س اللون في ضيافة الروح، كيف يجالسه الفنان التشكيلي “عبد اللطيف حلاق”؟
ج أستطيع القول أن اللون بجميع مستوياته وأطيافه يرمز إلى الأبدية، وعلاقته بالروح، هي علاقة الإنسان بالحياة، بغثها وسمينها، وقد أضحت مجالستي للون عبارة عن انتقاء شعوري متغير حسب اللحظة والعامل، لا حسب الموقف والإرادة.
س كيف هي الأغنية اللونية التي تصاحب أنامل الفنان التشكيلي “عبد اللطيف حلاق”؟
ج آمل أن يراها المتلقي كأغنية وأسعى أن تتطور بنظر الجمهور إلى سيمفونية، غير أني أرى تلك الأغنية مازالت في طور الجنينية حتى لا أبالغ بوصف نتاجي الفني، لكن بجميع الأحوال إن غاية الفن برأي تأتي من أدلة روحية، والفنان ليس إلا وسيط يحمل رسالة جمالية مهتديا برسالة تأملية تقترب من مذاق صوفي، في التأمل بما تحويه الطبيعة من عوالم جمالية لا تعثر عليها إلاّ عين المتأمل، فيعيد صياغتها وفق ذائقته الفنية بعيدا عن باقي الدلالات، بل يبني حلمه الغنائي محاولا الإمساك بما لا يمسك، قدر الإمكان، بهذا أحاول أن أجد طريقة للتركيز على إظهار البريق اللوني، وإن تجلى بلونين فقط على مقطوعة واحدة، كما يقال في تقنية استخدام الأجواء التي توحي بالعطاء اللوني، الذي يتحوّل أحياناً إلى صيغة تشكيلية لها علاقة بباقي الفنون.
س هل نفهم من قناعتك هذه تواصل ايجابي مع معتقد الشاعر اللبناني جبران خليل جبران حيث يؤكد بأنه “لا قيمة لعطائك إن لم يكن جزء من ذاتك”؟
ج نعم أؤيد هذا الرأي وأزيد بالقول أن الفنان والمبدع بشكل عام إن لم يتبنى ذلك القول بشكل عملي فهو مازال بطور بدائي من البحث عن القيمة وعليه أن يطور قناعاته ويصعد ميوله إلى القيمة السامية.
س عندما يبوح صمت الإنسان “عبد اللطيف حلاق” على شفتي اللون، كيف يستمع له الفنان “عبد اللطيف حلاق”؟
ج لطالما كنت مغردا في صمت، وكان بوحي خافتاً بظاهره، صاخبا في أعماقه، وقد حاولت كثيراً أن أطبق ما قاله “بول سيزان”: ” عندما يكون اللون غنياً يبلغ الشكل كماله”، غير أني لم أستطع الابتعاد عن قيمة اللون الواحد إن اعتبرنا الأسود لونا و معاكسه، حاولت الابتعاد عن السوداوية، غير أن صمت الإنسان عندما يرغب بالبوح فهو يبوح بتجربته .الصادقة لا المصطنعة
س غائبة في المكان، أترشّف الخط و اللون، و أسأل إلى أين؟
ج إلى حدود خارج الظل واللون، لأظهر جماليات التنوع من خلال المساحة والفراغ، وجماليات التباين والتناغم في الخطوط والمساحات والألوان، فتتميز الأعمال اللاحقة بغياب تام لظلال بقيت واضحة، فيما أرسم وأخط من طبيعة صامتة لتنتقل لطابع تجريدي، بحيث لا ينقل من الطبيعة نقلا مباشرا، بل يعمد في هدوء إلى عملية التذكر والاسترجاع بحثاً عن حقيقة غائبة.
س أين نحن أمام أعماق تسرد قصص الولوج إلى هناك، بين لوحة و مسافة لونية؟
ج نعم أظننا وقبل الولوج لأي مكان علينا أن نحدد إيقاع اللون الذي يتكاثف ليشكل ويجمع أزمنه متفاوتة في لحظة واحدة من خلال هارمونية بصرية تعيد رسم معالم الواقع وفق رؤية فلسفية، تحمل الجوهر لتحيله إلى ما ورائية قصدية تتناغم بين الصفاء الروحي والتأمل العقلي، ومن ثم نستطيع الولوج لعوالم أخرى بخطوات ثابتة بل وواثقة.
س عندما تدعوك اللوحة لامتطاء خلجاتها، ما الصهيل الذي تدندنه؟
ج يحدث ذلك حين ابتدأ في عمل فني جديد دون فكرة مسبقة عما سأبدأ به، وفي هذه اللحظات التي ابتدأ بها أصبح على يقين بأن اللوحة مخاض بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وبالنسبة لي أثرت أن احترم أي يد تخط ولو خطاً واحدا فلا أتجرأ بعد البدء بتقليل شأن أي خط، فيصبح ذلك الفارس على لغتك طبعاً باعتبار اللوحة فرساً أصيلاً …يصبح محتاراً إلى أين ستوصله تلك اللوحة فأنتهي دائماً إلى عمل لم أتوقع أن أصل إليه عند البدء …اذن تلك الصهلات توصلني و تأخذني إلى أعماق لطالما بحثت عنها جاهدا ولم تترجمها اللغة، فترجمها العمل الفني، فهي أعماقي و خلجاتي.
س ما الركائب التي يتطلّبها السفر عبر ثنايا اللوحة؟
ج يقول المفكر ارنهيم: “الفن ينمو وينفذ معتمدا على القوه المنظمة لمخ الفنان وكفاءة أدواته”، وإني أجد أن الفنان في جهده الإبداعي يحاول أن يعطي مفاهيم وتصورات ورؤية معاصرة للفن، بما يعني العودة إلى الذات التي قادته إلى البحث في وجعه الروحي القلق، فلم أجد غير تلك الصوفية اللونية لإملاء شعور الإحباط والانتكاسة وإعادتها إلى بهرجة لونيه فرحة ولو كانت بلون واحد أو عن طريق الحروفية على الرغم من أنها موجعة في ذات الوقت.
س جالست اللوحة العاطفة، تحتسي الإحساس في أكواس من خريف، إلى متى مع هذا الرحيل؟
ج نعم، إلى أن ألملم اللحظات الهاربة الأكثر إشراقا، لأخلق تلك العاطفة التي تسألين عنها، حيث تتداخل الذاكرة على شكل استرجاعات حلمية مشحونة بطاقات فنية تشكيلية متفجرة تختصر المسافة بين الحلم والواقع، لعل من جعل مني فناناً يعلم أه سبب معاناتي و مآساتي على الرغم من تحقيق النجاح، فكما يقال عند النجاح اشكر أعدائك فهم من جعلوا منك روحاً تنبض بالحياة…
س إذا ما نظر “عبد اللطيف حلاق” للذاكرة، كيف تكشف له عن افتنانها بالإنسان، بالفنان و بالسوري، “عبد اللطيف حلاق”؟
ج الفنان، وبرأي عموما مسكون بعوالمه الداخلية أولا، و بالعالم الطبيعي الذي يواجهه في دوامة البحث للامساك بالحقيقة الوجودية المعمقة ثانيا،ً فإن لم يستطع الفنان التناغم معها بشكل كلي فلا بأس من التعلق في أطرافها، فهو لا يتحدث عن النهائية أو التمامية في العمل الفني، بل إنه يجاهد للوصول إلى مفاتيح تلك الذاكرة … هذا ولا يجب أن نغفل أن كل ماذكرت يرجع إلى التجارب الفردية ولا يصح التعميم.
س متى يقول السوري “عبد اللطيف حلاق” يكفيني الترحال في الأبد المبعثر على جبينك، وطن يرثي كل ابتسامة؟
ج أظن أني لن أكتف إلى أن تنتهي رحلتي الوجودية أصلا، ساعياً ألا يرثي الوطن الابتسامة بل أن يخلقها.
س سوريا، إلى كم من إحساس معها؟
ج كم من عاشق سبقه بوحه لدمشق، وكم من راحلة عبقت من ياسمينها وجداً فلن أزاود على حبي لها فالصمت في حرم الجمال جمال ولست إلا عاشقا مر بظلال ياسمينها، وسأرحل كما رحل غيري، وتبقى الشام شامة في خد الحضارة والإنسانية ونبراساً لا يخبو نوره… ويكفيني أن يكون نتاجي سورياً لعلي أكون إضافة خجولة في شموخها آملا لسوريتي الحبيبة عودة الحب والأمان وفرجاً قريباً يعيد لتلك الحبيبة رونقها سائلا المولى أن يحفظ جيشها وقيادتها وشعبها.
س شهقت ابتسامتي لرؤية سرور مسافر مع المحبة، ما ملامح المحبة عبر مسيرة الإنسان “عبد اللطيف حلاق”؟
ج الحب ظاهرة اجتماعية أساسية لم تتغير في جوهرها منذ أقدم العصور التي عاشها الإنسان، فقد ارتبطت المرأة بالأرض، وكان للمرأة في المجتمعات القديمة قيمة اجتماعية وإنسانية أكثر من الرجل، ومع ظهور أقدم الحضارات أخذت مشاعر الحب تكتسب طابعا حضاريا، بل أخذت تشكل أحد مظاهر السلوك الحضاري للإنسان، فملحمة ‘جلجامش’ تشتمل على مواقف عشقية بين جلجامش البطل والآلهة ‘عشتار’ ربة الحب والجمال، ومن منا لا يعرف ‘فينوس’ إلهة الجمال التي كان لها علاقات حب كثيرة مع الآلهة وبعض البشر ومنهم الراعي الجميل ‘أدونيس’. وتمدنا الأعمال الأدبية اليونانية بصور كثيرة عن العشق وفي مطلعها ‘الإلياذة والأوديسة’، والعملان ينسبان إلى ‘هوميروس’ وكان هذا الشاعر يتغنى بالحب و’هيلين’ بطلة الإلياذة، امرأة جميلة أقلعت من أجلها ألف سفينة ولقي الموت في سبيلها آلاف الرجال. كي لا أطيل نعم المحبة والحب وتلك المسيرة الحافلة في حياة الإنسان هي على العموم هي الحب ومراحله في حياة عبد اللطيف، أي أن رحلة الإنسان منذ الأزل هي رحلتي مع كثير من الفشل والإرهاق العاطفيان اللذان جعلا من أي حب يمر بي وأخسره جسرا لأعبر من جديد وأنهض من جديد.
س كيف لي قطف ورودك أيتها الحياة و كل حدائقك دامعة، كيف تجادل هذه الفكرة؟
ج يسيطر التّشاؤم على حياة الكثير من النّاس عندما يواجهون مصاعب الحياة المختلفة وتحدّياتها، وتراهم يقفون في محطّاتٍ كثيرةٍ من محطّات الحياة ليسيطر عليهم التّشاؤم، فترى عزيمتهم قد فترت، فيجب أن نقتنع أن الضد يظهر حسنه الضد، فنزرع روح التّفاؤل في حياتنا حتى لو كان الجرح ينزف دما وكما يقال خير الأوقات : الآن بمعنى أن يعيش الإنسان اللحظة ويعلم أن الدنيا ممر وأن الدنيا ستمضي بحلوها ومرها، ومن الأمور التي تجعل الإنسان أكثر تفاؤلاً بالحياة أن يعيش سلاماً داخليّاً مع نفسه، فمن تصالح مع نفسه قبل أن يتصالح مع النّاس سرت روح التّفاؤل في جسده وقلبه، فتراه إذا خرج من بيته وواجهته مصيبةٌ أو مشكلة قال بلسان المتفائل لعلّه خير، وهو بذلك يعبّر عن
التّصالح والسّلام الدّاخلي الذي يعيشه في قلبه، ويجب أن يعتاد الإنسان على سماع الكلمات التي تحمل البشرى والتّفاؤل للنّفس، والتي تكون دافعاً للبذل والعطاء في هذه الحياة.
س مفقودة بين حبات الندى، متأبّطة غصن الشجر، سائلة الورق المخضرّ، لماذا تذبل و تصفرّ، برأيك، لماذا يذبل و يصفر؟
ج كذلك يذبل الحب بعد أن يقرر صاحبه اقتطاعه من أحشاء القلب ويموت، كذلك الورد تحت الأقدام كما تموت الأحاسيس الجميلة عندما يدوس عليها صاحبها ليقتلها، ويموت الورد إذا لم يسقيه صاحبه الماء الذي يحييه، وكذلك يموت القلب إذا لم يسقيه صاحبه بالحنان والعاطفة الجميلة والفن…
س هل نحن ذاك النشيد المتمرّد في غفلة الصراع بين الوجود و التلاشي؟
ج نعم نحن ذلك النشيد، وأطبق ذلك الكلام على ذاتي فهي تائهة حتى الآن بين الوجود فعلا والتلاشي.
س و حلم الإنسان “عبد اللطيف حلاق”بينهما أين يترجّل؟
ج يبقى متأرجحاً بينهما، يميل أن يثبت وجوده بالوجود بما ينجز من عمل فني، ثم يترجل تاركا كل ذلك ليفنى ويتلاشى كما تتلاشى الدنيا على اتساعها.
س عندما يستوقفنا الواقع يطلب رخصة الأمل لنتمكن من عبور الحلم، كيف تضرب له الإرادة بحوافرها و ترفع له الهمم؟
ج كثيرة هي المواقف التي كُتب لها الفشل بسبب افتقارها إلى أهم مكونات النجاح.. فمن العزيمة والإرادة تتولّد أهم المكونات مثل الصبر والثبات والاستمرارية، الجميع يريد أن ينجح في هذه الحياة ولكن قلة هم الذين يُكتب لهم النجاح بعد توفيق الله عز وجّل، وهم أصحاب الإرادة والعزيمة.. جميعنا نملك قدرات ذاتية ولكن هذه القدرات خاملة الإرادة هي أن تقف وجها لوجه في تحدي الظروف والواقع والضعف واليأس وطول الطريق. وأن تبدو أكثر إصراراً في التحدي والتقدم البنّاء.. فصاحب الإرادة يصنع من أضعف قدرة لدية أو مهارة قوة جبارة تمكنه من الوصول إلى غايته المنشودة بتحقيق العمل المثمر الذي يرنو إليه.
س هل نفهم من قناعتك هذه أنك تناصر الرأي القائل، إلى كل خيبات الأمل، عدم النجاح لا يعني الفشل؟
.يكفينا شرف المحاولة، تماماج
شكرا لك الفنان التشكيلي “عبد اللطيف حلاق” على حسن تواصلك و إلى لقاء آخر إن شاء الله

“الفن هو تعبير عن الحياة بكل أبعادها، وملكة التعبير في الإنسان هي الحياة، ويتخذ هذا التعبير شتى الأنواع الفنية، ويقوم الفن بترقية العقل والأحاسيس لدى البشر، ويدعم القيم المرتبطة بالذوق العام وتهذيب النفس وتعديل السلوك الإنساني، فهو مجال خصب لتفريغ الطاقات وتلبية الرغبات، فالفن عبارة عن حياة وولادة؛ فكل لوحة هي مخاض وولادة جديدة”؛ هذا ما بدأ به كلامه لمدونة وطن “eSyria” الفنان التشكيلي “عبد اللطيف أحمد حلاق” عندما تواصلنا معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 15 تموز 2017، وعن بداياته يقول: «الفن موهبة تخلق مع الإنسان بالفطرة، فمنذ الصغر كنت أرسم بكثرة وأشعر برغبة كبيرة في إخراج ما يدور في مخيلتي من أفكار عبر رسومات بسيطة، حتى أصبحت الورقة والقلم خير جليس لي في المواقف الصعبة، وشعرت بأن الفن بالنسبة لي إرضاء لنفسي وهواية تسكن بداخلي، وهذا ما دفعني إلى تطوير ملكاتي الفنية بالاطلاع على مواقع الإنترنت التي تعنى بالمجالات الفنية، كما أنني تتلمذت على يد الفنان التشكيلي “سامر عبد الغني” الذي علّمني الخط العربي، وأجازني بالخطوط السبعة، وقدم لي من خبرته الواسعة في مجال الرسم الواقعي والانطباعي، واستفدت من ملاحظاته وتوجيهاته، إضافة إلى دعم أصدقائي وأهلي، وخصوصاً والدتي التي كانت تحمل ثقافة بصرية عالية؛ فقد كانت تتابع كل عمل أقوم به، وتقدّم لي النصائح، وتمنحني دفعة من التحفيز، إضافة إلى أن دراستي للغة العربية كان لها دور مهم في صقل مفرداتي الجمالية، وخصوصاً بالنسبة للخط والحروفيات؛ فقد منحتني ذائقة فنية لما تمتلكه اللغة من

قيمة جمالية وفنية استطعت تجسيدها عبر لوحاتي بطريقة فنية متميزة».

وتابع “حلاق”: «يعدّ الخط العربي روحاً سامية تحلّق في ملكوت الكون لتبدع شذرات بصرية، وتنثر عبقها لتجوب في جميع أركان اللوحة ليدلّ على موضوع معين يجسّده الفنان بطريقة فنية، ومن خلال أعمالي، أسعى للوصول إلى إنتاج تكوينات وتشكيلات فنية تحقق شروط الانسجام والبناء الصحيح للوحة، حيث مزجت بين مهارتي في فن الخط العربي بإلانة الحرف وتكويناته؛ بهدف الدمج بين اللوحة التجريدية وخبراتي الخطية لتنتج عملاً حروفياً مبتكراً يربط بين محتوى الكتابة وفحوى الشكل المرسوم، إضافة إلى أنني مجاز بالخطوط السبعة وأتقنتها كلها، لكنني أميل إلى الخط الديواني الذي احتل مكانة خاصة لدي؛ فطواعيته لمخيلة الفنان لا متناهية، وليونته تساعد على الابتكار والتعبير؛ وهذا ما دفعني إلى استخدامه سواء بالكتابة أو التصاميم أو “اللوغو”. أما بالنسبة للوحاتي الواقعية، فقد اعتمدت بأسلوبي منح ثقافة بصرية للمتلقي من خلال مضمون المواضيع والتفاصيل المرسومة واختيار الألوان حتى أقدّم عملاً فنياً منسجماً يحتوي في بعض الأحيان حواراً بين الألوان والأشكال والخطوط، إن هذا التنوع ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالمراحل التي يمرّ بها الفنان، فهو ينتقل بين العديد من المدارس؛ وهو ما يمنحه خبرات واسعة لتطوير الذائقة الجمالية والتراسل الحسي البصري الذي يخدم التكوين الفني في اللوحة».

ويضيف: «للون رسالة فنية يستطيع الفنان من خلالها التعبير عن هواجسه وانفعالاته، وهو حالة اجتماعية يرقى بها الفنان إلى مراحل متنوعة لإرضاء ذاته والتعبير عن مكنوناته، فاختياري للألوان منوط باختيار اللوحة التي أريد رسمها، ودائماً

يكون اللونان الأبيض والأسود حاضرين في لوحاتي؛ ربما لدلالة نفسية في اللا وعي نتجت عن صدمات متتالية أدت إلى اختيار هذا النمط الذي يميل إلى نظرة حزينة أو قديمة تدل على الهروب من الألوان الزاهية رغبة في الإخلاص والنقاء، فلحظات الألم والحزن والشوق هي الدافع الذي يجعلني أحمل ريشتي وألواني، كما أنني أشعر بتناقض غريب عندما أنجز عملاً فنياً؛ فاللوحة مخاض وولادة جديدة، وخصوصاً الواقعية، أشعر بالفرح لأنني أكملتها، وينتابني شعور سلبي حزين وكأنني لن أعود إليها، فكل تفصيل فيها معنى خاص من الصعب أن يجسّده عمل آخر، ولكل عمل خصوصيته بالنسبة للفنان وتأثيره في المشاهد، فالفن مرآة المجتمع يعكس من خلالها الفنان أفكاره ورؤيته المختلفة ويجسّدها بأسلوبه على سطح لوحته على شكل رسالة يحاول إيصالها إلى المشاهد من خلال أعماله الفنية، فأنا كفنان أعمل لأقول إن المجتمع السوري مهما كانت ظروفه صعبة فهو قادر على الإبداع؛ لكونه مجتمعاً واعياً ومثقفاً وقادراً على النهوض؛ هذا من جانب، ومن جانب آخر أحاول إيصال رسالة الحب والجمال والتناغم مع الحياة بكل معطياتها».
الفنان التشكيلي عبد اللطيف أحمد حلاق
مواليد إدلب مقيم في يبرود 1992
فنان تشكيلي أعماله ذات طابع تشكيلي تجريدي وحروفيات وله أعمال ,واقعية ترصد الطبيعة الصامتة والتراث الشعبي ينشر أعماله في في المجموعات الفنية العربية والغربية وغيرها…
حائز على عدة شهادات في الخط العربي من كبار الفنانين وشهادة في تدريس مادة الخط من عدد من المؤسسات الحكومية كشهادات في التصميم والفوتشوب وشهادات كمبيوتر واجازات شهادات تقدير من عدد من النوادي الثقافية محاضر ومدرس في مدارس يبرود ومحاضر لعلم الجرافولوجي
شارك في العديد من المعارض التشكيلية الجماعية المحلية والدوليةمن أبرز مصممي اللوجو والهوية البصريةوله 4 أربعة معارض فردية بحضور جماهيري متميز وهي :
معرض في المركز الثقافي العربي في يبرود
معرض في المركز الثقافي العربي في رأس المعرة
معرض في صالة نقابة المعلمين في يبرود
معرض في صالة فندق إلباتيو تحت رعاية نادي كلمات الثقافي
كاتب في مجال التحليل اللغوي وله رسالة مطبوعة (مفاتيح الدراسة التحليلية للقرآن الكريم)
ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الأنشطة والمبادرات الثقافية الفنية واللغوية