العراق كحضارة وكبلد حديث ملئ بالتفاصيل والتعقيدات وخاصة مع العدد الكبير من السياسيين أو أشباه السياسيين ولعل إن معلومة بسيطة بأن هناك خمسمائة إلي إلف مقالة يتم كتابتها يوميا علي أكثر من سبعين موقع إعلامي نشط علي شبكة الانترنت يعطينا بعض من الدليل علي الحجم الكبير من المعلومات والنقاش الذي يحتاجه إي باحث أو حتي متابع إن يتناوله لكي يكون علي مستوي مجريات الحدث اليومي ناهيك عن النزاعات الحزبية الحزبية و التسقيط الشخصي المستمر والمتواصل ضمن حالة الشخصية العراقية الجدلية المعروفة.
 
 
المشروع الأمريكي نجح بالعراق وهو ألغي بلد من علي الخريطة وأقام مشروع فوضوي غرائبي سخيف به من الكلام والردح الإعلامي الذي لا ينتج اي شئ ملموس علي ارض الواقع شيئا الا مزيدا من الظلم والحرمان ومن الكفر بكل شئ.
 
هذا المشروع الغرائبي استخدم فيه الاستكبار قطع غيار بشري وأعاد استخدام إسلاميون وقوميون وماركسيون وليبراليون وكل ما استطاع تجميعهم من هنا وهناك من اجل خدمة مشروع الاستكبار العالمي .
 
ألان لا توجد دولة بالعراق وهو انتهي كبلد وان بقي كحضارة وتاريخ .
 
أريد إن اطرح مثال مؤلم قالته احد الأخوات العراقيات “البريطانيات” بأحدي الندوات:
 
هل يريد احد منا العودة لكي تستمرون بالحديث عن العراق ونحن نعيش ببريطانيا وأصبحنا انجليز بواقع الحال والرغبة ،لا أتصور إن استمرار وجود سبعمائة إلف عراقي ببريطانيا علي سبيل المثال وتحولهم لمواطنين بريطانيين يقسمون بالولاء لملكة بريطانيا دليل علي إن لديهم رغبة بالعودة أو حتي أمل بالعودة وحالهم حال باقي العراقيين بالمهجر.
أو علي عدد كبير منهم !؟
 
هنا انتهي كلام الأخت العراقية البريطانية الجنسية ومن هذا الكلام انطلق لأقول:
 
مع أني أتصور إن الشخصية العراقية كمجتمع ستتحرك في لحظة من التاريخ المستقبلي القادم لتقلب وتسحل كل هؤلاء “الصداميون الجدد” الذين جعلوا شعب العراق يجن ويكفر بكل شئ واصبح يريد فقط ان يعطي حق الاستمرار بالحياة فقط لا غير!؟
 
إن سقط المتاع الخائن الذين تم تجميعهم من اجورد رود بلندن او من بلدان شمال أوروبا  او شارع  ناصر خسرو بطهران لم يصنعوا إلا المأساة وإعادة صناعتها بالعراق.
 
إن الإسلام “الأمريكي” مر بالعراق قبل إن يعاد تقديمه بتونس ومصر ومن قبلهما بتركيا.
 
والاستكبار ليس لديه أية مشكلة مع اي أيديولوجية تؤمن له أنابيب النفط الي ان يستهلكها كلها قبل ان يترك المنطقة خالية من اي موارد يريدها وبعد ان يقتل اي حالة نهضة حضارية تتعامل معه كالند المتساوي .
 
ان العراق في عيد الميلاد هذا هو عراق ميت .
فهل سيعود ؟
كاتب هذه السطور بانتظار إعادة ميلاد بلد ميت وان بقيت الحضارة والتاريخ.
 

وهذه هي لحظة المعذبين علي ارض السواد ولحظتهم التاريخية التي حتما سيصنعونها وسيتفاجئ العالم بها إلا الذين درسوا الشخصية العراقية الحقيقية وكيف تتحرك كمجتمع