا : ان نفذ الخير بالعراق اين نذهب ؟ قال رسول الله (ص) : ان فيه خيرا لن ينفد الى يوم الدين.(2)
الحديث الثالث :
وفي حديث آخر ((لا تقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب)).(3)
ولعل هذا ما يفسر لنا اسباب تكالب دول العالم على احتلال العراق والبقاء فيه لأطول مدة ممكنه منذ اقدم العصور حتى وقتنا هذا والذي أنتم احد أدواتها في تنفيذ المخططات لتدمير العراق وشعبه والذي بقى العراق محفوظ أن شاء الله بفضل من الله وبركات نبينا الأكرم محمد(ص) واهل بيته الطيبين الطاهرين.
والآن لندخل ونعرج على تاريخ الأكراد وهل هم قومية جنس قائم بذاته وانهم من سكان العراق الأصليين ولنعرج على مقال عنوانه :هل للأكراد تاريخ فى شمال العراق؟ بقلم : خالد الجاف وهو كاتب كردي ويقول في مقدمة مقاله بعد المقدمة ” … لان قادة الاكراد يرددون على مسامعنا دوما بوجود شراكة تاريخية بين العرب والاكراد في شمال العراق ،ولم يقدموا الدليل على وجود الاكراد تاريخيا في شمال العراق. لانهم سوف لن يجدوا أي اثر تاريخي لقومنا ابدا ، ولم يكن لهم تاريخ مشترك مع العرب على مر العصور . ومن هنا ستنتفى مقولة الشراكة التاريخية التي يتحجج بها هؤلاء القادة . لأننا نحن كأقلية كردية في محيط اكثر من عشرين مليون مواطن عربي تحاول قيادتنا العملية توريطنا مع اشقائنا العرب في حرب اهلية قادمة ، ، فهذه القيادة قد ركب رأسها الفدرالية والاستقلال ، وقد طغت وظلمت وتكبرت ، واخيرا خانت وطنها العراق العظيم وشعبه الذين هم جزء منه . لم يحدث في تاريخ البشرية قديما وحديثا ان تفرض اقلية عرقية مفاهيمها ومطاليبها وشروطها على شعب وبلد ذات اغلبية عربية كبيرة مثلما يفعل الاكراد حاليا . فهذه الاقلية للحقيقة والواقع تريد ان تبسط سيطرتها على الاكثرية ، وتفرض ارادتها ومبادئها على مبادئ الاغلبية العربية ، وهم يعلمون ان اية اقلية في وطن ما وان كانت مضطهدة ، فأن مطاليبها لا تتجاوز ابعد من الحصول على الحقوق المدنية والثقافية”. ويضيف ” فالأكراد مثلا في تركيا وايران لم تتجاوز مطاليبهم اكثر من الحقوق الادارية والثقافية ، وحتى الاقباط في مصر لم يطالبوا بالفدرالية او حق الانفصال عن الوطن الام مصر مع العلم ان عددهم اكثر من اكراد العراق عشرات المرات ، بينما في العراق الجريح بسبب خيانتهم ، ووقوفهم بجانب المحتل استغل قادة الاكراد الانتهازيين الفرصة الذهبية في تحقيق الفدرالية والاستقلال بعد ان قاموا بتزوير الاستفتاء على الدستور الطائفي البغيض القيادة الكردية تريد حكم العراق، بينما تمنع العرب من التدخل في الشؤون الادارية للمنطقة الشمالية”.(4)
ماذا تعني كلمة كرد:
تقول الاتيمولوجيا : التي تبحث في أصل الكلمة إذا اعتبرناها نجد أن بعض الكلمات هي أقرب ما تكون إلى الخيال( فاستناداً للكلمة كرد)أي بطل أو شجاع بالفارسية فالأكراد يمكن أن يكونوا أبطالاً أو ذئاباً من الكلمة الفارسية أي ذئب ويقول العالم السوفييتي السيد مار أن كلمة كرد وكلمة كورت الأرمنية هي واحدة. وهذا يعني ان حتى كلمة الشعب الكردي هي من الخيال.
أصل الأكراد ومنشأهم :
يعتبر الكُرد كعرقٍ جزءًا من العرقيات الإيرانية. يتواجد الأكراد – بالإضافة إلى هذه المناطق – بأعداد قليلة في جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان. يعتبر الأكراد إحدى أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً معترفاً به عالمياً. وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وحتى مستقبلهم السياسي. وقد ازداد هذا الجدل التاريخي حدة في السنوات الأخيرة وخاصة بعد التغيرات التي طرأت على واقع الأكراد في العراق عقب حرب الخليج الثانية، وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران التي أدت إلى نشأة كيان إقليم كردستان في شمال العراق.
ينقسم الأكراد إلى أربعة مجموعات ( الكرمانجي، والكلهود، والكوران، واللور ) وكل مجموعة لها لهجة خاصة بها.
مصطلح الأكراد تاريخيا كان يطلق على جميع البدو الرحل والقبائل البدوية في إيران على اختلاف اعراقهم ولغاتهم بما في ذلك البلوش والفرس واللور.(5)
ومن هنا فأن الكرد ليست قومية خاصة بل هم أعراق ينحدرون من الفرس والبلوش واللور أي لا يعرف من حتى من أي قومية انحدروا مع العلم ان كتابهم من الأبواق النفعية يدعون أنهم قومية وكردستان كيان مستقل والحقيقة تقول غير ذلك. اما اصولهم فلا يعرف وهناك اختلاف على ذلك فبعض المؤلفات تعرف الكرد على أنهم “بدو الفرس”، كما أورد الطبري وابن خلدون في المقدمة.(6)
وأخرى أن الأكراد في الأصل من العرب، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد البر في كتابه «القصد والأمم» أن «الأكراد من نسل عمرو مزيقيا بن عامر بن ماء السماء وأنهم وقعوا إلى أرض العجم فتناسلوا بها وكثر ولدهم فسموا الأكراد». وهذا ضعيف وقد فنده الكثير من المؤرخين.(7)
ويقول الاستاذ ب. م. هولت استاذ التاريخ العربى فى جامعة لندن فى كتابه تاريخ كامبرج للإسلام الصادر عام 1970 (ان الاكراد يطلق عليهم بدو الفرس). بينما يرى المؤرخ مورني فى كتابه العراق بعد الفتح الإسلامي ( ان كلمة كرد تعنى قطاع الطرق)، وجاء في كتاب الطبرى ان الكرد دلالة على الفلاحين ويذكر ماكدويل ان مصطلح الكرد يطلق على الشرائح الاجتماعية الخارجة على القانون والهاربة في أعالي جبال زاكروس، ولفترة اكثر من الفي عام، ولم يكن يعني اسما لقومية. وقد اعتمد في ذلك على العديد من المصادر الاسلامية، واقوال بعض الرحالة الغربيين ومنها ما كان في عصر الفتوحات الاسلامية حيث كانت تترادف كلمة الكرد مع حوادث اللصوصية وقطع الطرق ضد جيرانهم. ويقول ايضا (عدد كبير من “الرحالة والمؤرخين منذ القرن الحادي عشر عرفوا مصطلح الكرد مرادفا لقاطعي الطرق.
والباحثون والمنقّبون الأثريون لم يكتشفوا في أي جزء من العراق وخاصة المناطق الشمالية الجبلية التي يتركز فيها “الكرد” الآن ويريدون إعلان دولة فيها ـ أية مخطوطات كردية، وحتى متاحف العالم المليئة بالآثار البابلية والآكّدية والآشورية والعربية والعثمانية لا أثر كرديا واحدا فيها ، والسبب أنه ليس لديهم تاريخ حضاري مطلقا، خاصة قبل الإسلام ، وأن دخولهم شمال العراق كان حديث العهد وعشائرهم ليست لها خصوصية لغوية وقبلية، بل تختلف الواحدة عن الأخرى، فعشائر السورانيين لا يلتقون مع عشائر البهدنانيين، وحتى القبائل الكردية الأخرى لا تتفق مع بعضها البعض .ويدعمه الرأي الدكتور الكردي عمر ميران الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون ، والمتخصص في تاريخ شعوب الشرق الأوسط ، وأستاذ التاريخ في جامعات مختلفة ـ والذي تم اغتياله ويحذّر الأكراد من تصديق أساطير زعمائهم حول الأصل الواحد والقومية المميزة عن بقية أبناء بلدانهم التي يعيشون فيها ، فيقول : ” إن معالم الحضارة الآشورية ما تزال قائمه هناك، ولم يصل إلى علمنا وجود أي مَعلم من المعالم الحضارية للشعب الكردي (أنا أتكلم هنا إلى ما قبل وصول الإسلام إلى المنطقة)”.(8)
وفي جزئنا القادم سوف نقوم باستكمال أصل الأكراد ونبحث علاقتهم مع اليهود وفق الدلائل والحجج لنكمل الحجة على من تفوه بهذه الكلمات الخرقاء عن العراق العظيم إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ أخرجه الخطيب البغدادي في ” تاريخ بغداد ” (1/321) ، وابن عساكر في ” تاريخ دمشق ” (1/138) من طريق الخطيب البغدادي. منقول ع الصحابي معاذ بن جبل (رض).
2 ـ الراوي: ابن حوالة – خلاصة الدرجة: صحيح – المحدث: الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 2483. بحار والأنوار.
3 ـ كنز العمال الإصدار 1.43 – للمتقي الهندي المجلد الحادي عشر >> تتمة فصل في متفرقات الفتن31391- {مسند أبي هريرة}. زيادة الجامع الصغير، والدرر المنتثرة، الإصدار 2.05 – للإمام السيوطي كتاب “زيادة الجامع الصغير”، للسيوطي >> حرف اللام ألف3687. صحيح البخاري، الإصدار 2.03 – للإمام البخاري الجزء الرابع >> 96 – كتاب الفتن. >> 23 – باب: خروج النار.6702 –
4 ـ من مقال هل للأكراد تاريخ فى شمال العراق؟ بقلم : خالد الجاف على شبكة أخبار العراق الرابط

هل للأكراد تاريخ فى شمال العراق؟ بقلم : خالد الجاف


5 ـ موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة. موضوع الكرد. وفي الرابط كل المصادر التي ذكرناها عن أصل الكرد الرابط https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%B1%D8%AF
6 ـ مقدمة ابن خلدون
7 ـ تفسير الآلوسي – الآلوسي – ج 26 – الصفحة 103.
8 ـ من مقال الاكراد في مرائي الرحالة والباحثين. للكاتب آيدن آقصو . عن صحيفة العربية سياسية عامة. تصدر دار الصحيفة العربية للنشر والصحافة والاعلام. رئيس التحرير التنفيذي: نادية العبيدي.