غالبا ما نجد الاوضاع المأساوية تترعرع في البلدان التي يهملها ساستها والتي تأخذ  طابعا من الاهمال في اغلب المجالات ان لم نقل كلها وهذا طبيعي في تلك البلدان فبعد ان يمسك بزمام امر البلد السّاسة اصحاب الضمائر العارية من لباس الوطنية ويخلو ضميرهم من حرارة المسؤولية تجاه الارض  التي ولدوا عليها ياتي دور الضمير الميّت لكي يعلن عن نواياه الخبيثة التي تلتهم ابسط الحقوق التي اقرت لافراد الشعب ،ولو اخذنا العراق مثالا لكان الاوضح في سياق كلامنا فبعد سقوط بغداد على يد الغزاة المحتلين الاميركان تسارعت القوى الدولية والاقليمية وكل حسب مصالحه التي تقتضي الهيمنة على المناطق التي رسم لها وجعلت في لائحة مخططاتهم وبالتاكيد منهم من يمتلك احزاب وفصائل باتجاهات سياسية اوعلمانية اودينية اوقومية وغيرها لكي تكون الاذرع البارزة في العمل لهذه الدول والمؤسسات .

فلو سلطنا الضوء على سياسيي العراق اليوم بعد الذي افسدوه في العراق ولا يكاد يخلو مجال او قطاع ومفصل من الدولة الا افسدوه ونخرته غدد السرقات والتخريب والنهب والمصادرة حتى اصبح العراق يصنف ضمن لائحة ابلدان المتخلفة في شتى المجالات بسبب هؤلاء الساسة الذين يتصارعون على المناصب وخدمة الدول الداعمة لهم وكل ذلك على حساب المواطن العراقي الذي استغل هو الاخير بطرق التوائية عبّرها ساسة العراق السرّاق عليه ومنها فتاوى رجال الدين المهيمنين على العراق باسم الدين .

ولو اخذنا العراق من ناحية البنى التحتية والاعمار وهل المال العام استغل لصالح العراق من قبل هؤلاء الساسة السرّاق ليمكننا القول بان هؤلاء الساسة فرّغوا ميزانيات العراق لسرقاتهم ومشاريعهم الوهمية وعقودهم الواهية وخدماتهم المتردية البائسة المخادعة حتى اصبح العراق في فتراتِ حكمِهم اصبحت بغدادُ عاصمةَ الاوساخِ الثالثة والعراق بالمرتبة الثامنةِ بالفسادِ والرابعةِ بالبطالةِ والثانيةِ بالاستهلاكِ والأولى بالجفافِ والثانيةِ بأفشلِ الدول في الصرفِ الصحي والعاشرُ بالأميةِ والسادسُ بانتهاكِ حقوقِ الإنسانِ، لقد جعلوا العراقَ الأولَ أو الثاني أو الثالث بل الحائزَ على المراتبِ الأولى في كل قبيحٍ وسيء أو فشلٍ او انهيارٍ او غيره من أمورٍ تشمئزُ منها النفوس .